ما هو النقد في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


النقد في علم الاجتماع الرياضي:

على الرغم من أننا جميعاً نود أن نكون إيجابيين في عالم الرياضة، إلا هناك أوقات يكون فيها النقد ضرورياً ومهماً، حيث نجد أن الكثير من الأفراد الرياضيين يعتبرون النقد تهديداً لاحترام الذات، عندما يشعرون بالتهديد فإن استجابتهم الفورية هي الدفاع، حيث بقومون بالتركيز بالدفاع على أنفسهم بدلاً من استماعهم إلى الرسالة، فالشخص الناقد هو الذي يشخص الحالة التي حدثت أثناء سير المباراة، أما المنقود هو الشيء أو الفعل الموصوف سواء كان بالمحاسن أو العيوب.
فالجمهور الرياضي للرياضات المختلفة سواء كانت رياضات الألعاب الفردية (التنس،السكواش)، أو رياضات الألعاب الجماعية (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة يد أو كرة طائرة) يتمتع بثقافة رياضية كبيرة ولديه كم هائل من المعلومات الرياضية، حتى الطفل الذي لم يبلغ سن التاسع من عمره يقوم بانتقاد المدرب في خططه وتشكيلته الذي يريد أن يلعب بها المباراة، كما يقوم بانتقاد اللاعب في طريقة لعبه وانتقاده في حالة عم تسجيله الأهداف (الجوال)، وحتى يمكن أن ينتقد مجالس الإدارة التابعة للنادي أو التابعة للمنتخب حسب وجهة نظره، وتنشيط للملكات الإبداعية عند الجمهور الرياضي للنقد لمعرفته الدقيقة في الصح والخطأ.
كما أنه لا بُدّ أن يكون الشخص الناقد على علم بأساسيات اللعبة، سواء كان قوانينها وأنظمتها أو طرق لعبها أو خطط لعبها، حيث يجب عليه أن يلتزم الحيادية في أثناء نقده والتخلص من تصفية الحسابات، والابتعاد عن المواضيع الشخصية عند توجيه النقد للأفراد الرياضيين، كما أنه ينقد العمل وطريقة لعب الأفراد الرياضيين الذي مارسوها أثناء سير المباراة، كما يجب أن يكون متمكنًا من أدواته كاللغة والأسلوب والمعرفة الرياضية الذي يمتلكها، كذلك يجب أن يكون هدف النقد البناء وتشجيع اللاعبين أو تشجيع المدرب، لا أن يكون هدفه الهدم وتحبيط اللاعبين وتمنعهم من التقدم بمسيرته الكروية الرياضية، حيث يجب عليه اختيار الوقت المناسب لتقديم النقد، وأن يكون لديه معلومات ومعرفة ولو شيء بسيط بعلم النفس الرياضي؛ لكي يعرف نفسيات اللاعبين أو المدرب المنقودين، كما يجب عليه اختيار الأسلوب المحبب والمقبول في النقد في علم الرياضة.
حيث أصبح النقد الرياضي الإيجابي الموضوعي عملة نادرة في هذا الزمن، وأصبح مفهوم النقد عند الكثير من الجمهور الرياضيين هو الثناء والمدح والتزكية، حيث أن هذا الشيء جعل من رياضتنا متأخرة، حيث بالحقيقة أن النقد الإيجابي هو بذل جهد لوصف العمل وطريقة لعب اللاعبين في المباراة، وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط وتام فهو الذي يدفع ويساعد علم الرياضة إلى التقدم إلى الأمام، ويعطي اللاعب الرياضي القوة والمقدرة على تقديم أفضل ما لديه وزيادة في الإنتاج والتطور الرياضي.
فعلى سبيل المثال؛ في مباراة لعبها المنتخب الأردني لكرة القدم أمام المنتخب السعودي لكرة القدم، ففي حالة سجل المنتخب الفوز وسجل العديد من الأهداف (الجوال)، فإنه لم يتم توجيه النقد إله من قبل الجمهورالأردني؛ أي يتم نشر عبارات التشجيع وتشغيل أغاني الوطنية الرياضية الحماسية، لكن في بعض حالات قد يتم توجيه النقد للاعبين؛ أي أنهم لم يقدموا الأداء المطلوب منهم ولكنهم سجلوا العديد من الأهداف ولذلك لسهولة فريق الخصم، فإن ذلك يؤثر على نفسيات اللاعبين، وقد يتساءلون بين أنفسهم نحنُ سجلنا الفوز وهو المطلوب لماذا لا يعجب جمهورنا، كما أنه قد يكون للاعب معين في حالة لم يسجل أي هدف (الجول)، وهذا قد يؤثر على نفسية اللاعب ويحطمه ويمنعه من التقدم بمسيرته الرياضية.
أما في حالة لم يسجل المنتخب الأردني الأهداف؛ أي بمعنى تعرض للخسارة أو التعادل بين المنتخبين، حيث يبدأ النقد السلبي للاعبين والمدرب على مختلف وسائل المواقع التواصل الاجتماعي (فيسيوك أو تويتر أو انستقرام أوالصحف اليومية)، حيث أ، كل هذا النقد يؤثر تأثيراً سلبياً على لاعبين ومدرب المنتخب، ويجعلهم في حالة نفسية صعبة، لكن يجب أن يكون النقد إيجابي أكثر من أي يكون سلبي؛ لكي لا يشعر اللاعبين بأ ي حالة نفسية صعبة، فعلى سبيل المثال، ما شاء الله كنتوا اليوم الأبطال وقدمتوا الكثير من الأداء الرائع، ولكن الحظ لم يحالفنا، فنحن كجمهور نشكركم وننتظر المباراة القادمة؛ لأننا على علم وتأكيد ستسجلون الأهداف (الجوال) وتحققون الفوز، حيث هذا الشيء يجعل اللاعبين في حالة جيدة.


شارك المقالة: