اقرأ في هذا المقال
تعود اضطرابات التواصل العصبية إلى اضطرابات في إنتاج اللغة والكلام، الناتجة عن خلل في عمل الجهاز العصبي العضلي؛ بسبب المرض أو الإصابة، لذا توصف بالمشكلات ذات المنشأ العصبي. ومن المشكلات التواصلية العصبية التي يتعرَّض لها الأفراد الحبسة الكلامية تكون نتيجة للجلطات الدماغية، التي تعمل على إتلاف النصف الأيسر من الدماغ.
واضطرابات الكلام الحركية هي نتيجة لمشكلات عصبية داخلية ومتلازمة نصف الكرة الأيمن من الدماغ، فهي نتيجة إصابة في الجانب الأيمن من الدماغ؛ بسبب الجلطات والأورام الدماغية. والخرف هو مرتبط بأمراض الدماغ ويؤدي إلى اضطرابات في التواصل ومشكلات في الانتباه والذاكرة إضافة إلى إصابات الدماغ.
مفهوم الحبسة الكلامية:
هي اضطراب في اللغة ناتجة عن إصابة للدماغ، حيث تشتمل على خلل في فهم الكلمات المنطوقة، صعوبة في ترتيب العناصر المتسلسلة للغة، كما تشمل الكلمات وأشباه الجمل والجمل، صعوبة في ترتيب نحوي صحيح، صعوبة في الفهم والتعبير أو صعوبة في القراءة والكتابة من خلال الإيماءات أو فقدان القدرة على التعبير بالكلام، أو عدم القدرة على تذكّر الأشياء.
ما هي المشكلات التواصلية التي يعاني منها الأطفال المصابين بالحبسة الكلامية؟
- اللغة المنطوقة:
يرغب معظم مرضى الحبسة الكلامية في الكلام، إلا أنهم يعانون من عدم القدرة على ذلك نتيجة لعوامل فسيولوجية أو سلوكية أو عصبية. - عدم القدرة على التذكر:
هي الصعوبة في تسمية الأشياء والأشخاص، حيث يمكن للشخص المصاب أن يعرف الأشياء ولكنه قد يجد صعوبة في تذكر اسمها واختيار الكلمة الصحيحة؛ ممّا يضطره إلى استخدام الإشارة فقط. - إبدال الكلمات:
تُعَدّ مشكلة إبدال الكلمات من المشكلات الشائعة لدى مرضى الحبسة الكلامية الذين يتكلمون بطلاقة ونحوية، فهم يبدلون الكلمات التي لا يستطيعون تذكرها بالكلمات خاطئة أو كلمات غير مألوفة، فقد تتشابه بعض الكلمات المبدلة مع أصوات الكلمات الصحيحة، حيث يوجد نوع آخر لإبدال الكلمات هو اختراع كلمات جديدة ليست موجود في اللغة لتسمية الأشياء. - صعوبة في القواعد والنحو:
من الخصائص الأساسية لمرضى الحبسة الكلامية، هي حذف العناصر النحوية الرئيسية، حيث يكون الكلام أشبه بالرسائل التلغرافية، إذ تحذف منه أل التعريف وكلمات قواعدية أخرى، حيث تحذف منه المورفيمات القواعدية الضرورية لفهم معنى الجمل، مثل: مورفيمات الجمع، حروف الجر، أدوات الربط، تصريف الأفعال.
ويتكلم المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة من خلال استخدام جمل قصيرة وبجهد كبير أثناء الكلام، حيث يكون كلام المريض غير طلق وتكثر أثناء كلامه الوقفات المتكررة، وتكون الجمل متقطعة مما يفقده التحكم ببناء اللغة. - الرطانة:
يتصف كلام بعض الأشخاص المصابين بالحبسة الكلامية بالطلاقة، لكنه يفتقد المعنى إذ يستجيب المريض إلى الأسئلة التي توجه إليه بطريقة نحوية صحيحة، بجمل طويلة وسلسة ولكن لا يرتبط المعنى بطبيعة الأسئلة السابقة ويوصف بالغموض، فيقوم المريض في بعض الأحيان باختراع كلمات جديدة ليست موجودة في اللغة ودمجها في سياق كلامه. - التكرارات اللفظية:
يتباهى بعض المرضى المصابين بالحبسة الكلامية الشديدة باستخدامهم للتكرارات اللفظية، فقد يستخدمون نفس الإجابة لأي سؤال يطرح عليهم مثل (نعم، حسناً، هذا صحيح، أعتقد)، فقد يقوم المرضى باستخدام كلمات جديدة في اللغة ليست لها معنى ويستخدمها بشكل تكراري. - القراءة والكتابة:
تُسمّى مشكلات الكتابة التي يعاني منها المرضى المصابين بالحبسة الكلامية بالأجرافيا، فبعض المرضى لا يستطيعون كتابة أي شيء، حيث تتمثل المشكلات في نسيان الحروف أو الكتابة بشكل عكسي أو أخطاء في الإملاء أو الكتابة ببطء شديد، فقد يصاحب المرضى شلل في اليد اليمنى نتيجة تلف في مركز حركة اليدين الواقع في التلفيف الجبهي للدماغ.
كما تظهر مشكلات القراءة لدى المرضى المصابين بالحبسة الكلامية تسمى (Alexia)، حيث تتمثل مشكلات القراءة في الصعوبة أو العجز عن التمييز بين الحروف المكتوبة أو قد يقرؤون بدون فهم، فقد لا يستطيعون قراءة الكلمات التي يستخدموها في الكلام، أو قد يخطئون في قراءة الكلمات وإبدالها بكلمات أخرى. - استيعاب الكلام المنطوق:
يعتبر عدم فهم كلام الآخرين من المشكلات الهامة، التي يعاني منها مرضى الحبسة الكلامية رغم انتباههم الشديد لكلام الآخرين في بعض الحالات، فقد يستخدمون كلمات تشير إلى أنهم يفهمون الكلام مثل (نعم، أعتقد ذلك)، لكن عند سؤالهم بعض الأسئلة البسيطة ما أسمك؟ فإنهم يجيبون إجابة غير صحيحة مثل أعتقد ذلك.
وإن بعض مرضى الحبسة الكلامية يعانون من مشكلات حسية؛ بسبب إصابة المناطق الحسية الموجودة في الدماغ؛ ممّا يؤدي إلى صعوبات في فهم معنى المعلومات الحسية، فقد يسمع المريض ولكنه لا يستطيع تمييز معنى الكلمات كما لا يستطيع المريض الإخبار عمّا يراه.