تُعد قصة بيتر كلاوس هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وهي حكاية تروي ما حصل لبيتر كلاوس الذي شرب النبيذ عندما كان يبحث عن قطيعه واستيقظ بعد عشرين عامًا.
الشخصيات:
- بيتر كلاوس.
- ماريا.
قصة بيتر كلاوس:
اعتاد بيتر كلاوس راعي الماعز في سيتيندورف، الذي كان يرعى قطعان الماشية في جبل كيفهاوزر، أنْ يترك القطيع يستريح في المساء في مكان محاط بجدار قديم، حيث كان يحسبهم دائمًا لمعرفة ما إذا كانوا على ما يرام أو إذا كان عددهم كامل أم لا. وفي أحد الأيام عندما كان يقوم بعدهم، لاحظ أنَّ أحد أفضل ماعزه قد اختفى ولم يعد إلى القطيع حتى وقت متأخر.
راقبه بيتر كلاوس عن كثب ورآه يتسلل من القطيع ويذهب إلى أحد الكهوف؛ ليتغذى على حبوب الشوفان التي سقطت واحدة تلو الأخرى من سطح الكهف. نظر بيتر إلى الأعلى ولم يستطع اكتشاف أي شيء، ولكنه سمع صهيل بعض الخيول وقال: لا بد بأنَّ الشوفان قد سقط من على أظهر الخيول. وبينما كان الراعي يقف متسائلاً عن هذه الخيول، جاء صبي ووجَّه له إشارات ليتبعه بصمت. وبالفعل تبعه بيتر ووصل إلى فسحة واسعة تحيط بها منحدرات صخرية وهناك وجد اثني عشر فارسًا يبدو عليهم بأنَّهم مسنين للغاية يلعبون البولنج.
ذهب بيتر إليهم ورأى إبريق كبير من النبيذ، لم يتمالك نفسه وأخذ رشفة كبيرة من الإبريق. وعندما استيقظ وجد نفسه مرة أخرى في المساحة الخضراء المغلقة حيث اعتاد أنْ يترك ماعزه، فرك عينيه ولكنه لم يستطع روية الكلب ولا الماعز وحدق بدهشة في الارتفاع الذي وصل إليه طول العشب. بدأ يهز رأسه محاولًا العودة إلى الواقع وسار على طول الطرق والمسارات التي اعتاد أنْ يجتازها يوميًا بحثًا عن قطيعه، لكنه لم يستطع أن يرى أي آثار للماعز في أي مكان. قال لنفسه: سأذهب إلى البلدة لأبحث عنهم. وعندما ذهب إلى البلدة، لم يعرفه أي أحد من الأشخاص الذين رأوه.
كانوا الناس يرتدون ملابس ويتحدثون بشكل مختلف عن أولئك الذين كان يعرفهم. وعلاوة على ذلك، عندما سأل بيتر سكان القرية عن الماعز، استغربوا كثيرًا وبدأوا يضربون أيديهم على ذقونهم. وهنا ظن بيتر بأنَّ العالم كله مسحور، فقرر الذهاب إلى منزله الذي كان قد تدمر وسقط أرضًا. حزن بيتر على حال منزله كثيرًا وأراد تفقد حاجاته التي بداخل المنزل، ولكنه رأى صبي غريب في ثياب ممزقة وبالقرب منه كلب عجوز زأر وأظهر أسنانه على بيتر عندما اقترب منه. وحينها دخل بيتر من أحد النوافذ إلى داخل البيت وبدأ يصرخ بأعلى صوت مناديًا على زوجته وأولاده.
سمع الجيران صوت بيتر وهو يصرخ فقال له أحدهم: اهدئ يا هذا! أصحاب هذا البيت قد خرجوا منه بعد أنْ اختفى رب الأسرة. صُدم بيتر من هذا الكلام وقال: اختفى! كيف ذلك لم أفهم؟ قالت امرأة عجوز: كان هناك رجل فقير يُدعى بيتر كلاوس وهو صاحب هذا المنزل، كان لديه ابن وابنتان وفي أحد الأيام وهو يبحث عن قطيعه اختفى ولم يجد أحدهم أي معلومة تخصه. وهنا صُعق بيتر لسماعه هذا الكلام، فكيف من الممكن أنْ يحدث مثل هذا الأمر؟
كان من بين الحضور الذي تجمهر على صراخ بيتر كلاوس امرأة تحمل بيدها طفلان، كانت تشك بأنّّها تعرف ملامح الرجل فاقتربت منه وقالت له: ما اسمك؟ قال بيتر مندهشا: ماريا، هل هذه أنتِ؟ قالت له: نعم أنا ماريا، كيف عرفت ذلك؟ أنا ظننت بأنني أعرفك ولكن لا أظن بأنَّك مألوف، لا! قال لها بيتر: ما اسم والدك؟ قالت له: رحمه الله، كان اسمه بيتر كلاوس. لقد مر عشرين عامًا منذ آخر مرة رأيناه فيها، بحثنا عنه ليلًا ونهارًا في كيفهاوزر عندما عاد ماعزه إلى المنزل بدونه. كان عمري سبع سنوات فقط عندما حدث ذلك.
وهنا لم يعد بيتر قادرًا على إخفاء مشاعره، فانفجر باكيًا: أنا بيتر كلاوس، أنا والدك يا ماريا. صرخت الفتاة بدهشة وحضنت أبيها الغائب منذ عشري عامًا. وبعدها أخذ والدها الطفل من بين ذراعيها وبدأ يقبله وقالت له ابنته: هذا حفيدك يا والدي! وقف الجميع مثل التماثيل لمدة دقيقة؛ لشدة الصدمة وصرخ أحدهم باكيًا: ها هو بيتر كلاوس قد عاد مرة أخرى! أهلا بك يا جاري العزيز، أهلا بك بعد عشرين عاما، أهلا بك بيتر كلاوس! وكانت هذه هي نهاية القصة.