الأدوات التي يستخدمها المرشد المهني في مرحلة التشخيص

اقرأ في هذا المقال


يقوم المرشد المهني بالعديد من العمليات التعاونية التي يقوم من خلالها بمساعدة كل فرد وكل مؤسسة مهنية بحاجة للمساعدة، يعتبر المرشد المهني الجسر الذي يعبر الفرد من خلاله إلى البَر الذي يجعله ذو مكانة في المجتمع، بحيث يقوم المرشد المهني بأكثر من عمل وبأكثر من طريقة؛ ليُثبِت جدارته وكفاءته في العملية الإرشادية.

المراحل التي تمر بها العملية الإرشادية المهنية

يقوم المرشد المهني بتقديم العملية الإرشادية المهنية على مجموعة من المراحل وهي:

1- مرحلة الكشف والتعرُّف على المشكلة.

2- مرحلة التشخيص.

3- مرحلة تقديم المساعدة والحلول المناسبة.

4- مرحلة المتابعة.

الأدوات التي يستخدمها المرشد المهني في مرحلة التشخيص

يستخدم المرشد المهني مجموعة من الأدوات ليقوم بتشخيص المشكلة التي تقابل الفرد عند اختيار المهنة المناسبة؛ لأنَّه يحتاج العديد من المعلومات التي يستخدمها للتشخيص المهني السليم.

في عملية التوجيه المهني، يلعب المرشد المهني دورًا حيويًا في مساعدة الأفراد على فهم مهاراتهم، اهتماماتهم، وتوجهاتهم المهنية. مرحلة التشخيص هي خطوة أساسية في هذه العملية، حيث يعتمد المرشد على مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات لتقييم الشخص بشكل شامل ومساعدته على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبله المهني.

فيما يلي، سنستعرض أهم الأدوات التي يستخدمها المرشد المهني في مرحلة التشخيص، ودورها في توجيه الفرد نحو المسار المهني الأنسب:

1. الاختبارات النفسية والمهنية

الاختبارات النفسية والمهنية تعد من الأدوات الأساسية التي يستخدمها المرشد المهني لتقييم خصائص الفرد النفسية والمهنية. تساعد هذه الاختبارات في جمع معلومات عن سمات الشخصية، الاهتمامات، القدرات، والميول المهنية للفرد، مما يمكّن المرشد من تقديم توجيهات أكثر دقة وتخصيصًا.

أمثلة على هذه الاختبارات:

  • اختبار الشخصية المهنية (مثل MBTI): يقيس أنماط الشخصية المختلفة ويساعد في تحديد المجالات المهنية التي تتناسب مع شخصية الفرد.
  • اختبار الذكاء (IQ): يقيس مستوى الذكاء العام وقدرة الفرد على التعلم وحل المشكلات.
  • اختبارات الكفاءة المهنية: تقيم القدرات الفنية أو المهارية المرتبطة بمجال مهني معين، مثل اختبارات البرمجة أو المهارات اليدوية.

2. استبيانات الميول المهنية

استبيانات الميول المهنية تهدف إلى مساعدة الفرد على اكتشاف اهتماماته وتفضيلاته المهنية. يُطلب من الشخص الإجابة على سلسلة من الأسئلة التي ترتبط بمجالات عمل مختلفة، ومن ثم يتم تحليل الإجابات لتحديد المجالات التي تثير اهتمامه والتي يمكن أن تناسبه مهنيًا.

أمثلة على هذه الأدوات:

  • استبيان Holland’s Interest Inventory: يصنّف الأفراد وفقًا لستة أنواع مهنية رئيسية (الواقعي، البحثي، الفني، الاجتماعي، الريادي، التقليدي) مما يساعدهم في تحديد المجالات التي قد يجدون فيها الرضا المهني.
  • Career Key Test: يقيم الاهتمامات الشخصية للفرد ويربطها بالمهن المحتملة بناءً على نتائج استبيان ميول المهنية.

3. المقابلات الإرشادية

المقابلات الإرشادية تمثل أداة فعّالة لجمع معلومات معمقة حول الشخص. يُجري المرشد المهني مقابلات شخصية مع المستفيد لاستكشاف توجهاته، مشاكله، تطلعاته، والتحديات التي يواجهها. تساعد هذه المقابلات في بناء علاقة قائمة على الثقة، وتقديم الدعم المناسب بناءً على فهم أعمق للشخصية والظروف المحيطة.

فوائد المقابلات الإرشادية:

  • تعزيز الفهم المتبادل بين المرشد والمسترشد.
  • إتاحة فرصة للاستفسار عن تفاصيل دقيقة يصعب الكشف عنها في الاختبارات القياسية.
  • تقييم الاستجابة العاطفية والسلوكية للفرد تجاه خيارات مهنية مختلفة.

4. الملاحظة السلوكية

الملاحظة السلوكية هي أداة تشخيصية تعتمد على مراقبة الفرد أثناء أدائه لمهام أو أنشطة معينة. من خلال الملاحظة، يمكن للمرشد تقييم كيفية تعامل الشخص مع الضغوطات، حل المشكلات، والتواصل مع الآخرين. يمكن أن تكشف هذه الأداة عن جوانب خفية في شخصية الفرد أو مهاراته التي قد لا تظهر في الاختبارات التقليدية.

كيفية استخدامها:

  • مراقبة الشخص أثناء أداء مهمة مهنية أو أثناء تجربة محاكاة لموقف مهني.
  • ملاحظة كيفية التعامل مع التحديات أو الضغوط أثناء ورش عمل أو تدريبات.
  • تحليل تفاعل الفرد مع الزملاء أو في بيئات عمل مشتركة.

5. التقييم الذاتي

أداة التقييم الذاتي تعتمد على إعطاء الفرصة للفرد لتقييم نفسه وقدراته من خلال استبيانات وأسئلة مفتوحة. هذه الأداة تساعد في تحفيز الفرد على التفكير بعمق حول نفسه وتوجيهه نحو اكتشاف نقاط القوة والضعف التي قد تؤثر في خياراته المهنية.

فوائد التقييم الذاتي:

  • تحفيز الشخص على تحمل مسؤولية استكشاف إمكاناته.
  • تقديم نظرة شخصية حول الأهداف والطموحات المهنية.
  • مساعدة المرشد في فهم التصورات الذاتية للفرد وكيفية تأثيرها على اختياراته.

6. أدوات التحليل البيئي والسوقي

تعد معرفة السوق الوظيفي والتوجهات المهنية جزءًا لا يتجزأ من عملية التشخيص المهني. يستخدم المرشد المهني أدوات تحليل السوق لتقييم متطلبات الوظائف المختلفة وتوجيه المسترشد نحو المجالات التي تكون فرص العمل فيها مرتفعة.

أمثلة على هذه الأدوات:

  • تحليل بيانات السوق الوظيفي: يتضمن مراجعة الاتجاهات الحالية في التوظيف ونمو الصناعات المختلفة.
  • أدوات البحث الوظيفي: مثل قواعد البيانات الوظيفية والمواقع التي توفر معلومات حول فرص العمل المتاحة في مجالات معينة.

7. خرائط المسار المهني

خرائط المسار المهني تساعد في تحديد الخطوات اللازمة للوصول إلى مهنة معينة. يعتمد المرشد على هذه الأداة لتوضيح المسارات التعليمية والمهنية التي يجب على الفرد اتباعها لتحقيق أهدافه المهنية. يشمل ذلك تحديد المتطلبات الأكاديمية، الدورات التدريبية، والخبرات العملية اللازمة لدخول مجال معين.

فوائد استخدام خرائط المسار المهني:

  • توفير رؤية واضحة للفرد حول الخطوات التي يحتاج لاتخاذها.
  • المساعدة في تخطيط المستقبل المهني بناءً على المعلومات المتاحة.
  • تعزيز الإحساس بالتحكم والثقة في اختيار المسار المهني المناسب.

مرحلة التشخيص هي من أهم الخطوات التي يقوم بها المرشد المهني لمساعدة الأفراد في اتخاذ قرارات مهنية سليمة. باستخدام الأدوات المختلفة مثل الاختبارات النفسية والمهنية، المقابلات، الملاحظة السلوكية، والتقييم الذاتي، يمكن للمرشد الحصول على صورة شاملة حول ميول وقدرات الفرد. تعتمد هذه الأدوات على توفير تحليل دقيق وشامل يساعد في توجيه الشخص نحو المسار المهني الأنسب بناءً على اهتماماته واحتياجات السوق، مما يزيد من فرص النجاح المهني والرضا الشخصي.


شارك المقالة: