الآثار الناتجة عن الضغوط المهنية

اقرأ في هذا المقال


يُقصد بالضغوط المهنية: النتائج التي قد تأتي بسبب الظروف والمؤثرات التي يتعرض لها الفرد أثناء قيامه بالعمل المهني، وهذه الضغوط المهنية تجعل من الفرد أن يكون سلبي تجاه العمل وسلبي تِجاه كل ما يختص بالعمل، مثل المسؤول والزملاء والبيئة المهنية، تختلف الضغوط المهنية باختلاف الأفراد وباختلاف المصدر المُسبب للضغوط المهنية، فتختلف الضغوط المهنية إذا كان السبب البيت والأسرة عن الضغوط التي يكون سببها العمل.

الآثار الناتجة عن الضغوط المهنية

عندما يتعرّض الفرد إلى الضغوط المهنية فالكثير من تصرفاته ومشاعره تختلف عن ما كانت عليه في السابق، ومنها فإنَّ الضغوط المهنية بجميع مصادرها وعناصرها تؤدي إلى نتائج تظهر وتؤثر على الفرد ومنها تؤثر على المؤسسة المهنية التي يعمل بها الفرد، ويمكننا تلخيص الآثار الناتجة عن الضغوط المهنية من خلال ما يلي:

  • يصبح الفرد ذو مشاعر سلبية نحو العمل وكل شيء يخص العمل، ممَّا يؤثر على نشاط الفرد المهني فيصبح متقاعس ومتردد وكسول في أبسط المهام المهنية.
  • يكون التكيُّف المهني للفرد مع البيئة المهنية شبه معدوم، فيصبح الفرد باحثاً عن الأماكن التي تكون أكثر راحة، ممَّا يؤدي إلى التغيُّب المستمر عن المهنة ومن الممكن أن يتركها.
  • يصبح الفرد متعب ومُجهد سواء جسدياً أو ذهنياً، بحيث يصبح الفرد أكثر عصبيّة وينفعل من أبسط الأمور.

1. الآثار النفسية للضغوط المهنية

  • القلق والاكتئاب: يمكن للضغوط المستمرة في بيئة العمل أن تؤدي إلى شعور دائم بالقلق، وعدم القدرة على الاسترخاء. ومع مرور الوقت، قد يتطور هذا الشعور إلى اكتئاب يؤثر على جودة حياة الشخص، مما يجعله غير قادر على الاستمتاع بأبسط الأمور اليومية.

  • الإرهاق الذهني: يعاني الكثير من الموظفين من الإرهاق الذهني الناتج عن الإجهاد المستمر، خاصة إذا كانوا يعملون في بيئات تتطلب اتخاذ قرارات سريعة ومستمرة. هذا الإرهاق يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في القدرة على التركيز، وانخفاض الأداء، والشعور بالإحباط.

  • الاحتراق النفسي (Burnout):الاحتراق النفسي هو حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي، تحدث نتيجة للتعرض المستمر للضغوط دون فترات راحة كافية. تشمل أعراضه الشعور بفقدان الحافز، وانعدام الرغبة في العمل، والابتعاد العاطفي عن الزملاء والمهام.

2. الآثار الجسدية للضغوط المهنية

  • الصداع وآلام العضلات: تعتبر هذه الأعراض شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل، حيث تؤدي التوترات النفسية إلى انقباض العضلات، مما يسبب آلامًا في الرقبة والظهر والصداع المستمر.

  • مشاكل الجهاز الهضمي: قد يتسبب التوتر المزمن في ظهور مشكلات هضمية، مثل القولون العصبي، وعسر الهضم، وآلام المعدة. يعود ذلك إلى تأثير التوتر على الجهاز الهضمي وتسبب اضطرابات في إفراز العصارات الهضمية.

  • ارتفاع ضغط الدم: يزيد التوتر المستمر من مستويات الأدرينالين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل. هذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

3. الآثار الاجتماعية للضغوط المهنية:

  • تدهور العلاقات الشخصية: الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مهنية شديدة قد يجدون صعوبة في التواصل مع أسرهم وأصدقائهم. قد يصبحون أكثر عصبية، أو يتجنبون الأنشطة الاجتماعية بسبب الإرهاق، مما يؤدي إلى تدهور علاقاتهم الشخصية.

  • ضعف التوازن بين العمل والحياة الشخصية: الضغوط المهنية قد تجعل الفرد يشعر بأنه لا يملك الوقت أو الطاقة للقيام بأنشطة خارج العمل، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة وعدم الرضا الشخصي.

4. تأثير الضغوط المهنية على الأداء الوظيفي:

  • انخفاض الإنتاجية: تؤدي الضغوط المستمرة إلى انخفاض في الأداء والإنتاجية. الشخص المتوتر يكون أقل قدرة على التركيز، وأقل إبداعًا، وأكثر عرضة للأخطاء.

  • زيادة معدل الغياب: الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل غالبًا ما يلجؤون إلى التغيب عن العمل لأسباب صحية أو نفسية، مما يؤثر سلبًا على سير العمل ويزيد من عبء العمل على الزملاء الآخرين.

  • ارتفاع معدل دوران الموظفين: يؤدي الشعور بعدم الرضا والاحتراق النفسي إلى بحث الموظفين عن فرص عمل أخرى، مما يزيد من معدل دوران الموظفين في المؤسسة.

كيفية التعامل مع الضغوط المهنية

  • إدارة الوقت: يمكن لتخطيط المهام وتحديد الأولويات أن يساعد في تقليل الضغوط. تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وتحديد أوقات راحة قصيرة بين كل مهمة يساعد في تحسين الأداء وتقليل التوتر.

  • التواصل الفعال: من المهم التحدث مع المديرين أو الزملاء بشأن أي ضغوط أو مشكلات يواجهها الشخص في العمل. قد يؤدي التحدث بصراحة إلى إيجاد حلول أو توزيع أفضل للمهام.

  • ممارسة الرياضة والاسترخاء: تساعد الرياضة في تقليل التوتر وتحسين المزاج. كما يمكن لممارسة التأمل أو اليوغا أن يساعد في تهدئة العقل والجسد.

  • تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية: يجب محاولة الفصل بين العمل والحياة الشخصية، والابتعاد عن البريد الإلكتروني أو المكالمات المتعلقة بالعمل بعد ساعات العمل الرسمية.

  • طلب المساعدة المتخصصة: إذا كانت الضغوط تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد، يمكنه اللجوء إلى متخصصين في الصحة النفسية للحصول على الدعم والإرشاد.

تعتبر الضغوط المهنية جزءًا لا مفر منه من الحياة العملية، ولكن من الضروري تعلم كيفية التعامل معها بفعالية لتجنب آثارها السلبية على الصحة النفسية والجسدية. يمكن للتعامل الصحيح مع الضغوط أن يعزز الأداء، ويزيد من الرضا الوظيفي، ويحسن جودة الحياة بشكل عام. من خلال اتخاذ خطوات بسيطة مثل تنظيم الوقت، والتواصل الفعال، والاهتمام بالصحة، يمكننا التغلب على هذه الضغوط والعيش بحياة مهنية وشخصية متوازنة ومثمرة.


شارك المقالة: