امتد حكم الملكة “إليزابيث الأولى” في الإمبراطورية البريطانية منذ عام 1577 حتى عام 1590 ميلادي، ويعتبر هذا التاريخ بالنسبة للإمبراطورية البريطانية تاريخ القوة والعظمة فيها، ففي تلك الفترة توسعت الأراضي الإنجليزية، حيث تم شنّ حروب ضد الإمبراطورية الإسبانية، وقامت بريطانيا وقتها بالاستيلاء على كاليفورنيا وتم ضمَّها لإنجلترا.
تاريخ الإمبراطورية البريطانية في ظل حكم الملكة إليزابيث الأولى:
بدأت إنجلترا حينا بالاهتمام بشكل كبير في استعمار أراضي خارج أوروبا، فقامت الملكة إليزابيث بمنح المستكشفين الإنجليز فرصة الاكتشاف، فساروا البحّارة عبر منطقة الكاريبي؛ من أجل تأسيس مستعمرات إنجليزية في قارة أمريكا الشمالية، إلا أن تلك العملية الإنجليزية فشلت قبل عبورها المحيط الأطلسي، فتوجهوا حينها إلى كندا، إلا أنهم أيضاً لم يتمكنوا من تأسيس مستعمرة فيها.
ومن ثم عادوا المحاولة ونجحوا في تأسيس مستعمرة إنجليزية في ولاية “كارولاينا الشمالية” الموجودة في أمريكا، إلا أن تلك المستعمرة لم تدم طويلاً؛ وذلك بسبب تحطم السفن الإنجليزية والصراعات العنيفة التي كان يتعرض لها الإنجليز من قِبل الجنود الحُمر، بالإضافة إلى نقص الإمدادات الإنجليزية إلى تلك المستعمرة وصعوبة الطقس فيها.
وقامت إسبانيا في عام 1587 ميلادي بالتخطيط لغزو إنجلترا وقامت بإرسال أسطولها البحري المنيع وتجهيز جيوشها لذلك الغزو، فقامت الملكة “إليزابيث الثانية بتعزيز قواتها البحرية، وفي ذلك الغزو فشلت إسبانيا في غزو إنجلترا؛ وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية في إنجلترا وقوة مقاومتها، فقامت الملكة إليزابيث بعد ذلك الانتصار العظيم بإرسال أسطولها البحري لغزو إسبانيا، إلا أن ذلك الغزو الإنجليزي لم ينجح وأدى إلى خسائر مالية كبيرة لإنجلترا.
وعندما تولى الملك “جيمس السادس” الحكم في إنجلترا، قام بعقد مفاوضات مع إسبانيا؛ من أجل إنهاء الصراعات بينها، فقامت إنجلترا حينها في الاهتمام بالتجارة خارج أوروبا والعمل على تأسيس مستعمرات في أمريكا، مع بداية القرن السابع عشر ميلادي أخذت الإمبراطورية البريطانية في الاستيطان في أمريكا الشمالية، وقامت بتأسيس شركات في مستعمراتها؛ من أجل إدارة المستعمرات والتجارة الخارجية.
وفي عام 1698 ميلادي تم تأسيس مستوطنة إنجليزية في “برزخ بنما” الذي يربط بين أمريكا الشمالية والجنوبية، إلا أن تلك المستعمرة لم تستمر وانهارت؛ وبسبب ذلك أصبحوا محاصرين من قِبل إسبانيا، بالإضافة إلى إصابتهم بمرض الملاريا؛ ممّا دفعهم للخروج من تلك المستعمرة، وفي عام 1707 ميلادي قامت بريطانيا بتوحيد إنجلترا واسكتلندا وتم تأسيس مملكة بريطانيا العظمى.