تصميم الحديقة المستدامة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الزراعة المستدامة؟

الزراعة المستدامة هي إطار عمل مبتكر لخلق طرق عيش مستدامة، إنها طريقة عملية لتطوير أنظمة متناغمة وفعالة ومنتجة بيئيًا يمكن لأي شخص استخدامها في أي مكان، أي أن حديقة الزراعة الدائمة هي الحديقة التي تستفيد من جوانب الطبيعة مثل الشمس والرياح والمياه، لتعمل لصالح الانسان بدلاً من أن تكون ضدة.

حديقة الزراعة المستدامة تشبه الفن أكثر من كونها علمًا، ويعتمد كيفية تصميم هذه الحديقة على ما هو أكثر منطقية لقطعة الأرض المستخدمة، والمناخ والأنظمة البيئية الموجودة بالفعل في المنطقة.

تضع الزراعة المستدامة مزيدًا من التركيز على بناء التربة تدريجيًا بمرور الوقت حتى تكون متوازنة جيدًا ومليئة بالعناصر الغذائية.

ليس من الضروري وجود فناء خلفي كبير ليتم البدء في الزراعة المستدامة، يمكن تحويل ساحة صغيرة أو حتى شرفة إلى حديقة منتجة، كل جزء صغير يمكن للإنسان القيام به للعيش بشكل أكثر استدامة يحدث فرقًا في البيئة، أو حتى بمجرد الحصول على القليل من المساحات الخضراء للمساعدة على البقاء على اتصال مع الطبيعة وربما تساعد الحشرات الملقحة المحلية قليلاً.

كيفية تصميم وتخطيط الحديقة المستدامة:

1- تحديد المكان المناسب للحديقة:

إذا كان هناك بالفعل فناء خلفي كبير نسبيًا، فهذا هو المكان الأكثر وضوحًا للبدء الحديقة، اما بالنسبة للأشخاص الآخرين الذين لا يتمتعون بسهولة الوصول إلى الأرض، فقد يتم تعليقهم بالفعل في هذه الخطوة قبل أن يبدأوا.

الأشخاص الذين يعيشون في شقة لا داعي للقلق! فمن الممكن إنشاء حديقة على السطح، يمكن إجراء البستنة المستديمة بأي شكل وحجم تقريبًا، لذلك لا داعي للانشغال كثيرًا بعدم امتلاك قطعة الأرض المثالية، يتعلق الأمر بالأفكار والمبادئ أكثر من مقدار الطعام الذي سيتم إنتاجه، لذلك لا يجب الاستسلام، حيث هناك إرادة هناك وسيلة.

2- مراقبة الحديقة قبل التصميم:

قبل اتخاذ أي قرارات بشأن كيفية تخطيط الحديقة، من الأفضل التوقف للحظة ومراقبة ما هو موجود بالفعل على الأرض التي يُخطط لاستخدامها، قد تبدو هذه الخطوة واضحة، لكن لا يجب تخطيها.

بعد النظر إلى الحديقة مئات المرات قد يتم معرفة كل شي عنها ولكن عند الخروج بالفعل والتجول فيها قد يكشف عدة أشياء لم تكن معروفة مسبقا، بالإضافة إلى التساؤل عما يناسب الحديقة مثل:

  • هل يوجد بالفعل ميل قليل في أحد أقسام الفناء؟
  • هل يبدو أن الماء يتجمع في جزء واحد من الفناء بعد هطول الأمطار، حيث قد يكون المكان رطب جدًا بحيث لا يمكن للنباتات أن تنمو؟
  • هل يوجد شجرة كبيرة في الحديقة حيث لا يجب الزراعة فيها، لأن الأرض مليئة بالجذور وستحجب أوراقها الكثير من ضوء الشمس؟
  • ما أنواع الحيوانات والحشرات (النافعة والآفات) التي توجد في الحديقة؟
  • هل يوجد أي موارد أو ميزات فريدة يمكن الاستفادة منها؟
  • ما هي المناطق التي تتعرض لأكبر قدر من أشعة الشمس في الصباح مقابل فترة الظهيرة؟

3- تصميم الحديقة:

يعد التصميم والتخطيط جزءًا كبيرًا من الزراعة المستدامة، لذلك لا يجب تجاهل هذه الخطوة أيضًا؛ لأن التصميم الجيد سيوفر الكثير من الجهد، بينما ستبقى الحديقة سيئة التصميم تتطلب الكثير من الجهد لسنوات عديدة قادمة، بناءً على الملاحظات الأولية، يجب أن يكون لدى البستاني فكرة جيدة عن عوامل مختلفة مثل الظل والارتفاع والمناطق التي يلعب فيها الأطفال أو يتجمع فيها الأشخاص والتي يمكنه التخطيط حولها.

أيضًا يجب تحديد مصادر المياه التي يجب استخدامها والتخطيط حولها، سواء كان ذلك صنبور ماء خارج المنزل أو بركة أو أي شيء آخر، وضع الحديقة على بعد 50 قدمًا من مصدر للمياه وصعود التل ليس هو الخيار الأكثر حكمة، كما يجب التفكير بشأن المكان الذي سيتم وضع العديد من النباتات الحولية أو المعمرة فيه، ومقدار المساحة التي ستشغلها أثناء نموها بمرور الوقت.

من الأفضل أن يقوم البستاني بمحاولة عمل رسم تفصيلي لخطط الحديقة، بدلاً من مجرد وجود فكرة غامضة في رأسه ومحاولة حلها، عندما توضع على الورق، قد يدرك أن بعض جوانب الحديقة لا معنى لها، ومن الأسهل كثيرًا إخراج الممحاة وإصلاحها في تلك المرحلة، بدلاً من القيام بذلك بالعمل في التراب.

4- وضع أنظمة المياة والبنية التحتية الأخرى:

يمكن أن تكون أنظمة المياه هي الفرق بين نجاح أو فشل حديقة الزراعة المستدامة، الماء مورد قيم يتطلب الاحتفاظ به واستخدامه بطرق مستدامة.

خلال مرحلة التصميم، يجب أن يكون قد تم تحديد المناطق التي تميل المياه إلى التجمع فيها، وأين تبتعد عن الممتلكات الخاصة، وأين تشتد الحاجة إلى المياه، اعتمادًا على مقدار المساحة التي يجب أن، من الممكن وضع مستنقع (حفرة يمكن أن تتجمع فيها المياه) حيث تتجمع المياه بشكل طبيعي على أي حال، أو يمكن إعداد نظام التقاط المطر من سطح المنزل ليتم تخزينه في براميل أو صهاريج، بحيث يمكن استخدامه لري أو غسل المحاصيل والأدوات.

5- بناء وتجهيز السرير الزراعي:


الأفضل هو استخدام تغطية الألواح أو الزراعة الموضعية، تغطية الألواح، وتسمى أيضًا بستنة اللازانيا، هي طريقة لإنشاء مساحة أكبر قابلة للزراعة، يطلق عليها اسم بستنة اللازانيا لأنها يتضمن تكديس طبقات متناوبة من المواد مثل أوراق الشجر والقش ورقائق الخشب والكرتون والسماد وغيرها.


لا يحتاج العشب إلى الحفر للتخلص منه، يمكن ببساطة البدء في التغطية فوقه، ويموت العشب الموجود تحته ويصبح جزءًا من التربة أيضًا، يستغرق تغطية الألواح جهدًا أقل من الاضطرار إلى إزالة العشب وحرث التربة قبل الزراعة، بالإضافة إلى أنه لا يزعج الميكروبات في التربة أو يثير بذور الأعشاب التي قد تكون مدفونة تحت الأرض وتسبب إنباتها، يستغرق تغطية الألواح وقتًا قبل أن تتحلل المواد، لذلك من الأفضل تجهيزة في الخريف حتى يصبح من الممكن البدء في زراعته في الربيع.

أما بالنسبة للزراعة الموضعية فتكمن فائدتها في أن النباتات يمكن أن تبدأ في النمو على الفور بهذه الطريقة، لذا، للرغبة في إنشاء حديقة في الربيع أو الصيف بالفعل، فقد يكون هذا خيارًا أفضل، لكن الجانب السلبي هو أن التربة لا تحصل على العناصر الغذائية المضافة كما هو الحال مع تغطية الألواح، لذلك قد تحتاج التربة إلى تعديل باستخدام السماد العضوي.

6- زراعة النباتات المعمرة أولاً:

زراعة النباتات المعمرة أولاً في الحديقة لأن هذه هي النباتات التي ستظهر عامًا بعد عام، وستكون عنصرًا أساسيًا في الحديقة، ويجب التأكد من اختيار المحاصيل المناسبة للمنطقة، إذا أمكن، اختيار نباتات محلية، لأنها ستكون الأنسب للمنطقة على الإطلاق.

يمكن زراعة النباتات المعمرة من البذور، ولكن ستستغرق الكثير من الوقت، مثل الهليون أو أشجار الفاكهة يمكن أن تستغرق عدة سنوات قبل أن تبدأ في الإنتاج، لذلك من الأفضل الحصول على بعض الشتلات لتقليل الوقت، أيضاً في هذه المرحلة، يمكن االبدء بزراعة المحاصيل المرافقة، مثل وضع البصل والثوم المعمر تحت الأشجار لمنع الآفات والأمراض، أو الزهور للمساعدة في بدء جذب الملقحات.

7- زراعة النباتات الحولية:

في السنوات القليلة الأولى للحديقة، ربما يرغب البستاني في إضافة الكثير من النباتات الحولية لملء كل المساحة الإضافية، بينما لا تزال النباتات المعمرة تتجذر.

معظم الخضروات المشهورة والمعروفة التي نستمتع بها هي نباتات سنوية، مثل الفول والبازلاء والطماطم والفلفل والكوسا وغيرها، يمكن أيضًا إضافة الزهور والكثير من الخضر لإضافة المزيد من مظهر الزراعة المستديمة على الحديقة، عباد الشمس نبات رائع لملء الكثير من المساحات.

بالإضافة إلى أن النباتات الحولية تتطلب القليل من الصيانة، وستنتج الكثير من البذور منها، ويمكن تقطيع وإسقاط سيقانها الكبيرة في نهاية موسم النمو لإضافة مجموعة من العناصر الغذائية إلى التربة، بالإضافة إلى أن النباتات الحولية ستشكل الجزء الأكبر من المحصول أو الطعام في أول عامين.

8- التسميد:

مع اقتراب الموسم الأول من نهايته، من المحتمل أن يكون في الحديقة مجموعة من بقايا النباتات، الآن هو الوقت المثالي لبدء عملية التسميد، لذلك سيكون لدى البستاني بعض التربة الإضافية الغنية بالمغذيات جاهزة للعام المقبل.

محاولة إدارة حديقة خالية من النفايات قدر الإمكان، وإعادة دمج أي نفايات في نظام التسميد، هناك الكثير من الأسمدة المختلفة للاختيار من بينها، يمكن الحصول على سماد مستمر، كل ما يجب فعله هو إضافة نفايات الحديقة وفضلات المطبخ إليها بمرور الوقت، وهناك القليل جدًا من الصيانة المطلوبة، أو يمكن استخدام سماد متقلب لتسريع عملية التحلل، لكنه يحتاج إلى تدويره يوميًا والتأكد من احتوائه على رطوبة كافية.

9- مراقبة الحديقة والاعتناء بها:

تخصيص بعض الوقت كل أسبوع أو نحو ذلك للقيام ببعض إزالة الأعشاب الضارة، تركهم لفترة طويلة، يمكنهم من الخروج عن نطاق السيطرة بسرعة.


شارك المقالة: