الاعتبارات الأخلاقية في السلوك السوي والسلوك الشاذ لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


الاعتبارات الأخلاقية في السلوك السوي والسلوك الشاذ لذوي الاحتياجات الخاصة:

إن محاولة ضبط سلوك الآخرين أمر تترتب عليه قضايا اجتماعية وأخلاقية معقدة، ولقد أولى المعالجون السلوكيون منذ زمن بعيد اهتماماً خاصاً بهذه القضايا (Gelfand and Hart man) وإنه لأمر طبيعي أن تصبح التساؤلات التي تطرح حول الاعتبارات الأخلاقية أكثر إلحاحاً عندما تكون طرق المعالجة المستخدمة أكثر فعالية، فكلما أصبح المعالج أكثر قدرة على ضبط سلوك الآخرين أصبحت مسؤولياته أكبر.

ولقد اتضح من خلال البحوث العلمية أن إجراءات تعديل السلوك التي يتم تقدمها تعد من الإجراءات الفعالة جداً إذا ما استخدمت بشكل منتظم لهذا، فلا غرابة في أن ينظر إليها بتخوف وحذر، فكيف نضمن أن هذه الإجراءات ستستخدم لما فيه النفع وأنه لن يسئ استخدامها؟

لا بد هنا من إيضاح نقطتين أساسيتين النقطة الأولى هي أنه من الممكن إساءة استخدام أي نظرية من نظريات علم النفس وليس تعديل السلوك فقط، فالمشكلة لا تكمن في قوانين السلوك التي يكتشفها العلم وإنما في كيفية تطبيق تلك القوانين، والنقطة الثانية هي أنه بالرغم من أن إحدى الانتقادات التي وجهت للسلوكية تتعلق بقضية ضبط السلوك الإنساني.

وإلا إن نظريات علم النفس الأخرى هي أيضاً تحاول ضبط السلوك والفرق هنا هو الطريقة التي تستخدم لتحقيق ذلك، فمثلاً تقول المدرسة الإنسانية أن العلاج المركز على الفرد لا يهدف إلى ضبط سلوك الفرد، وإنما إلى مساعدته على تحقيق الذات، ولكن كيف سيحقق الفرد ذاته؟ إن المرشد إذا لم يعمل على ضبط العوامل التي تزيد من احتمالية تحقيق الفرد فلن يحقق الفرد شيئاً بالطبع.

باختصار إذن فالمعالجون النفسيون والمرشدون على اختلاف مدارسهم يحاولون تعديل سلوك الفرد ليصبح أكثر قدرة على تأدية ما هو متوقع منه في مجتمع، وإن أي محاولة لتعديل سلوك الآخرين تتطلب الإشراف المستمر والمتابعة المتواصلة لبرامج تعديل السلوك للتأكد من فعاليتها وأنها تستخدم لما فيه صالح الفرد، ولكن كيف نفعل ذلك؟

ومن الاعتبارات الأخلاقية في تعديل السلوك مرافقة ولي أمر الطفل، هل تم الحصول على موافقة ولي أمر الطفل قبل البدء بتنفيذ برنامج تعديل السلوك؟ وموافقة المدرسة او المؤسسة العلاجية إذا كان برنامج تعديل السلوك سيطبق في مدرسة أو مؤسسة خاصة، فهل أبدى من يهمهم الأمر موافقتهم، وموافقة الطفل هل أبدى الطفل موافقته على البرنامج العلاجي مع مراعاة أن عمر الطفل يسمح بذلك؟

وكذلك الموافقة في الرأي هل يتوافق الأفراد المهمون في حياة الطفل على أن التغير في السلوكيات مهم؟ وطرق العلاج هل ستطبيق الوسائل العلاجية الإيجابية لمعالجة السلوك المستهدف.

ما هي القضايا التي يراعيها معدل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة؟

1- أهداف برنامج تعديل السلوك:

إن معالج السلوك يؤكد على أهمية تشارك المتعالج في تعيين السلوكات المستهدفة ما دام قادراً على إصدار الأحكام المناسبة، إضافة إلى ذلك فهو يعمل على إشراك الأشخاص ذوي العلاقة في عملية التعديل، ومما لا شك فيه أن في ذلك حماية لحقوق المتعالج.

2-  طريقة العلاج:

إن من أهم الموضوعات التي ينبغي مراعاتها ووضعها في الاعتبار تعيين وسيلة العلاج التي سوف يتم استخدامها وفعاليتها، كذلك فالمعالج السلوكي يتجه إلى استعمال وسائل التعديل السلبية التي تتضمن المثيرات التجنبية فقط، بعد أن يتم إظهار عدم فعالية العمليات الإيجابية فيعتبر التعزز إيجابي بالمقابل يعتبر العقاب سلبي، وبالمثل فتخفيف السلوك من طريق الإطفاء أكثر فعالية من استخدام العقاب البدني.

3- فعالية برنامج تعديل السلوك:

ومن السمات الرئيسية لطريقة المنهجية السلوكية هي تقييم مدى فعالية الإجراءات التي يتم استخدامها بشكل مستمر، والهدف من ذلك هو التعرف ما إذا كانت هناك حاجة إلى تعديل أو تغيير في آلية العلاج المستخدمة، وأكثر من ذلك فالمعالج السلوكي يقيم مخرجات المعالجة حيث لا يقتصر فقط على السلوك المستهدف وإنما على السلوكات الأخرى التي لها علاقة بهدف التحقق من أي مخرجات سلبية جانبية للعلاج.

4- كفاية معدل السلوك:

إن تطبيق برامج تعديل السلوك بطريقة فعال يتطلب معلمون ذوي كفاءة ومعرفة بقوانين السلوك، من جانب آخر فلعل إحدى أهم ميزات إجراءات تعديل السلوك هي إمكانية تطبيقها من المعلمين المهمين في بيئة الفرد، لهذا لا بد من إشراف ذوي الخبرة على البرامج هذه الحالة، ومراقبة تنفيذ أولئك المعلمين لبرنامج العلاج بشكل مستمر للتأكد من أنهم يستخدمون إجراءات التعديل بشكل سليم وفعال.


شارك المقالة: