التطبيقات الثقافية والاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي:
إن الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها جزء مهم من المجتمع متمم ومكمل لحقائق أي الثقافة الرياضية، كما أنها تختلف في كل أمة عن غيرها باختلاف المجتمعات والمجموعات، كما أشار الباحثين إلى أن الأنشطة الرياضية جزءاً مهماً من الوجود أو البقاء، حيث أن هناك وجود تطوراً كبيراً في مختلف الرياضات والترويح البدني في الفترة الأخيرة.
حيث استحوذت الرياضات العالمية على أهمية كبرى من تضارع أهمية الأنشطة البدنية، كونها تُعدّ جزءاً هاماً من حياة الناس ومن حياة العديد من الأمم، التي أصبحت بذلك أمماً قوية ذات أيدي قادرة ومؤثرة في المحيط الدولي، فالأنشطة البدنية بأشكالها المنظمة المختلفة سواء كانت رياضات جماعية (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة يد أو منازلات)، فضلاً عن أنها تمارس بواسطة الأفراد الرياضيين؛ فهي تؤثر كثيراً في المجتمع وفي ثقافات أفراد المجتمع الرياضي.
كما أنه من ناحية أخرى تتأثر اهتمامات الأفراد الرياضيين الاجتماعية والثقافية بطبيعة ونوع الأنشطة البدنية التي يمارسونها، حيث أنه في بعض المؤسسات الاجتماعية مثل الحكومة أو المصنع أو المدرسة أو الجيش أو الكلية أو المعاهد، يوجد بعض القوى التي تؤثر على النشاط الرياضي بمختلف أنواعه.
كما أنَّ الفرد الرياضي يُعتبر مسؤولاً كمواطن عن حالته البدنية وإعداده في المجتمع، وفي حالة رغب الفرد عن وجود أحد العوامل التي تساعد على النمو والتطور وعلى المواءمة والتكيف الاجتماعي، فهو بحاجة إلى الأنشطة البدنية وإلى الممارسة تلك الأنشطة، حيث يتوجب علينا وضع رغبات وميول الأفراد في الأعتبار، كذلك الإجراءات الاجتماعية التي تمثل شكل العقاب لنهاية تلك الرغبات والميول.
فالهدف والغرض الأساسي من ممارسة الرياضة ومن الأشكال المختلفة المتفرعة كتكوين اجتماعي، هو الوصول إلى الأهداف الهامة للأفراد الرياضيين، بالإضافة إلى أن الأنشطة الرياضية كقوة اجتماعية غدت في مُخيّلة معظم الناس عموماً وفي مخيلة العلماء على وجه الخصوص، فقد اصبحت محل دراستها المعملية، كما أنه يجب على الحكومة إشراك أفراد الشعب في الاهتمام بالإعداد البدني والحالة البدنية لتضمن توفير بيئة اجتماعية جديدة لأفراد الشعب.
الأمر الذي أوجب على المجتمع بشكل عام، وعلى الحكومات خاصة أن تؤكد وبقوة على البرامج الموجهة للرياضات والمنازلات والأنشطة البدنية، ففي كثير من الدول تعتبر الأنشطة جزءاً من البرنامج المدرسي (التربية البدنية)، كما أنه يمكن تعداد استخدامات الانشطة البدنية في عملية الانظباط والنظام وفي الصناعة والتعليم، ويأتي بعد ذلك دور الصحف والمجلات والكتب الشعبية والأفلام والإذاعة المرئي في المجتمعات الحديثة، ومدى ما تعطيه من ثقافة وتأثير في مخيلة وتفكير الافراد.
كما أن الاتصال الاعلامي له القدرة على تشكيل المجتمع وأنماطه وثقافاته، وعلى الرغم من أن بعض وسائل الاتصال الإعلامي غير محبب للأفراد، فإن الاتصال الإعلامي لديه الكثير ممّا يقدمه، فالمساحات المخصصة للرياضة في الصحف والزمن المخصص لها بالإذاعة المرئية، أو الكتب المعروضة أو المتعلقة بالرياضات أو التمرينات أو البرنامج والافلام الرياضية، تشير إلى إشارة ذات دلالة واضحة وهي تأثير الاتصال الإعلامي في المجتمعات الحديثة.
كما أنه تحتل الرياضة والأنشطة البدنية جزءاً كبيراً من زمن البرامج، ومن المساحات الخاصة بالاتصال الإعلامي ومن هنا يزداد اهتمام الشعب بمختلف الرياضات بمعنى زيادة شعبيتها، أيضاً تؤدي الاستعانة بالرياضيين في الإعلانات التجارية إلى ازدياد الشعبية الرياضية والإقبال على التدريب وممارسة الأنشطة البدنية في محيط أفراد يزدادون زيادة جوهرية عن طريق الاتصال الإعلامي، فيزداد عدد الأفراد الذين يمارسون الأنشطة البدنية.
حيث أن لكل فرد مهما كانت حالته الاجتماعية وحالته النفسية، ومهما كانت قدراته وميوله ورغباته الحق في تحقيق طاقته الرياضية الكاملة، كما أنه يجب أن تكون الإمكانيات المادية الرياضية كافية وكاملة؛ لكي تسمح لكل شخص أو جماعة رياضية ممارسة الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها التي يتم اختيارها في ظروف مناسبة، كما أنه في حالة وجود أي محاولة للحد وللتقليل من نمو الأنشطة الرياضية سواء كانت جماعية مثل (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة يد أو كرة طائرة)، أو أنشطة فردية مثل (التنس، الريشة، السكواش) لاعتبارات اجتماعية أو سياسية أو دينية أو لإقامة أي فِرق لنفس الاعتبارات التي تتنافى مع مبادىء الحياة الإنسانية الرياضية ومع الروح الرياضية، وأخيراً يجب أن الأنشطة الرياضية مركزاً أساسياً في خطط التنمية الاقتصادية والخطط الاجتماعية.