قصة برج الفأر - The Mouse Tower

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة برج الفأر القدامي في كيفهاوزر هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الحاكم حتو. 
  • السكان الفقراء.
  • البحار.

قصة برج الفأر:

لا بد بأنَّ المسافر الذي اجتاز الضواحي الرائعة لنهر الراين، من مدينة مينتز حتى مدينة كوبلنتز أو بالقرب من الأمواج الصافية لهذا التيار الجرماني القديم الذي كان بالقرب من إبداعات الطبيعة العظيمة، أنْ يرى برج قديم يقع بجانب شاطئ النهر. وهذا البرج هو برج تم بنائه من قِبَل الرومانيين، ولكن لتسميته قصة شعبية سنرويها في هذا المقال.

في قديم الزمان كان هناك رجل شديد وهو بحار، عصفت الرياح كثيرًا وبدأت الأمواج تهز سفينته الكبيرة حتى أوصلته إلى نهر الراين وبسبب ذلك جمع جميع العاملين في السفينة وبدأ يخبرهم بقصة برج الفأر وقال: الرب يحمينا جميعًا. قال له أحدهم: آمين، ولكن لمَ الدعاء الآن، فلم أسمعك تدعو الرب أبدًا. قال له: في حوالي عام 968م تم انتخاب حتو الثاني دوق أوسترو فرانك والذي لُقب ببونوسوس وهو رئيس دير فولدا، رجل يتمتع بمهارة فردية وأوقاف روحية عظيمة كما أنَّه كان رئيس أساقفة مينتز. كان أيضًا رجل قاس للغاية؛ وذلك لأنه شديد الجشع فقد كدس الكنز الذي كان يحرسه بعناية فائقة.

قال له أحد العاملين: لم أفهم القصد، ولم ندعو رحمة الرب بسبب هذا الرجل؟ قال له: تحت نفوذه الروحي كان هناك مجاعة قاسية بدأت تسود في مدينة مينتز والأجزاء المجاورة لها، لدرجة أنَّه في وقت قصير سقط عدد من الفقراء ضحايا للجوع والعطش. كان هذا الحاكم القاس واللئيم مقرر رؤية حشود من البؤساء متجمعة أمام قصره يتوسلون بصرخات وصلوات من أجل الطعام والشراب وإذا رُفض طلبهم يدعون الخلاص من هذه الحياة بشكل خفيف، أي الموت الفوري.

سيدهم القاسي كان يفعل كل هذا فقط من أجل رؤية الناس تتوسل إليه، ففي كل مرة كان طلب الفقراء المساكين يُرفض. وبعدد تكرار هذا الأمر لعدة مرات، ثار أفراد شعبه عليه وقرروا قتله بأي وسيلة كانت. وعندما سمع الحاكم بذلك، أمر بجمع أكبر عدد ممكن من السكان في إحدى حظائره الفارغة بحجة إمدادهم بالمؤن. وعندما تجمع السكان في الحظيرة منتظرين طعامهم، أغلق عليهم الأبواب وأمر أتباعه بإطلاق النار في المكان وسقط فيه جميع السكان ضحايا للنيران.

وعندما سمع بقية السكان صرخات الموت للفقراء البائسين، تراجعوا خائفين من الحاكم الذي قال لهم: أصغوا جيدًا! هل تسمعون كيف هو صرير الفئران؟ جميل، أليس كذلك؟ ولكن بالطبع الحاكم الشرير هذا لن يفلت بفعلته أبدًا، فلا بد له من تلقي العقاب المناسب. كان الحاكم يسمع صرير الفئران الحقيقي في كل مكان وكان يحاول الهرب إلى أعلى مكان في المدينة ليتخلص من هذا الصوت، صعد إلى أعلى برج في المدينة وصعد معه حشد هائل من الفئران الذين تسلقوا الجدار. لم يكن الحاكم يعلم بصعود الفئران، فقد أغلق كل باب ونافذة في البرج ولكنهم شقوا طريقهم عبر أصغر الزوايا والشقوق في المبنى.

هاجمت الفئران الحاكم وغطته من رأسه إلى أخمص قدمه، كان عدد الفئران لا حصر له. فقد عضوا وخدشوا وعذبوا لحمه حتى كادوا يلتهموه. كان الحشد عظيماً لدرجة أنَّه كلما سعى الخدم لجعلهم يفلتون الحاكم يتغلبون عليهم ويخدشوهم بوحشية، وحتى في الأماكن التي وُجدت فيها اسم الحاكم موضوعة على الجدران والمفروشات كانوا يقضمونها في حالة من الغضب الشديد. حاول الحاكم الخروج من النافذة، ولكن كانت الأرض بعيدة للغاية وكان سيموت حتمًا إذا قفز كل هذا الارتفاع. وفجأة ذهبت الفئران من البرج، فقرر الحاكم بناء برج عالي للغاية مطل على نهر الراين؛ وذلك ليتمكن من القفز إذا هاجمته الفئران.

وبالفعل تم بناء البرج وكأنه سفينة بالقرب من النهر وذهب الحاكم إليها وأخذها كمسكن، ولكن لحقت الفئران الحاكم وتمكنت من عبور المسافة البسيطة من المياه والصعود على البرج. عندما سمع الحاكم صوت الفئران بدأ يصلي للخلاص كالسكان الفقراء، ولكن انقضت الفئران عليه وقضمت لحمه حتى الموت. قال البحار: هل عرفتم قصة هذا الحاكم اللئيم؟ لهذا أدعوا الخلاص من هذا المكان المخيف. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: