أسباب الجهود الفردية بالموهوبين والمتفوقين:
دافع عدد من الباحثين والمربين عن موضوع التربية الخاصة للموهوبين والمتفوقين بكل الوسائل الممكنة، وكان لهم أثر كبير في تركيز الأضواء إلى الأضرار العديدة التي تلحق بالمجتمع أولاً للأفراد أنفسهم ثانياً نتيجة الإهمال لحاجاتهم الخاصة وتجاهل المؤسسات التربوية، وربما لم يكن من الممكن الحد من جميع المساهمات التي قدمها هؤلاء المربون لهذه القضية في مختلف أنحاء العالم.
لعل أهم دراسة تتبعية طولية شهدت القرن العشرين حول الأطفال الموهوبون والمتفوقون تعود لأستاذ ( لويس تيرمان)، وقد أثمرت دراسته عن مجلدات عنوانها الدراسات الجينية للعبقرية، وإذا كان (جالتون) هو جد حركة التعليم للأطفال الموهوبون والمتفوقون و(بينيه) هو القابلة و(تيرمان) هو الأب.
فإن (ليتا هولينغويرث) هي الأم والمربية لأنها عملت من بلا كلل حتى وفاتها لكسب الدعم والتاييد لرسالتها حول الأطفال الموهوبين والمتفوقين على المستويين الرسمي والشعبي، ومن ملاحظاتها القيمة أن الطالب الذي نسبة ذكائه (140) يفقد نصف وقته في الفصول الدراسية العادية بينما كل من لديه نسبة ذكائه (180) فأكثر يخسر كل وقته تقريباً.
وقد نشر كتابين عن طبيعة الاطفال الموهوبين والمتفوقين وكيفية العناية بهم، وعن الأطفال الذين يتجاوز معدل ذكائهم عن (180) على مقياس ستانفورد بينيه، وقدمت في كتابها الثاني الصعوبات التي تواجهها الأطفال من ذوي القدرة العقلية العالية.
في الوطن العربي قام عدد من الباحثين والأكاديمين الذين لهم أدواراً مميزة في الكشف وتحديد عن الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم، ونذكر منهم الدكتور(عبدالله النافع) الذي كان قائد فريق المشروع الوطني لكشف الموهوبين ورعايتهم والاهتمام بهم، مما أدى إلى تطور المقاييس المقننة للذكاء والقدرات العقلية والتفكير الابتكاري ضمن معايير متعددة وكثيره للكشف عن الموهوبين والمتفوقين، وكذلك إعداد برامج إثرائية كنماذج لرعاية الموهوبين.
حيث أن طبيعة المشكلات التي تواجهنا للتكيف مع تقنيات عصر الحواسيب والذكاء الاصطناعي والمعلومات والاتصالات الإلكترونية الحديثة تفرض علينا لا محالة اللجوء إلى أفضل العقول القادرة وإتاحة الفرص الملائمة لها وإعدادها لمعالجة، ومثل هذه المشكلات وهذا بطبيعته مرتبط بعملية جذرية لإعادة ترتيب وتنسيق أولوياتنا في مجال التربية والتعليم بحيث تلبية احتياجات الموهوبين والمتفوقين من الأطفال والشباب.