تصميم الخطوط القاعدية المتعددة في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
التصميم الآخر المنتشر في تعديل السلوك هو التصميم المعروف باسم تصميم الخطوط القاعدية المتعددة، ويقدر العالم عن طريق هذا التصميم دراسة أثر العلاج في أكثر من سلوك واحد لدى الفرد نفسه (Across Behaviors) أو لدى مجموعة من الأفراد (Across Subjects) أو سلوك الفرد نفسه في أوضاع مختلفة (Across Conditions).
وعلاج الخط القاعدي يعمل على تشكيل وتوضيح الضبط التجريبي في مرحلة الخط القاعدي، ويقوم العالم بقياس السلوك المستهدف المتعدد لدى الفرد أو قياس سلوك الفرد في أوضاع مختلفة أو قياس السلوك نفسه لدى عدد من الأفراد، وبعد أن تبين للمعالج تصبح قيمة السلوك ثابتة نسبياً أثناء مرحلة الخط القاعدي، ويبدأ العالم بمعالجة السلوك الأول أو معالجته في الوضع الأول أو معالجة الفرد الأول.
وبعد أن يتضح للمعالج أن السلوك من المحتمل أن يتغير وأصبحت قيمته ثابتة نسبياً، ويتبين الضبط التجريبي في هذا النموذج عندما يتغير السلوك عند خضوعه للمعالجة فقط، وبينما تبقي السلوكيات التي لم تعالج بعد كما هي بمعنى آخر فهذا النموذج يوضح أن السلوك يتغير عندما تستخدم طريقة العلاج ولا يتغير عند التوقف عن استخدامها.
وإحدى النقاط الأساسية التي لا بد من مراعاتها عند استخدام هذا التصميم هي ضرورة أن تكون السلوكات المستهدفة مستقلة وظيفياً، وأي أن تغير إحداها لا يؤدي تلقائياً إلى تغير السلوكات الأخرى من ناحية ولكن متشابه أي أنه يمكن تغيير كل منها بطريقة العلاج نفسها من ناحية أخرى.
ففي الحالة الأولى قد تؤدي معالجة أحد السلوكات إلى تغيير السلوكات الأخرى قبل البدء بمعالجتها وهذا ما يسمى تعميم الأثر (Induction Effete)، وإذا حدث ذلك فإن الثقة بالعلاقة الوظيفية تضعف أو تفقد، وفي الحالة الثانية التي لا يؤدي فيها العلاج إلى تغير السلوكات المستهدفة كلها لن تكون هناك ثقة بالعلاقة الوظيفية أيضاً.
إن هذا التصميم يجنب الباحث الوقوع في الاضطرابات التي قد تنتج عن استخدام التصميم العكسي، فهو لا يحتاج للرجوع إلى مرحلة الخط القاعدي لتوضيح العلاقات الوظيفية إلا أن له سيئاته ومنها أنه يتطلب تحديد ثلاثة سلوكات أو أكثر مستقلة وظيفياً، وفي الوقت نفسه تستجيب لطريقة العلاج نفسها وهذا ليس بالأمر السهل.