اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن اللغوي رومان جاكوبسون
- الحياة والعمل للغوي رومان جاكوبسون
- هروب اللغوي رومان جاكوبسون قبل الحرب
- مهنة وحياة اللغوي رومان جاكوبسون في الولايات المتحدة الأمريكية
- الأعمال المنشورة للغوي رومان جاكوبسون
نبذة عن اللغوي رومان جاكوبسون:
ولد اللغوي رومان أوسيبوفيتش جاكوبسون في الحادي عشر من شهر أكتوبر في عام 1896 وتوفي في الثامن عشر من شهر يوليو في عام 1982، وهو عالم لغوي ومنظر أدبي أمريكي ولد في الدولة الروسية. كان اللغوي رومان جاكوبسون رائدًا في علم اللغة البنيوي، وكان أحد أكثر اللغويين شهرة وتأثيراً في القرن العشرين. بتعاون مع اللغوي نيكولاي تروبيتزكوي، وطورا تقنيات جديدة ثورية لتحليل أنظمة الصوت اللغوية، مما أدى في الواقع إلى تأسيس الانضباط في الحديث لعلم الأصوات والصوتيات.
قام اللغوي رومان جاكوبسون بالعمل على توسيع مبادئ وتقنيات مماثلة لدراسة جوانب أخرى من اللغة، مثل علوم النحو والصرف والدلالات. حيث قدم مساهمات عديدة في علم اللغة السلافي، وكان أبرزها دراستان للحالة الروسية وتحليل لفئات الفعل الروسي. وبالاعتماد على رؤى من سيميائية العالم اللغوي سي إس بيرس، وكذلك من نظرية الاتصال وعلم التحكم الآلي، اقترح رومان جاكوبسون طرقًا للتحقيق اللغوي في الشعر والموسيقى والفنون البصرية والسينما.
ومن خلال تأثيره الحاسم على عدد من الباحثون واللغويين مثل، كلود ليفي شتراوس ورولان بارت أصبح اللغوي رومان جاكوبسون شخصية محورية في تكييف التحليل البنيوي مع تخصصات تتجاوز علم اللغة، بما في ذلك الفلسفة والأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية. كما أصبح تطويره للنهج الذي ابتكره العالم اللغوي فرديناند دي سوسور المعروف باسم “البنيوية”، حركة فكرية رئيسية بعد الحرب في أوروباوالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من تراجع تأثير البنيوية خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، استمر عمل رومان جاكوبسون في تلقي الاهتمام في الأنثروبولوجيا اللغوية، لا سيما من خلال إثنوغرافيا الاتصال التي طورها اللغوي ديل هايمز وسيميائية الثقافة التي طورها الطالب السابق لجاكوبسون مايكل سيلفرشتاين. كما أثر مفهوم جاكوبسون عن المسلمات اللغوية الأساسية، ولا سيما نظريته الشهيرة عن السمات المميزة بشكل حاسم، على التفكير المبكر للغوي نعوم تشومسكي، الذي أصبح الشخصية المهيمنة في علم اللغة النظري خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
الحياة والعمل للغوي رومان جاكوبسون:
ولد جاكوبسون في الإمبراطورية الروسية لعائلة ثرية من أصول يهودية، فكان والده الصناعي أوسيب جاكوبسون، ووالدته الكيميائية آنا فولبرت جاكوبسون، فكان شغوفًا في اللغة ومختلف علومها في سن صغير. فدرس اللغوي رومان جاكوبسون في معهد لازاريف للغات الشرقية ثم درس في كلية العلوم اللغوية التاريخية بجامعة موسكو في روسيا. حيث كان طالب ذو شخصية بارزة في الدائرة اللغوية في موسكو وشارك في عالم موسكو النشط للفن والشعر الطليعي، كما أنه كان مهتمًا بشكل خاص بالروسية المستقبلية والتجسد الروسي للمستقبل الإيطالي.
وتحت الاسم المستعار (Aliagrov)، نشر كتبًا عن شعر (zaum) الذي يهتم بالمخارج الصوتية والابتكار اللغوي، وبعد نشره لهذا الكتاب صادق المستقبليين (العلماء اللذين يتوقعون بالمستقبل) فلاديمير ماياكوفسكي وكازيمير ماليفيتش وأليكسي كروشيونيخ وآخرين. حيث كان شعر معاصريه هو الذي ألهمه ليصبح لغويًا.
كما كانت اللسانيات في ذلك الوقت ذات طابع نيوجراميري (وهي صفة كانت تعطى للهيمنة التي فرضتها المدرسة اللغوية الألمانية، وكانت هذه المدرسة في الأصل في جامعة لايبزيغ، في أواخر القرن التاسع عشر الذين اقترحوا هذه الفرضية لانتظام تغيير الصوت) بشكل ساحق، كما أصرت هذه المدرسة على أن الدراسة العلمية الوحيدة للغة كانت دراسة تاريخ الكلمات وتطورها عبر الزمن وهو ما ذكره اللغوي فريدناند دو سوسور وسماه بالنهج التفاعلي.
ومن ناحية أخرى، كان اللغوي رومان جاكوبسون على اتصال بعمل اللغوي فرديناند دي سوسور، وطور منهجًا يركز على الطريقة التي تخدم بها بنية اللغة وظيفتها الأساسية والذي كان يعرف لغويًا بالنهج المتزامن؛ وذلك لتوصيل المعلومات بين المتحدثين. كما اشتهر رومان جاكوبسون أيضًا بنقده لظهور الصوت وطريقة استخدامه في الأفلام. وبعد ذلك حصل رومان جاكوبسون على درجة الماجستير من جامعة موسكو في عام 1918.
عمل اللغوي رومان جاكوبسون في تشيكوسلوفاكيا:
كان اللغوي رومان جاكوبسون في البداية مؤيدًا ومتحمسًا للثورة البلشفية، إلا أنه سرعان ما أصيب بخيبة أمل؛ وذلك لأن آماله المبكرة في انفجار الإبداع في الفنون سقطت ضحية تزايد نزعة الدولة المحافظة والعدائية. حيث غادر رومان جاكوبسون موسكو متوجهاً إلى براغ في عام 1920، وكان عضو في البعثة الدبلوماسية السوفيتية مع مواصلاته في إكمال دراسات الدكتوراة خاصته في اللغويات. فكان العيش في تشيكوسلوفاكيا يعني أن رومان جاكوبسون كان قريبًا جسديًا من اللغوي الذي سيكون أهم مساعديه خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وهو الأمير نيكولاي تروبيتزكوي، الذي فر من روسيا في وقت الثورة وشغل منصب في فيينا في عام 1922.
وفي عام 1926 تأسست مدرسة براغ للنظرية اللغوية من قبل أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة تشارلز فيليم ماثيسيوس، بالتعاون مع اللغوي رومان جاكوبسون الذي كان عضو مؤسس وقوة فكرية رئيسية (من بين الأعضاء الآخرين نيكولاي تروبيتزكوي ورينيه ويلك ويان موكاكوفسكي).
انغمس اللغوي رومان جاكوبسون في كل من الحياة الأكاديمية والثقافية لتشيكوسلوفاكيا قبل الحرب العالمية الثانية وأقام علاقات وثيقة مع عدد من الشعراء والشخصيات الأدبية التشيك. كما حصل على درجة الدكتوراة في اللغويات من جامعة تشارلز في عام 1930. وأصبح بعدها أستاذ في جامعة ماساريك في برنو في عام 1933. حيث ترك انطباعًا في الأكاديميين التشيكيين من خلال دراسته للشعر التشيكي.
هروب اللغوي رومان جاكوبسون قبل الحرب:
هرب اللغوي رومان جاكوبسون من براغ في بداية شهر مارس لي في عام 1939 عبر برلين إلى الدنمارك، حيث كان مرتبطًا بدائرة كوبنهاغن اللغوية مع عدد من اللغويين والمثقفين مثل لويس هيلمسليف. وهرب إلى النرويج في أوائل شهر سبتمبر في عام 1939، وفي عام 1940 سار عبر الحدود إلى السويد، حيث واصل عمله في مستشفى كارولينسكا في فقدان القدرة على الكلام والكفاءة اللغوية.
وعندما خشي الزملاء السويديون من احتلال ألماني محتمل، تمكن من المغادرة على متن سفينة شحن مع إرنست كاسيرير وهو رئيس جامعة هامبورغ السابق، إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1941، ليصبحوا جزءًا من المجتمع الأوسع للمفكرين المهاجرين الذين هربوا هناك.
مهنة وحياة اللغوي رومان جاكوبسون في الولايات المتحدة الأمريكية:
في نيويورك، بدأ اللغوي رومان جاكوبسون التدريس في المدرسة الجديدة، التي كانت لا تزال مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجتمع المهاجرين التشيكيين خلال تلك الفترة. وفي المدرسة الحرة للدراسات العليا، وهي نوع من الجامعات الفرنكوفونية في المنفى، التقى وتعاون رومان جاكوبسون مع العالم كلود ليفي شتراوس، الذي أصبح أيضًا داعية أساسيًا للعلوم البنيوية.
كما أنه تعرّف على العديد من اللغويين وعلماء الأنثروبولوجيا الأمريكيين، مثل فرانز بواس وبنجامين وورف وليونارد بلومفيلد. وعندما فكرت السلطات الأمريكية في إعادته إلى أوروبا، كان فرانز بواس (عالم ألماني مختص في علوم الإنسان) هو الذي أنقذ حياته. فبعد الحرب، أصبح مستشارًا للجمعية الدولية للغات المساعدة، والتي قدمت للعالم ما هي الإنترلينجوا (وهي اللغة المصطنعة المستخدمة من قبل أعضاء المجتمع لإظهار الرقي من خلال هذه اللغة) في عام 1951.
وفي عام 1949 انتقل اللغوي رومان جاكوبسون إلى جامعة هارفارد، حيث ظل هناك حتى تقاعده في عام 1967. كما حققت نظريته البنيوية الشاملة في علم الأصوات، القائمة على التسلسل الهرمي المميز للسمات اللغوية المميزة، عرضها الكنسي في كتاب نُشر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1951، الذي اشترك في تأليفه اللغويون رومان جاكوبسون، سي جونار فانت، موريس هال.
كما أوجد اللغوي رومان جاكوبسون في عام 1951 نظرية عن السمات اللغوية المميزة، فتركت هذه النظرية انطباعًا عميقًا على تفكير اللغوي نعوم تشومسكي، ممّا أثر أيضًا على علم اللغويات التوليدية. حيث اُنتخب اللغوي رومان جاكوبسون عضوا أجنبيا في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم في عام 1960.
وفي عقده الأخير، احتفظ اللغوي رومان جاكوبسون بمكتب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث كان أستاذًا فخريًا فيه. وفي أوائل الستينيات، حول رومان جاكوبسون تركيزه إلى رؤية أكثر شمولاً للغة وبدأ الكتابة عن علوم الاتصال ككل. حيث اعتنق الديانة المسيحية الأرثوذكسية الشرقية في عام 1975، التي أثرت على كتاباته بشكل كبير. وتوفي رومان جاكوبسون في كامبريدج في الولايات المتحدة الأمريكية، في الثامن عشر من شهر يوليو في عام 1982.
الأعمال المنشورة للغوي رومان جاكوبسون:
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه اللغة في الأدب في عام 1969، الذي بين فيه نوع اللغة المستخدم في النصوص الأدبية ومدى اختلافها عن اللغة المستخدمة في الحياة اليومية.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه أساسيات اللغة في عام 1956.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه اللغة والكلمة في عام 1971.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه الدراسات في علم الأصوات والصوتيات في عام 1962.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه الصيحات اللغوية المستخدمة في علوم اللغة في عام 1973.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه لغة الأطفال في عام 1971.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه اللغة والدماغ البشري في عام 1980.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه طرق الحوار، والذي قام بتحريره عدد كبير من اللغويين بعد وفاته.
- ألف اللغوي رومان جاكوبسون كتابه الأشكال الصوتية للغة بالتعاون مع اللغوية ليندا وو، في عام 1979.