الصوت هو إحدى وسائل التواصل الأساسية بين البشر، ويعتمد عليه الإنسان في التفاعل مع محيطه، سواء في التعبير عن مشاعره أو نقل أفكاره. لكن في بعض الأحيان، قد يتعرض الصوت لاضطرابات تؤثر على القدرة على التحدث بشكل طبيعي. اضطرابات الصوت هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على الصوت نفسه، وقد تسبب صعوبة في نطق الكلمات أو جعل الصوت غير واضح أو غير مألوف. تتراوح هذه الاضطرابات من الحالات البسيطة التي يمكن علاجها بسهولة إلى الحالات الأكثر تعقيدًا التي قد تتطلب علاجات متخصصة.
اضطرابات الصوت
يقصد به الطاقة أو الصوت الذي يصدر عن اهتزاز الأوتار الصوتية، قبل تأثيره بجهاز النطق وتحويله إلى أصوات لغوية، فيُعَدّ الصوت مهم جداً في عملية التواصل اللغوي، حيث تصدر جميع الحيوانات أصواتاً إلا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك القدرة على إنتاج مدى واسع من الأصوات التي تستخدم في التواصل اللغوي.
وتُعدّ الحنجرة التركيب الأهم في التواصل اللفظي تُسمَّى صندوق الصوت، حيث تقع الحنجرة في الرقبة فوق القصبة الهوائية، تحتوي في داخلها الأوتار الصوتية (هي زوج من العضلات الصغيرة التي تهتز عند مرور هواء الزفير من خلالها).
وإن اهتزاز الوتار الصوتية يؤدي إلى حدوث الصوت البشري، وينتج هذا الاهتزاز عن عملية فتح وإغلاق الأوتار الصوتية بانتظام أثناء خروج هواء الزفير من الرئتين، حيث أن أي خلل في هذه العملية يؤدي بالضرورة إلى خلل في الصوت الناتج.
ويوصف الصوت عادة تِبعاً لطبقة الصوت وعلو الصوت فهذه الصفات تختلف حسب العمر والجنس، فصوت الطفل أنعم من صوت المرأة وصوت المرأة أنعم من صوت الرجل، كذلك كلٌ منّا ينفرد بطبقة صوت خاصة به (بصمة صوت)، حيث يتغير علو الصوت تبعاً للموقف، ففي الأماكن الهادئة نتحدث بصوت منخفض، أما في مناطق الضوضاء كالأسواق العامة والمصانع نضطر لرفع مستوى علو الصوت كي يصل للمستمع، كما أن طبقة الصوت تنقل رسائل خاصة أثناء عملية التواصل اللفظي، فنستطيع من خلال الاستماع إلى طبقة الصوت ونوعيته أن نحكم على مشاعر المتحدث كالفرح والحزن.
وأشهر الاضطرابات التي تصيب الصوت هي البحَّة، حيث تنتج عن عدم إغلاق الأوتار الصوتية إغلاقاً تاماً، فلِعدم الإغلاق أسباب كثيرة منها: وجود نتوء على أحد الأوتار الصوتية أو شلل في أحد الأوتار الصوتية، لذا تكون الخطوة الأولى للعلاج هي إجراء تنظير للحنجرة للتأكد من سلامة الأوتار الصوتية، فإن كانت بحاجة إلى علاج طبي فيتم العلاج الطبي أو الجراحي من ثم يعود الشخص للتدريب النطقي.
ومن الاضطرابات التي تصيب الصوت ما يُسمَّى بالخنف، فهو اضطراب ينتج عن عدم قدرة عضلات سقف الحلق اللين من إغلاق المجرى الأنفي أثناء الكلام؛ ممّا يجعل الكلام يخرج من الأنف، فيتحدث تغيير لنبرة الصوت وتحويله أحياناً إلى أصوات أخرى، فقد يتطلب العلاج أحياناً تدخلاً جراحياً قبل اللجوء للتدريب النطقي.
ما هي أقسام الأصوات اللغوية من حيث الاهتزاز
- أصوات مجهورة: هي الأصوات التي يصاحب إصدارها اهتزاز في الأوتار الصوتية.
- أصوات مهموسة: هي الأصوات التي لا يصاحب إصدارها اهتزاز في الأوتار الصوتية.
علاج اضطرابات الصوت
تختلف طرق علاج اضطرابات الصوت وفقًا لنوع الاضطراب وسبب حدوثه. من العلاجات الشائعة:
1. الراحة الصوتية: الراحة الصوتية من أهم العلاجات في حالات البحة وفقدان الصوت الناتج عن الإفراط في استخدام الصوت. يجب على الشخص التوقف عن التحدث أو تقليل الحديث قدر الإمكان لتجنب إضعاف الأوتار الصوتية.
2. العلاج الصوتي: يعد العلاج الصوتي من الطرق الفعالة لعلاج اضطرابات الصوت. يتضمن هذا العلاج تمارين لتهدئة الأوتار الصوتية وتحسين أسلوب التنفس والصوت. يساعد هذا العلاج في استعادة الصوت بشكل تدريجي.
3. العلاج بالأدوية: في حالة وجود التهاب أو عدوى تسبب الاضطراب، قد يتم وصف الأدوية المضادة للبكتيريا أو الفيروسات. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لاستخدام الأدوية المضادة للحموضة لعلاج مشكلات ارتجاع المريء.
4. الجراحة: في الحالات المتقدمة، مثل وجود عقبات هيكلية في الحنجرة أو الأوتار الصوتية (مثل الأورام أو التندب)، قد تكون الجراحة ضرورية لاستعادة الصوت.