ما هي العلاقة بين الثقافة واللعب والألعاب في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الثقافة واللعب والألعاب في علم الاجتماع الرياضي:

إن الكثير من الأفراد الرياضيين الذين كانوا يمارسون أنشطة الرياضة سواء كانت أنشطة فردية مثل (التنس الأرضي، ألعاب القوى، ركوب الخيل)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، كرة اليد)، أو ألعاب شعبية مثل (لعبة نط الحبل، لعبة شد الحبل، لعبة الطائرة الورقية)، أو ألعاب صغيرة مثل (لعبة جمع الكرات، لعبة التمريرات العشرة)، أعتقدوا بأن الرياضة تبلورت بشكل اجتماعي من نفس وذات النسيج الثقافي للعب والألعاب.

فمنها أخذت الرياضة ومختلف مجالاتها السمات الثقافية المتمثلة في أدوات اللعب مثل المضارب، العصي، الكرات، الشباك، الحبال، الملاقط، وغير ذلك من سمات وعوامل ثقافية عرفتها الألعاب الشعبية البسيطة الممتعة والتي كانت تمثل صورة انعكاس للواقع البيئي والثقافي الذي تنتسب له هذه الألعاب، كما أنه من خلال المسيرة الحضارية للإنسان تطورت الأشكال الاجتماعية والأشكال التنظيمية لهذه الألعاب الشعبية الممتعة ومختلف الألعاب الرياضية؛ حيث اتخذ بعضها أطراً اجتماعياً رسمية، كما نال بعضها التطور والذيوع إلى تخطي مجال المحلية أو الإقليمية إلى العالمية؛ فأصبح رياضة عالمية أو أولمبية.

حيث أن الكثير من الرياضات المعاصرة الذائعة الصيت كانت ألعاب فجة في الماضي، أو ربما كانت عبارة عن طقوس دينية ذات طبيعة احتفالية كما فعل الإغريق، حيث أنه في حضارة الأزتك بأمريكا الجنوبية يوجد دلائل تشير إلى ما يشبه رياضة لعبة كرة السلة، كما كانت لعبة كرة القدم لعبة خشنة وضعيفة التنظيم والترتيب، حيث كانت تتسم بالدموية والهمجية، حتى أن محاكم إنجلترا أصدرت حكماً رسمياً بمعنها بتاتاً خلال بداية القرن التاسع عشر.

كما أن الرياضة المعاصرة لم تتخلص بشكل كامل من الجذور الإثنوجرافية للألعاب التي اشتقت منها، حيث ما زالت المهرجات الرياضية تحتفظ مثل احتفالية رياضية جماعية اجتماعية ببعض السمات الوظيفية الرياضية الاجتماعية، فيما يعرف بتميمة المهرجان أو البطولة أو ما يطلقون عليه في الثقافة الرياضية الغربية.

كما كانت تسمى فرق كرة القدم الأمريكية والبيسبول بأسماء الحيوانات مثل (الدب، النمر)، للدلالة على أنها آثار طوطمية وجدت طريقها للمجتمع المعاصر، حيث أن هذا الربط الثقافي بين اللعب والألعاب والرياضة أكد أن الثقافة الرياضية نفسها نشأت وتم ممارستها مثل اللعب والألعاب، حيث تأخذ الحياة الاجتماعية شكلاً حيوياً يضفي عليه اللعب قيم المجتمع الرياضي المقبولة.


شارك المقالة: