تطور التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تطور التربية الخاصة:

يعود أثر التربية الخاصة الحديثة إلى الأعمال الخاصة بالباحث (ايتارد) والمتعلقة بحالة الطفل، ففي عام (1800) انتقل إلى باريس، حيث قام (ايتارد) بإعداد وتطوير برنامج يعنى بالجوانب الأخلاقية والعقلية من التعليم، وتقديمه للطفل (فكتور) إلا أن (قيكتور) لم يتمكن من تطوير مهارات اللغة والكلام، كما أن نموه العقلي كان شديد البطء مع دخوله في مرحلة البلوغ، وقد أدى ذلك إلى توقف (ايتارد) عن ممارسة هذا البرنامج.
وعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن محاولات (ايتارد) قد باءت بالفشل، إلا أن النتائج التي ظهرت على (فيكتور) كانت مهمة، ترك لنا (ايتارد) إرثاً كبيراً في مجال التربية التي لا زال من أفضل ما تم التوصل إليه من ممارسات طال أمدها لأكثر من مائة وسبعين عاماً من الابتكار والإبداع، وتظهر حالة الصبي الجامح بأن إصدار الأحكام المتعلقة بمدى تأثير التربية الخاصة وفعاليتها هي عملية ذاتية، فقد تظهر حالة الصبي (فيكتور) أحياناً خيبة أمل ناتجة عن عدم تمكن الخبراء في التربية الخاصة من التوصل إلى علاج لتأهيل الأطفال ودمجهم في التعليم، وقد تعود خيبة الأمل هذه إلى التشاؤم من عدم جدوى التربية الخاصة وقد لا تكون فعالة وناتجة في هذا الصدد.
ويتواصل مثل هذا التشاؤم حتى يتم التوصل إلى حلول جديدة وجذرية، وقد أشار(سلافن) إلى هذه الظاهرة ووصفها بأنها بندول التغيير التربوي بمعنى وجوب القيام بعملية التدخل من أجل العلاج بدافعية ومثابرة وتبنيها والسعي الدؤوب إلى القيام بالبحوث، وتم الانتقال إلى مرحلة من عدم الاهتمام الناتج عن نتائج غير حاسمة أو غير ذات أهمية ثم التخلي التام عن التدخل، وسرعان ما يتبعه تبني لعملية تدخل جديدة.
فقد أدت المعتقدات ذات الطبيعة الدورية المتعلقة بمدى فعالية التربية الخاصة إلى تعزيز الاعتقاد بأن التربية الخاصة تعرض لنا أموراً جديدة، لأن عملية التغيير تأتي أحياناً على شكل حلول سابقة لكنها تطرح بأسلوب جديد ويكتب لها الفشل على الدوام، وينظر إلى العواقب والنتائج من منظور أن التربية الخاصة ليست إلا عملية سيئة وسلبية وغير مفيدة، وينتقل الجدال إلى الإجابة عن السؤال المُلح الآتي وهو هل التربية الخاصة فعلاً تربية خاصة؟
ولسوء الحظ فإن معظم الإجابات تقدم بصورة نظرية وأيديولوجية وتفتقد إلى الناحية التجريبية، لا مما يؤدي إلى حدوث لبس وغموض وسوء فهم بما يتعلق بمعنى التربية الخاصة، فعلى سبيل المثال ينظر إلى مفهوم التربية الخاصة بعدم تلقي الطلبة المعنيين لممارسات تعليمية خاصة على أكمل وجه وبصورة واقعية أو حقيقية، إلا أن هذه النظرة غير صحيحة لأن التربية الخاصة تعنى بتقديم التعليم المصمم خصيصاً لتلبية حاجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي إعاقة تختلف في حدتها وشدتها.


شارك المقالة: