أهمية الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أهمية الذاكرة في علم النفس:

تختلف وجهات نظرنا كبشر إلى الذاكرة، فالبعض ينظر إليها بشكل إيجابي وخاصة عندما تتعلق بذكريات ومواقف جيدة وإيجابية، والبعض الآخر ينظر لها بشكل سلبي ومؤلم عندما تتعلق بمواقف وذكريات صعبة وذات آثار سلبية على الصحة النفسية، وتتمثل الأهمية الكبيرة للذاكرة من خلال النظر إلى المجالات النفسية من خلال ما يلي:

1- امتلاك مهارات جيدة:

اعتبرت الثقافات القديمة امتلاك ذاكرة جيدة مهارة قيمة، وكانت القدرة على تذكر الأشياء بدقة مهمة بشكل خاص في نقل الثقافات والتاريخ قبل أن تصبح الكلمة المكتوبة شائعة، واليوم، لا تزال الذاكرة تخدم أغراضًا مهمة، بحيث تساعد الذاكرة في التركيز وخاصة عندما نجد أنفسنا نعيش في عالم مشتت.

من لحظة إلى أخرى، يمتلك الناس تقنيات مختلفة تستدعي اهتمامهم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الكسل والتفكير السلبي، ويمكن أن يساعد تذكر الأحداث الماضية في الحفاظ على تركيز الذهن ويجعله أكثر انضباطًا.

2- نقل المعرفة:

هناك العديد من المعلومات والملاحظات المهمة سواء القديمة أو الحاضرة أو تلك التي ترتبط في المستقبل، فعند وجود ذاكرة جيدة تتم من خلالها التعرف على أهم القيم والعادات والأخلاقيات المتعارف عليها، فلا يتم تطبيق أي عملية إلا عن طريق مشاهدتها وفهمها وحفظها في الذاكرة ومن ثم طلب استعادتها في الوقت والظرف المناسب.

3- يساعد في التعلم:

ظهر أن أكثر الناس ممارسة لذاكرتهم، وزيادة القدرة لديهم لتعلم أشياء جديدة، أن هذه سمة مهمة يجب أن يمتلكها الناس، بحيث تعتبر الذاكرة مهمة بشكل كبير في عملية وأساليب التدريس والتعلم، وخاصة عندما يرغب الفرد بالتميُّز والتفرد في الإبداع والابتكار والنجاح الكبير.

4- لا يمكن الاعتماد على الآلات فقط:

وجد أن الإبداع في العلوم يتطلب من الأفراد القدرة على تذكر الأشياء لوحدهم وبأنفسهم، فبدون هذه القدرة، فإن الإبداع سيعاني إذا اعتمدنا كثيرًا على التكنولوجيا لتذكر الأشياء الخاصة بنا، ومن المحتمل أن يكون هذا صحيحًا لأي شخص يحاول القيام بأي شيء إبداعي، مثل استخدام واعتماد الطلاب على الآلة الحاسبة في عمليات الحساب.

5- التعلم من التاريخ:

يتوجب على الجميع التعلم من التاريخ الماضي، على سبيل المثال، علمتنا الحرب العالمية الثانية كل مخاطر الفاشية، ومع ذلك الأمر نفسه ينطبق على حياتنا الشخصية، ونتعلم جميعًا من أخطاء الماضي، حتى لو كانت تلك الذكريات مؤلمة، فهي تساعدنا في اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

هذا شيء يمكن أن يفيدنا جميعًا، بحيث تعتبر الذاكرة شيء صعب، فيمكن أن يكون مصدر ألم شديد أو سعادة كبيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر بأذهاننا وحياتنا اليومية، فإن القدرة على ضبط أنفسنا والاحتفاظ بالذكريات القوية مفيدة للغاية، لذا يتوجب على كل شخص ناجحة أن يحافظ على نشاط عقله وجني الفوائد التابعة له.

في العصور القديمة، كانت القدرة على الحفظ مهارة ثمينة، تم توارث ثقافات كاملة عبر القرون من قبل أولئك الذين تذكروا القصص والأساطير والتاريخ والمحرمات والقوانين، وأطلق ظهور المطبعة حقبة جديدة من البحث عن الأشياء، واليوم قد يبدو أن الإنترنت ومحركات البحث الخاصة تجعل الحفظ غير ذي صلة في العالم الحديث، فما لا نتذكره، نعتقد أنه يمكننا دائمًا البحث عنه.

أسباب اهتمام علم النفس بالذاكرة:

تعتبر الذاكرة ذات أهمية كبيرة من أجل أن تتطرق لها العديد من الدراسات والعلوم المتنوعة ومن بينها علم النفس المعرفي بشكل خاص، وعلم النفس بشكل عام، وذلك من أجل التطرق للعديد من الأسباب التي تعتبر ذات أهمية في تحسين وتطوير موضوع الذاكرة، مما جعل للذاكرة أهمية في جميع الجوانب والمحالات الحياتية المختلفة.

فيما يلي خمسة أسباب تدفعنا جميعًا إلى السعي لتحسين قدرتنا على التذكر، وتجعل من الذاكرة ذات اهتمام كبير من خلال علم النفس:

1- الذاكرة هي انضباط للعقل، فهناك حاجة ماسة إليه في عصر يكون فيه الكثير من العقول كسولًا أو مشتتًا أو ليس لديها الكثير لتفكر فيه أو تفكر بهدوء، ويساعد الحفظ في تدريب العقل على التركيز والعمل الدؤوب.

2- في بعض الأحيان لا يمكن الوصول إلى الإنترنت، وليس كل شيء مهم موجودًا على الويب، كما أن البحث عن مادة لا يكون مفيدًا في مثل هذه المواقف مثل عندما نتعلم استخدام لغة أخرى، أو يجب أن نكتب أو نتحدث بشكل ارتجالي.

3- يخلق الحفظ ذخيرة لما نفكر فيه، ولا أحد يستطيع التفكير في فراغ من المعلومات.

4- لا يمكن الوصول إلى المعلومات المحفوظة في رؤوسنا إلا بسرعة عالية من ذاكرة الدماغ المخزنة فقط من خلال الذاكرة.

5- تطور الذاكرة مخطط التعلم والذاكرة الذي يعزز القدرة على التعلم وكلما تذكر، وكلما يمكن التعلم.

أهمية الذاكرة في التعلم:

إن فهم كيفية تفكير المرء وتذكره وتصرفه أمر معقد للغاية، ومن الناحية التعليمية فهو يعتمد على علم الدماغ لضمان كفاءة البرامج التي يتم تصميمها واستراتيجيات أساليب التدريس، فالذاكرة هي العملية الإدراكية العليا المنطقية أو الفكرية التي تحدد البعد الزمني لمنظمتنا العقلية فهي قدرتنا على تشفير المعلومات والتجارب السابقة وتخزينها والاحتفاظ بها ثم استدعاءها.

للذاكرة دور أساسي في الحياة التعليمية، فهي تعكس الماضي على أنه الماضي، وتوفر إمكانية إعادة استخدام جميع التجارب السابقة والحالية، فضلاً عن المساعدة في ضمان الاستمرارية بين ما كان وما كان سيحدث، والذاكرة هي عملية انعكاس نشطة وذاتية وذكية لتجاربنا السابقة.

ترتبط الذاكرة بالتعلم ولكن لا يجب الخلط بينها وبين التعلم، وهناك ثلاث عمليات رئيسية تدخل في ذاكرة الإنسان وخاصة بعملية التعلم وهي الترميز التي تتمثل في تحويل المعلومات إلى نموذج يمكن تخزينه في الذاكرة، والتخزين التي تتمثل في حفظ المعلومات المشفرة في الذاكرة، والاسترجاع في إعادة الوصول إلى المعلومات من الماضي التي تم تشفيرها وتخزينها.

التشفير هو العملية الأولى التي تنفذها الذاكرة البشرية خلال عملية التعلم، وتعتمد كفاءة التعلم بشكل عام على كفاءة عملية الترميز، وإنها عملية نشطة وانتقائية تعتمد على عدد من العوامل، التي تتمثل في عوامل المحتوى المتعلقة بنوع المادة المراد ترميزها والعوامل البيئية والعوامل الذاتية.

المكان الذي تحتله المعلومات في هيكل المحتوى، أي في بداية المادة أو وسطها أو نهايتها تميل المعلومات الموضوعة في البداية والنهاية إلى التخزين بسهولة أكبر من تلك الموضوعة في المنتصف، وطبيعة المادة.

على الرغم من عدم اعتبار العوامل البيئية دائمًا مهمة، فهي مهمة لعملية الحفظ، وتعتبر درجة الضوء والرطوبة والأزمات للسير والعاطفة والجو الثقافي والانفعالي، وما إلى ذلك، مجرد عدد قليل من العوامل البيئية اعتمادًا على هذه الخصائص، قد يتم تحفيز أو منع عملية التشفير في عملية التعلم.


شارك المقالة: