قصة روح الماء - The Water Spirit

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة روح الماء هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • القابلة.
  • روح الماء.
  • السيدة تريتون. 

قصة روح الماء:

في منتصف القرن السادس عشر عندما لم تكن زوندورف أكبر مما هي عليه في الوقت الحاضر، كانت هناك قابلة تعيش في نهاية القرية التي تقع في منتصف الغابة. لقد كانت القابلة مخلوقةً صادقةً ومجتهدةً للغاية، فلم تكتفي بتوليد الأطفال بل ساعدت العائلات على توفير الطعام والملابس لهم. كانت القابلة تعمل كثيرًا في الصيف والشتاء وكان فصل الربيع بأكمله عطلة كاملة لها، وعندما كانت تتأمل في إحدى الليالي عطلتها مستلقية، أذهلتها طرقة حادة وسريعة على باب كوخها.

وعندما فتحت الباب، وقف أمامها رجل طويل القامة ملفوفًا بعباءة سوداء كبيرة قال لها: زوجتي بحاجة إليك، حان وقت ولادتها اتبعيني. قالت القابلة: الظلام حالك يا سيدي ولا أستطيع الذهاب معك. قال لها الرجل: هيا أقول لك بأنَّها تحتاجك. وافقت القابلة على الذهاب معه ولم يدعها تأخذ أي مصباح معها بحجة معرفته للطريق. ذهبوا بطريقهم حتى وصلوا إلى ضفة نهر الراين وكان بيت الرجل في القرية المجاورة والتي على بعد مسافة قصيرة من الشاطئ.

ارتعبت القابلة من الماء وهو يتدفق تحت قدمها وقالت للرجل: رجاءً يا سيدي دعنا نذهب من الطريق الأخرى، فالمياه تضرب قدماي بشدة. قال لها الرجل بنبرة لطف: سأساعدك! وبالفعل أمسك بذراعها وساعدها على عبور النهر، فبدا لها في آخر النهر جدار من الكريستال مبنيًا على طرفي النهر غاص في أعماقه بمجرد مشيهم بالقرب منه، ولكن المفاجأة بأنَّ بيتهم الذي كان في القرية الأخرى كان أسفل النهر. وبعد مدة قصيرة وصلوا إلى القرية وذهب الرجل بالقابلة إلى بيته وقال: ها هي زوجتي، اعتني بها رجاءً ولا تدعي أي مكروه يصيبها.

اقتربت القابلة من مريضتها بخوف ورعدة، فلم تكن تعرف ما الذي ينتظرها وهذا كله خوفًا من نبرة كلام الرجل. ولكن كانت ولادة السيدة تريتون كأي ولادة قامت بها القابلة، وبعد الانتهاء من عملية الولادة بدأت السيدة والقابلة يتحدثان معًا فقالت لها القابلة: يفاجئني كثيرًا أنْ أرى ناس يعيشون في قاع النهر، ألا تزور الأرض أبدًا؟ يا لها من خسارة! ولكن فجأة قامت السيدة تريتون بوضع سبابتها على شفتي القابلة وقالت: أنتِ تخاطرين بحياتك بالتحدث هكذا.

أكملت السيدة تريتون كلامها وقالت للقابلة: اذهبي وتفقدي ما إذا كان أحدهم يسمع كلامنا أم لا. قامت القابلة بفعل ما تم توجيهه لها، ولم يكن هناك أي شخص أو أي كائن حي بالقرب منهم. قالت السيدة: كان والدي هو سيد قرية ريديت وقد عشت هناك بسلام وسعادة خلال أيام مراهقتي ولم يكن لدي ما أرغب فيه. ولكن عندما كبرت ورأيت الفتيات بسني يتزوجن وأنا لست متزوجة، شعرت بأنَّ سعادتي قد فارقتني، شعرت بالقلق والحزن والبؤس. أردت باختصار أحد يحبني وأحبه.

وأكملت: وفي يوم من الأيام حدث حفل في القرية وكان الجميع حاضرًا فيه. رقصنا على المروج الخضراء الممتدة إلى حافة النهر وشعرت وقتها بالسعادة. وعندما كنا نرقص ظهر رجل غريب من سلالة نبيلة في وسط دائرتنا المرحة، كان يرتدي اللون الأخضر من رأسه إلى أخمص قدميه ويبدو بأنَّه قد مر من النهر؛ وذلك لأن حافة معطفه كانت تقطر الماء. لم يعرفه أحد ولم يهتم أحد بالاستفسار عن هويته، كان حضوره مرعبًا ومع ذلك كان موضع ترحيب. رقصنا سويًا واستمتعنا بوقتنا ووقتها بدأت أسير معه باتجاه النهر.

كانت القابلة تستمع بحذر للسيدة تريتون وأكملت قائلة: أمسك بيدي وشدني إلى النهر، صرخ القرويون بصوت عالٍ واندفعوا لإنقاذي من النهر ولكن قال الشاب الغريب: اتبعيني بصمت. وهو الآن زوجي الذي يُدعى بروح الماء فأنا أحبه ولا أخشاه، ولكنه يقتل كل طفل ألده ويقول له من أجلي وأجله يجب ألّا أنجب الأطفال. تنهدت السيدة وقالت للقابلة: يجب أنْ أقدم لك نصيحة واحدة والتي إذا حافظت عليها ستحافظين على حياتك.

أكملت: سيعود زوجي قريبًا، كوني على أهبة الاستعداد؛ وذلك لأنه سيقدم لك الذهبوالفضةالياقوت وسوف يعرض عليك كنوز لا تعد ولا تحصى. وفوق هذا كله سيقدم لك الماس واللؤلؤوالأحجار الكريمة وذلك كله أجر لك مقابل توليدك لي، ولكن انتبهي جيدًا لما أقوله لك لا تأخذي منه شيئًا أكثر بكثير أو أقل بكثير مما تأخذين كأجر لك. قالت القابلة: لا بد بأنه رجل قاس للغاية، ربي نجني من هذا الأمر العظيم!

وبينما كانتا السيدتان تتحدثان، دخل زوج السيدة تريتون سأل زوجته في البداية كيف حالها وعندما قالت له بأنَّها بخير، التفت إلى القابلة وشكرها وقال لها: الآن تعالي معي، يجب أنْ أدفع لك مقابل خدماتك. تبعته القابلة من غرفة المرضى إلى خزينة القصر، الضي كان قبوًا بلوريًا واسعًا مضاءً مثل باقي القصر من الخارج، ولكنه كان متلألئًا بالكنوز من جميع الأنواع من الداخل. قادها إلى كومة ضخمة من الذهب اللامع امتدت على طول الغرفة وقال لها: خذي ما تشائين، فأنا لن أعطيك مبلغ محدد.

التقطت القابلة وهي ترتعش أصغر قطعة ذهب وجدتها على الأرض وقالت: هذا هو أجري ولن آخذ أكثر من ذلك. غضب الرجل المدعو بروح الماء كثيرًا وقال لها: أقول لك خذي ما تشائين وليس قطعة رديئة من الذهب. قالت له: صدقني يا سيدي هذا هو أجري. ظل الرجل يعرض عليها اللؤلؤ والياقوت ويحاول إغرائها بكل ما يملك من ثروات، ولكن ظلت تتذكر بكلام زوجته وهي تقول هكذا ستحافظين على حياتك، وبالطبع رفضت كل ما عُرض عليها.

قالت له: لا أريد شيئًا منك أيها الأمير العظيم، صدقني بأنَّ هذا يكفيني. قال لها روح الماء بعد فترة من الصمت: لو كنتِ قد أخذتِ أكثر مما تستحقين لكنت قد هلكتِ على يدي. فقامَ وغمس يده في كومة الذهب وسكب حفنة منها في حجرها وقال لها: استخدمي هذا الذهب بدون خوف، إنَّها هديتي ولن يصلك منها أي شر. أوصلها إلى حافة النهر ولوح لها مودعًا، حل الظلام حولها وبعد لحظات استيقظت من نومها في فراشها الدافئ. وكانت هذه القصة عبارة عن حلم للقابلة المستلقية خارج كوخها. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: