قصة الخوذة الذهبية - The golden helmet

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن قصة الخوذة الذهبية:

تُعد قصة الخوذة الذهبيّة هي قصة هولنديّة شعبيّة خياليّة، وهي أحد أشهر قصص الأطفال الهولنديّة.

الشخصيات:

  • الأميرة سيدة العدل.
  • الملك.
  • الأمير زوج الأميرة سيدة العدل.

ملخص أحداث قصة الخوذة الذهبية:

لمدة قرون، كانت فتيات وأمهات فريزلاند يرتدين خوذة من الذهب تغطي تاجهن وتُظهر القليل من رأسهن وفي أذانهن أقراط من الذهب، فالذهب يمثل الفتاة والمرأة التي تنحدر أصولها من مدينة فريزلاند. وكانت هذه الخوذة تدل على أنَّها تنتمي إلى بلد مجيد لم يتم احتلاله مطلقًا، ويُطلق عليه بفخر اسم فريزيا الحرة، وهي بلد تنحدر من عصر الذهب عندما كان هذا المعدن الثمين يستخدم بألف شكل لم نشهده في وقتنا هذا. كيف ولماذا يتم ارتداء الخوذة الذهبيّة؟ هذه هي القصة كالتالي.

في الأيام الماضية عندما غطت الغابات الأرض وتكاثرت الدببة والذئاب، لم تكن هناك كنائس في فريزلاند وكان الناس وثنيين وكان الجميع يعبدون أودين، الذي أُطلق عليه أهالي منطقة فريزلاند (Fos-i-te). كانت هناك بعض الأشجار مقدسة بالنسبة لهم، وعندما كان السّكان يعانون من أي مرض لا يستطيع الدواء مساعدته، يضعوا المريض عند سفح الشجرة المقدسة على أمل أنْ تعود صحته إلى حالها السابق. ولكن إذا مات المريض تحت الشجرة، فإنَّ أصدقائه وأهله الحزينين يكونون سعداء إذا سقطت أوراق الشجرة على الجثة؛ وذلك لأن هذا يدل على الخلاص بالنسبة لهم.

وفي أحد الأيام، جاء مغني بقيثارة من الأراضي المسيحيّة في الجنوب وبعد دعوته إلى الديوان الملكي غنى للمتواجدين أغاني رائعة، واستمعت ابنة الملك له بفرح حتى نزلت دموعها على خديها الجميلتين. كانت هذه العذراء فخر والدها؛ وذلك بسبب مزاجها الرائع وروحها العذبة والمتواضعة، وجميع من حولها يفتنون بجمالها فكانت عيناها زرقاء كالبحر واللون الوردي يلون وجنتيها الجميلتان وشفتاها مثل المرجان الأحمر الذي كان يجلبه رجال السفن من الشواطئ البعيدة وخصلات شعرها الطويلة بلون الذهب.

ولأن والدها كان يعبد (Fos-i-té) إله العدل، كانت ابنته دائمًا عادلة جدًا مع جميع أقرانها ورفاقها سواء في اللعب أو في أمور الحياة الأخرى، فقد أطلق والدها عليها بكل فخر لقب سيدة العدل. وبعد ذلك، مغني الجنوب غنى أغنية جديدة وعندما عزف على القيثارة كانت موسيقاه هادئة ومنخفضة، أحيانًا حزينة وجذابة في كثير من الأحيان الأخرى. كما أنَّه كان لا يشابه جميع الرجال الذين يحضرون إلى البلاط الملكي، فبدلًا من الحديث عن القتال والمعارك أو صيد الذئاب والدببة والأيل، كان يتحدث عن طرق شفاء المرضى وعن أناس لطيفين مروا بحياته.

وبدلًا من الحديث عن الحرب والمطاردة والآلهة القتالية والعواصف وأرواح القتلى في ساحة المعركة، كان يغني عن السيد المسيح وعن الحب والرجاء والطيبة للمرضى والفقراء والصدقة على الأرامل والأيتام وعن فوائد فعل الخير. وغنى عن إكليل الشوك الذي وضعه الأشرار على رأس السيد المسيح وتعليقه على الصليب. عاش هذا المغني العظيم مع الكثير من الأفكار والكلمات النبيلة، فدعى المحاربين لمسامحة أعدائهم. وعندما سمع المحاربين بذلك قالوا: ماذا! نغفر للعدو؟ هل نغفر لهؤلاء الدنماركيين؟

قرر المحاربين قتل المغني، ولكن عندما سمعت سيدة العدل ابنة الملك بذلك هرعت لحمايته. قال الملك: لا! هذا الرجل هو ضيفي، لقد دعوته وسيكون بأمان هنا. غادر كل من الكهنة ورجال الحرب القاعة متوترين وكانت المرارة تأكل قلوبهم لعدم مقدرتهم قتل المغني. ولكن لماذا غضب أتباع الملك الوثنيون من المغني لهذه الدرجة؟ الجواب على هذا السؤال قصة في حد ذاتها، فقبل ثلاثة أيام فقط تمّ أسر مجموعة من الدنماركيين المسيحيين في الغابة، ذهبوا بسلام وبدون أسلحة إلى البلاد؛ وذلك لأنهم أرادوا إخبار الفريزيين عن الدين الجديد الذي تعلموه. وفي هواء الليل البارد، قاموا عن غير قصد بقطع بعض الأغصان الميتة لشجرة مقدسة لإله العدل؛ لإشعال النار.

كان هناك جاسوس يراقبهم عن كثب، فركض وأخبر رئيسه بما حدث، فقامَ هذا الرجل بترك الذئاب الجائعة لتمزيق من قطع أغصان الشجرة. كان هذا هو القانون المتعلق بتدنيس المقدسات ضد أشجار الآلهة. كان بعض الفريزيين قد ذهبوا إلى روما وتعلموا هناك من الرومان القساة كيفية بناء حظائر كبيرة من الخشب. وفي أيام العُطل، قاموا بتسليم أسراهم للوحوش البرية لتسلية الآلاف من الناس. تأثر قلب سيدة العدل بشدة وعندما سمعت ما يمكن أنْ يتم به معاملة الأسرىالدنماركيين، عزمت على إطلاق سراحهم.

في منتصف الليل، اتصلت بخادمة مؤمنة وخرجت سراً إلى زنزانة السجن ومعها فانوس، فتحت الباب وكانت الخادمة تلهي الحراس، وعندها طلبت من الأسرى العودة إلى وطنهم. وفي هذه الأثناء، كانت الذئاب التي تتواجد في حفرة قريبة من الأسرى قد اشتمت رائحة زائر جديد، ولكنها لم تحصل على شيء. وفي صباح اليوم التالي، عرف جميع من يعمل بالقصر ما قامت به الأميرة سيدة العدل، وبهذا انتشر الخبر وطالب جميع من في المملكة الملك بمعاقبة ابنته. فأعلن الكهنة الوثنيون أنَّ الآلهة قد أهان وأنَّ غضبهم سيصيب كل القبيلة، فأقسم الصيادون أنَّهم سيغزون أراضي الدنماركيين ويحرقون جميع كنائسهم.

تمّ استدعاء الأميرة سيدة العدل؛ للمثول أمام مجلس الكهنة الذي كان من المقرر أنْ يُقرر العقوبة المستحقة لها، ولكن كونها ابنة الملك لم يتمكنوا من قتلها برميها بين الذئاب. وحتى عندما تحدث رئيس الكهنة ذو اللحية البيضاء سمعت الفتاة الجميلة تلك المخلوقات الشرسة تعوي حتى تجمد دمها، لكنها كانت شجاعة ولم تتراجع. وعبثًا هددوا الفتاة واستدعوا عليها غضب الآلهة، فأعلنت بشجاعة أنَّها ستتحمل نتيجة أفعالها ولن تنكر ما فعلته أبدًا. صرخ رئيس الكهنة وقال: فليكن لك ذلك، يجب أنْ تلبس إكليل من الشوك.

جلس كبار السن لوقت طويل، وفكروا فيما يجب القيام به، فكانوا يخافون الآلهة ولكنهم خافوا أيضًا من إثارة غضب حاكمهم. فقرروا أخيرًا أنَّه يجب الحفاظ على حياة الفتاة، ولكن ليوم كامل من شروق الشمس إلى غروبها يجب أنْ تقف في السوق مع تاج من الأشواك الحادة مضغوطة بقوة على رأسها. كما أنَّه يجب السماح للجمهور بشتمها لكونها مسيحية ولا يعاقب أحد على ذلك، ولكن لم يُسمح لأي أحد بتوجيه لغة بذيئة للأميرة أو رميها بالحجارة أو العصي.

رفضت الأميرة سيدة العدل التوسل من أجل الرحمة وواجهت مشكلتها بشجاعة. كانت ترتدي ثيابًا بيضاء وفكت خصلات شعرها الذهبية، ثم سارت بخطوة حازمة إلى مركز السوق. صرخ رئيس الكهنة: أحضروا تاج الشوكة لمجد إله العدل. جثت ابنة الملك على ركبتيها وضغط الرجل العجوز الغاضب، الذي كانت عيناه ملتهبة كالنار، على الأشواك الحادة ببطء لأسفل وبقوة على جبين الفتاة. وسرعان ما نزل الدم الأحمر على شعرها ووجهها الذهبي، ثم سقطت قطرات الدماء حتى شوهدت بقع قرمزية على ملابسها البيضاء. وبالرغم من كل ذلك، ظلت الأميرة صامدة ولم تحاول أنْ تطلب من الكهنة الرحمة.

مرت السنوات وتغير حال المملكة، ولكن ظلت الندوب ذاتها على جبين الأميرة. كان هناك أميرًا مسيحيًا من الجنوب، حفيد شارلمان، الذي وقع بحب ملكة البلاد الآن، سيدة العدل. حُدد موعد زفافهما، وكان من المقرر أنْ يكون الزفاف في كنيسة جديدة تم بناؤها في نفس المكان الذي وقفت فيه سيدة العدل عندما وُضِع على رأسها الشوك. وفي ذلك الصباح، جاءت مجموعة من العذارى الجميلات جميعهن يرتدين ملابس بيضاء في موكب إلى القصر، فحملت إحداهن في يديها تاجًا ذهبيًا تم صنعه بطريقة تشبه الخوذة، حيث قامت بإعطائه لسيدة العدل؛ لإخفاء ندوبها.

وعلى الرغم من أنَّ سيدة العدل لم تكن متزينة، إلّا أنَّها كانت غاية في الجمال، وكانت الخوذة الذهبية رائعة الجمال عليها، لدرجة أنَّ الفتيات الأخريات رغبن بوضعه يوم زفافهن. وبهذا أصبح من المألوف للعرائس المسيحيات في أيام زفافهن وضع هذا التاج المجيد من الأشواك. وبعد ذلك، أنجبت سيدة العدل طفل أسمته ويليام، وعاشت مع عائلتها بسعادة وهناء.


شارك المقالة: