تُعد قصة بامبو والسلحفاة هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ الكاتب نورمان هندسال بيتمان بتأليفها وقامَ المحرر أندرو لانغ بتحريرها في عام 1919م. حيث تمّ نشر هذه القصة في كافة مكتبات مدينة بكين في جمهورية الصين الشعبيّة وفي البعض من مكتبات مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- بامبو.
- والد بامبو.
- السلحفاة.
قصة بامبو والسلحفاة:
كان هناك مجموعة من الزوار أتوا لمشاهدة المعالم في منطقة هيزي لانغ، وبعد مرورهم بالعديد من المناطق الأثرية وصلوا إلى الطريق المقدس بين الحيوانات الحجرية الضخمة. وهنا خرج بامبو، وهو صبي صغير في الثانية عشرة من عمره، من منزل والده لرؤية الزوار يمرون. أراد بامبو الذهاب والسير في هذا الموكب، ولكن والده منعه من ذلك وقال له: يا بني إذا خرجت في هذا الموكب سوف تصيح متسول وبعد ذلك سيأخذونني أنا كمتسول. وحينها بدأ بامبو بالبكاء؛ حزنًا لعدم لحاقه بموكب الزوار الأثرياء.
أكمل والده: يا بني في العام السابق اختفى فارس كبير وقوي للغاية في هذا الموكب ولم يعد بعد، فكيف سيصبح حالك أنت الفتى الصغير إذا خرجت لتسير به؟ حزن بامبو وسار بعيدًا عن المنزل وصادف أنْ ينظر إلى أعلى نحو أحد مباني المعبد الذي كان والده حارسًا لها، كان المبنى قد تمّ عرضه على الزوار. وفجأة فُتحت الأبواب العظيمة لهذا المبنى على مصراعيها وكأنها تدعوه للدخول، كان بامبو يشعر بالدهشة لهذا المنظر ولكنه دخل بسرعة نحو المبنى الذي كان يأمل أنْ يدخله وهو صغير.
كان بامبو يتأمل بكل ما كان حوله من أعمدة وزخرفة، ولكن عيناه استقرت على السلحفاة العملاقة التي كانت تحت أحد الأعمدة. وبعد فترة من الزمن، عاد بامبو إلى المنزل وبدأ يسأل والده: يا والدي لمَ اعتمد القدامى السلحفاة لوضعها تحت الأعمدة؟ لمَ لم يستخدموا الأسود أو الفيلة؟ ولكن والده قال له: لماذا تسألني مثل هذا السؤال؟ هذه مجرد عادة. لم يصدق بامبو ما سمعه وذهب إلى مبنى المعبد وجلس أمام السلحفاة؛ وذلك لأنه كان يظن بأنَّه سيكتشف السر. وفجأة سمع صوت ظن بأنَّه يأتي من الخارج ويقول: هناك هناك! ماذا تفعل؟ سوف تخنقني إذا لم تكن حذرا.
وبسرعة خبأ بامبو نفسه بجانب السلحفاة، ولكن صُعق من الصوت الذي كان يأتي من السلحفاة نفسها. كانت السلحفاة تتحدث مع بامبو وتنهره من تحريك الغبار؛ لأنها لا تستطيع تحمل رائحته. جلس بامبو بعيدًا خوفًا من السلحفاة وقال: لم أقصد أي ضرر في المجيء إلى هنا، أردت فقط أنْ أنظر إليك عن كثب. قالت السلحفاة: أنت أول من ينظر إلى وجهي، يأتي الكثيرون وينظرون إلى اللوح الخشبي الذي على ظهري ويقرأون ما كُتب عليه من كلام قديم. وأكملت السلحفاة: هل تعلم بأنْ والدي أحد العظماء الأربعة الذين ساهموا في صنع العالم؟
تألقت عيون بامبو بدهشة وقال: هل ساعد أبيك في صنع العالم؟ قالت السلحفاة: حسنًا، ليس والدي بالضبط ولكن أحد أجدادي. سمعت السلحفاة صوت وقالت: الحارس سيعود، أسرع وأغلق تلك الأبواب ولن يلاحظ أحد بأنَّ أحدهم قد مر إلى هنا ثم يمكنك الاختباء في الزاوية هناك حتى يمر الحارس. وأكملت: لدي شيء آخر لأخبرك به. فعل بامبو ما طُلب منه وقالت له السلحفاة: والدك هو حارس هذا المبنى وأريدك أنْ تساعدني بالهروب من هنا.
قال بامبو: ولكن والدي سيفقد رأسه إذا اكتشفوا أنَّه فشل في القيام بواجبه وأنك هربت. قالت السلحفاة: لا على الإطلاق، يمكنك تمرير مفاتيحه ليلاً وبعدها إغلاق البوابات بعد ذهابي ولن يعرف أحد ما حدث. وعد بامبو السلحفاة بمساعدتها على الهروب من المعبد، ولذلك قامَ بسرقة المفتاح من والده ليلًا وذهب إلى المعبد قالت له السلحفاة: لم تنساني أليس كذلك؟ قال لها بامبو: بالطبع لا، هل أنتِ مستعدة للذهاب؟ وبذلك خرجت السلحفاة من المعبد وهربت بعيدًا قال لها بامبو: كوني حذرة ولا تدعي اللوح الخشبي يسقط عن ظهرك ويُكسر.
عادَ بامبو بسرعة إلى المنزل ووضع المفاتيح الخاصة بوالده في مكانها وعاد إلى السلحفاة، سار معها مسافة لا بأس بها فالسلحفاة معروفة ببطئها. وبعد فترة من الزمن قال الفتى: إلى أين سنذهب؟ قالت له: أريد أنْ أعود إلى المنزل أفتقده بشدة. سأل بامبو: هل منزلك بعيد؟ قالت السلحفاة: عندما نصل إلى بداية العالم يسكون منزلي بالقرب منه. قال بامبو: ولكنني لم أدرس الجغرافيا، أين هي بداية العالم؟
ردت السلحفاة قائلة: يجب أنْ نعبر الصين وتيبت والجبال الواقعة خلفنا وبعدها سنكون عند بداية العالم. عبروا المقبرة الملكية وشعر بامبو بالدهشة لكبر هذه المقبرة، وبعد أنْ قطعوا مسافة طويلة تعب بامبو وصعد على ظهر السلحفاة فقالت له: ثبت نفسك جيدًا وإلّا ستسقط أرضًا. وبعد أنْ صعد بامبو على ظهرها وعندما بدأت السلحفاة ترتفع وتصعد نحو الجبال والتلال العالية شعر بامبو بالدوار وتعثر على الأرض. أكملوا سيرهم حتى وصلوا إلى قمة جبل رأوا أسفله العديد من الأضواء الذهبيةوالفضية، وقال السلحفاة: هذه هي عاصمة شانشي الواقعة أسفلنا مباشرة.
وبعدها وجدوا مكان لم يكن مرتفع للغاية ليناموا فيه، فالأماكن المرتفعة باردة للغاية. ووقتها سمعت السلحفاة صوتٍ عالٍ للغاية، التفت حولها ورأت تنين وطائر رائع الجمال وقالت: يا إلهي أصدقائي القدامى! أكملت: بامبو هذا هو صديقي التنين وهذا هو صديقي طائر العنقاء. بدأ الأصدقاء بتبادل الحديث وقالت السلحفاة لأصدقائها كيف ساعدها بامبو على الهروب من المعبد. قال التنين وهو يربت على ظهر بامبو: ولد ذكي. رد العنقاء: بالفعل إنَّه ذكي للغاية.
أحب بامبو الأصدقاء الثلاثة للغاية؛ فقد كانوا يعتنون به جيدًا ويقدمون له أفضل وأجود أنواع الطعام والملابس، وبعد مضي بامبو العديد من الأيام معهم استغرب للطف التنين وقال له: لم يقولون عنك شرير أيها التنين اللطيف؟ أنت ألطف من بعض الأرانب وألطف من القطط والكلاب في قريتنا. ضحك الأصدقاء الثلاثة بحرارة على كلام بامبو وقال له العنقاء: التنين صديق جيد للغاية ومستمع رائع حتى لو كان مغطى بقشور السمك.
وقبل أنْ يودع كل منهما الآخر أعطت العنقاء بامبو ريشة قرمزية طويلة من ذيلها كتذكار وأعطاه التنين حرشفًا كبيرًا تحول إلى ذهب بمجرد أنْ أخذها الصبي في يده. وقالت السلحفاة: يجب أن نسرع، أخشى أنْ يظن والدك بأنَّك ضائع. كان بامبو سعيد للغاية بالوقت الذي أمضاه مع الأصدقاء الثلاثة ولم يستطيع النوم لشدة فرحه بما شاهده من لطف، وبعد ذلك صعد بامبو والسلحفاة وبدأوا بالسير للعودة إلى المعبد.
وفجأة انزلقت قدم بامبو عن ظهر السلحفاة وسقط أرضًا بين العديد من الأشواك والأعشاب وصرخ طلبًا للمساعدة، ولكن سمع بامبو صوت والده وهو يوبخه قائلًا: استيقظ أيها الفتى الأحمق! ألم أخبرك بألّا تنام وقت الظهر بجانب هذه السلحفاة! ولد غبي. وكانت هذه هي نهاية القصة التي كانت كلها عبارة عن حلم تصوره بامبو عند نومه بجانب السلحفاة الأثرية.