التمارين الرياضية والهرمونات

اقرأ في هذا المقال


ينظم نظام الغدد الصماء إنتاج الهرمونات، وهي مواد كيميائية تتحكّم في الوظائف الخلوية. يُمكن أن تُؤثّر الهرمونات على عدد من الخلايا المُختلفة؛ ومع ذلك، فإنَّها تُؤثّر فقط على تلك التي لها مواقع مستقبلات محددة.

تتحكّم الهرمونات في عدد من التفاعلات الفسيولوجية في الجسم بما في ذلك استقلاب الطاقة والعمليات التناسلية ونمو الأنسجة ومستويات الترطيب وتكوين وتدهور بروتين العضلات والمزاج. الهرمونات مسؤولة عن بناء عضلات جديدة وتساعد على حرق الدهون، لذلك من المهم أن نفهم أيًا منها يتم إطلاقه فيما يتعلق بالتمارين الرياضية بالإضافة إلى فهم الوظائف الفسيولوجية التي تُؤثّر عليها.

هناك ثلاثة تصنيفات رئيسية للهرمونات: الستيرويد والببتيد والأمينات (هرمونات الأحماض الأمينية المعدلة). تحتوي كل فئة من الهرمونات على بنية كيميائية فريدة تُحدد كيفية تفاعلها مع مستقبلات مُعينة. تتفاعل هرمونات الستيرويد مع المستقبلات في نواة الخلية، وتتكوّن هرمونات الببتيد من أحماض أمينية وتعمل مع مواقع مستقبلات محددة على غشاء الخلية، وتحتوي الأمينات على النيتروجين وتُؤثّر على الجهاز العصبي.

الهرمونات التي يفرزها الجسم عند ممارسة الرياضة:

فيما يلي بعض التمارين المهمة والهرمونات إلى جانب الوظائف الفسيولوجية التي تتحكّم فيها.

1- هرمون الأنسولين

هرمون الببتيد الذي ينتجه البنكرياس، ينظم الأنسولين الكربوهيدرات واستقلاب الدهون. عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، يتم إطلاق الأنسولين لتعزيز تخزين وامتصاص الجليكوجين والجلوكوز. يُساعد الأنسولين على تقليل مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق تعزيز امتصاصه من مجرى الدم إلى العضلات الهيكلية أو الأنسجة الدهنية. ومن المهم أن تعرف أن الأنسولين يُمكن أن يُسبب تخزين الدهون في الأنسجة الدهنية بدلاً من استخدامها لتغذية نشاط العضلات. عندما يبدأ الشخص التمارين الرياضية يقمع الجهاز العصبي إطلاق الأنسولين. وبالتالي من المهم تجنّب الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من السكر (بما في ذلك المشروبات الرياضية) قبل التمرين؛ لأنه يُمكن أن يرفع مستويات الأنسولين ويعزز تخزين الجليكوجين بدلاً من السماح باستخدامه لتغذية النشاط البدني. انتظر حتى يبدأ الجسم في التعرّق قبل استخدام أي مشروبات رياضية أو جل الطاقة.

2- هرمون الجلوكاجون

يتم إصدارهرمون الجلوكاجون الذي تم إصداره استجابة لانخفاض مستويات السكر في الدم، بواسطة البنكرياس لتحفيز إفراز الأحماض الدهنية الحرة (FFAs) من الأنسجة الدهنية وزيادة مستويات الجلوكوز في الدم، وكلاهما مهم لتغذية نشاط التمارين الرياضية. نظرًا لنضوب مستويات الجليكوجين أثناء التمرين، يطلق الجلوكاجون جليكوجين إضافيًا يتم تخزينه في الكبد.

3- هرمون الكورتيزول

الكورتيزول هو هرمون الستيرويد التقويمي الذي تنتجه الغدة الكظرية استجابة للضغط النفسي وانخفاض سكر الدم ومُمارسة الرياضة. وهو يدعم استقلاب الطاقة خلال فترات طويلة من التمرين عن طريق تسهيل انهيار الدهون الثلاثية والبروتين لتكوين الجلوكوز الضروري للمُساعدة في ممارسة الرياضة. يتم إطلاق الكورتيزول عندما يُعاني الجسم من الكثير من الإجهاد البدني أو لا يتم استرداده بشكل كافي من التمرين السابق. في حين أن الكورتيزول يُساعد على تعزيز التمثيل الغذائي للدهون، فإنَّ مُمارسة الرياضة لفترة طويلة يُمكن أن ترفع مستويات الكورتيزول لتقويض بروتين العضلات للحصول على الوقود بدلاً من الحفاظ عليه لاستخدامه في إصلاح الأنسجة التالفة.

4- أدرينالين ونوريبينيفرين

تلعب هرمونات الأمين هذه دورًا مهمًا في مساعدة الجهاز العصبي المركزي على إنتاج الطاقة وفي تنظيم وظائف الجسم أثناء التمارين القلبية التنفسية. تصنف على أنها كاتيكولامينات، أدرينالين ونورادرينالين هي هرمونات منفصلة ولكنها ذات صلة. الأبنفرين يُشار إليه غالبًا بالأدرينالين لأنه يتم إنتاجه بواسطة الغدة الكظرية ويرفع من إنتاج القلب ويزيد من نسبة السكر في الدم (للمُُساعدة في مُمارسة التمارين الرياضية)، ويشجع على تحلل الجليكوجين للحصول على الطاقة ويدعم عملية التمثيل الغذائي للدهون. يقوم النوريبينيفرين بعدد من الوظائف نفسها التي يقوم بها الإبينفرين، بينما يعمل أيضًا على تقييد الأوعية الدموية في أجزاء من الجسم لا تشارك في التمرين.

5- هرمون التستوستيرون

التستوستيرون هو هرمون الستيرويد الذي تنتجه خلايا Leydig من الخصيتين في الذكور والمبيضين للإناث، مع كميات صغيرة تنتجها الغدد الكظرية لكلا الجنسين. التستوستيرون مسؤول عن إعادة تركيب بروتين العضلات وإصلاح بروتينات العضلات المُتضررة من التمارين، ويلعب دورًا مُهمًا في المُساعدة على نمو العضلات الهيكلية. يعمل التستوستيرون مع مشاهد مستقبلات محددة ويتم إنتاجه استجابةً لمُمارسة الرياضة التي تضر بروتينات العضلات.

6- هرمون النمو البشري

هرمون النمو البشري (HGH) هو هرمون ببتيد ابتنائي يفرزه الغدة النخامية الأمامية التي تُحفّز النمو الخلوي. مثل جميع الهرمونات، يعمل هرمون النمو مع مواقع مستقبلات محددة ويُمكنه إنتاج عدد من الاستجابات، بما في ذلك زيادة تكوين بروتين العضلات المسؤول عن نمو العضلات وزيادة تمعدن العظام ودعم وظيفة جهاز المناعة وتعزيز تحلل الدهون أو استقلاب الدهون. ينتج الجسم هرمون النمو خلال دورات نوم حركة العين السريعة ويتم تحفيزه من خلال التمارين عالية الكثافة مثل تدريب القوة الثقيلة أو تدريب القوة المتفجرة أو تمارين القلب والجهاز التنفسي عند أو بداية ظهور اللاكتات في الدم.

7- عامل النمو مثل الأنسولين

عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF) له بنية جزيئية مُماثلة للأنسولين ويتم تحفيزه بنفس الآليات التي تنتج هرمون النمو. IGF هو هرمون ببتيد ينتج في الكبد ويدعم وظيفة هرمون النمو لإصلاح البروتين التالف أثناء التمرين، ممّا يجعله هرمونًا مهمًا لتعزيز نمو العضلات.


شارك المقالة: