مفهوم الأمل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أظهر كل من البحث النفسي القائم على الارتباط باستخدام مقاييس التقرير الذاتي للأمل والتدخلات القائمة على السببية التي تهدف إلى رفع مستويات الأمل أن الأمل الأكبر مفيد، وبالمثل فإن قوة مفهوم الأمل في علم النفس في إنتاج ارتباطات قوية لمختلف المتغيرات الأخرى لا يمكن تفسيرها من خلال المواهب الطبيعية على سبيل المثال الذكاء أو القدرة الرياضية، وبالتالي يبدو أن هناك شيئًا خاصًا للتفكير الأمل الموجه نحو الهدف الذي يجعله فعالًا في تحقيق فوائده.

مفهوم الأمل في علم النفس

يشير مفهوم الأمل في علم النفس إلى أنه يعكس توقعًا للنجاح مرتبطًا بالهدف، ففي علم النفس يتوسع التعريف الذي حظي باهتمام كبير بشكل أساسي في هذا القاموس، وبشكل أكثر تحديدًا يُقال إن مفهوم الأمل في علم النفس يتضمن التفكير الموجه نحو الهدف حيث يدرك الناس أن لديهم القدرات المعرفية اللازمة لإنتاج المسارات إلى الأهداف المرجوة تسمى مسارات التفكير، جنبًا إلى جنب مع الدوافع الإنسانية اللازمة لاستخدام تلك المسارات تسمى تفكير الوكالة.

تاريخ مفهوم الأمل في علم النفس

على الرغم من أن الأساطير غامضة بشأن ما إذا كان الأمل قد هرب بالفعل من أشهر قصة في حكاية باندورا عن زيوس، فإن الاستنتاج المعتاد هو أنه قد حدث بالفعل، علاوة على ذلك كان يُنظر إلى الأمل على أنه شرير مثل القوى التي هربت بالفعل.

على سبيل المثال اعتقد سوفوكليس أن الأمل لا يؤدي إلا إلى إطالة المعاناة الإنسانية، ووصف أفلاطون الأمل بالمستشار الأحمق، وقال فرانسيس بيكون أن الأمل كان فطورًا جيدًا ولكنه عشاء سيئ، وبالمثل حذر بنجامين فرانكلين الناس من خلال الملاحظة، من يعيش على الأمل سيموت صائمًا، لذلك كان الكثير من التاريخ سلبيًا تمامًا بشأن الأمل.

لم يكن حتى الخمسينيات من القرن الماضي عندما بدأ علماء النفس وأخصائيي الصحة النفسية العقلية مثل الأطباء النفسيين والممرضات في استخدام الأساليب العلمية لاستكشاف مفهوم الأمل في علم النفس، حيث اتفق هؤلاء العلماء الأوائل بشكل عام مع تعريف القاموس للأمل على أنه ينطوي على توقعات إيجابية للوصول إلى الأهداف المرجوة.

مع الانتقال إلى السبعينيات والثمانينيات كان هناك اهتمام أكبر بالأمل من قبل علماء النفس، ومن بين المناهج النظرية المختلفة حظي نموذج يعرف بنظرية الأمل باهتمام كبير، وفقًا لنظرية ومفهوم الأمل في علم النفس يعكس الأمل التفكير الموجه نحو الهدف حيث يؤمن الناس بقدراتهم على إنتاج الطرق المؤدية إلى الأهداف المرجوة أي أنه التفكير في المسارات، جنبًا إلى جنب مع الطاقات أو الدوافع العقلية لاستخدام تلك الطرق لتفكير الوكالة.

بالإضافة إلى ذلك كان الإجماع على أن هذا التفكير الأمل تم تعلمه من خلال تجارب الطفولة بدلاً من كونه نتاجًا للميراث الجيني، أخيرًا عندما بدأ علم النفس في إيلاء المزيد من الاهتمام لنقاط القوة البشرية في التسعينيات وما بعدها كان مفهوم الأمل في علم النفس أحد المفاهيم الأساسية.

دليل على مفهوم الأمل في علم النفس

كان هناك نهجان عامان في البحث عن مفهوم الأمل في علم النفس، حيث يضمن النهج الأول تطوير مقاييس التقرير الذاتي والدراسة اللاحقة لكيفية ارتباط الدرجات على مقاييس الأمل هذه بالمتغيرات الأخرى، واستلزم النهج الثاني محاولات لتعليم الناس كيف يصبحون أكثر تفاؤلاً، إلى جانب أي فوائد قد تصاحب مثل هذه الزيادة في التفكير بمفهوم الأمل في علم النفس.

المقياس الذي تم استخدامه بشكل متكرر في البحث النفسي يسمى مقياس الأمل، حيث إنه مقياس تقرير ذاتي مكون من ثمانية عناصر يقوم على أساسه البالغون بتقييم كل عنصر وفقًا لمدى صحته أي الانتقال من خطأ بالتأكيد إلى صحيح بالتأكيد، باستخدام نموذج نظرية الأمل لتوجيه محتواه، يحتوي هذا المقياس على أربعة عناصر للمسارات على سبيل المثال يمكنني التفكير في طرق عديدة للخروج من المأزق، وأربعة عناصر للوكالة على سبيل المثال أتابع أهدافي بقوة.

يتم تلخيص الدرجات على هذه العناصر الثمانية حيث تعكس الدرجات الأعلى أملاً أعلى، وهناك نسختان من مقاييس الأمل الشبيهة بالسمات التي تستغل التفكير في الظروف أو المواقف، أحدهما للبالغين والآخر للأطفال، علاوة على ذلك هناك مقياس أمل خاص بحالة معينة يستغل أمل الكبار في ظروف معينة على سبيل المثال العمل والعلاقات الاجتماعية والمدرسة.

أظهرت نتائج الدراسات في البحث النفسي التي استخدمت مقاييس الأمل المختلفة هذه باستمرار أن الدرجات الأعلى مرتبطة بالأداء الأفضل في الأكاديميين من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة العليا والرياضة، ونتائج أكثر إيجابية على المؤشرات النفسية التي تشمل السعادة والرضا وتقدير الذات والتفاؤل والمعنى في الحياة، والتعامل المتفوق مع الضغوطات الناجمة عن الإصابات الجسدية والأمراض والألم ومجموعة متنوعة من معوقات الحياة.

في هذه الدراسات السابقة تجدر الإشارة إلى أن أحجام علاقات الأمل مع العلامات الأخرى المختلفة لم تتضاءل عندما تم أخذ مقاييس القدرة الطبيعية في الاعتبار من خلال الإجراءات الإحصائية، بمعنى آخر لا يزال مفهوم الأمل في علم النفس يتنبأ بالإنجازات المدرسية عند إضافة الذكاء إلى المعادلة.

مناهج العلاج النفسي في مفهوم الأمل في علم النفس

لطالما كان يُعتقد أن مفهوم الأمل في علم النفس هو العملية الأساسية المشتركة في جميع مناهج العلاج النفسي الناجحة، وبالتالي لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن الخط الثاني من البحث النفسي يتعلق بتعليم الناس كيفية زيادة مستويات تفكيرهم الأمل، في هذا الصدد كانت هناك محاولات ناجحة لتعزيز الأمل في سياق العلاقات الفردية والأزواج ومجموعات الأشخاص والسلوك الجمعي.

فيما يتعلق بالمجموعات نفذ الباحثين تدخلاً لكبار السن المكتئبين في 10 جلسات جماعية، حيث خضع هؤلاء كبار السن لأنشطة تستند إلى نظرية الأمل لتقليل اكتئابهم وزيادة أنشطتهم البدنية، وأظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في الأشخاص في هذه المجموعة عند مقارنتها بالأشخاص الذين خضعوا لتدخل شائع الاستخدام، في تدخل أمل آخر تم تعليم المرضى الخارجيين الذين كانوا يزورون مركزًا للصحة النفسية المجتمعية المبادئ الأساسية لنظرية مفهوم الأمل في علم النفس قبل دخولهم العلاج.

أظهرت النتائج أن هؤلاء المرضى الخارجيين قد تحسنوا في علاجاتهم اللاحقة، وقد فعلوا ذلك أكثر من العملاء الذين لم يتلقوا مستحضرات المعالجة المسبقة هذه، في دراسة أخرى تم إعطاء علاج مسجل بالفيديو يتضمن روايات مفعمة بالأمل للأفراد في مرحلة الطفولة، بعد مشاهدة هذا الشريط كانت لدى هذه الروايات مستويات أعلى من الأمل مقارنة بالروايات التي شوهدت في شريط التحكم حول موضوع الطبيعة.

بالإضافة إلى ذلك كانت هناك برامج تعليمية للأمل ناجحة لتدريس التفكير الموجه بالأهداف للطلاب من مختلف الأعمار من المدرسة الابتدائية إلى الكلية، وأظهرت النتائج أن هؤلاء المرضى الخارجيين قد تحسنوا في علاجاتهم اللاحقة، وقد فعلوا ذلك أكثر من العملاء الذين لم يتلقوا مستحضرات المعالجة المسبقة هذه.


شارك المقالة: