تلاشي الموهبة المبكرة للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


تلاشي الموهبة المبكرة للموهوبين والمتفوقين:

هناك من يرى أن الإنجاز الأطفال والشباب الموهوبين والمتفوقين هو شبيه ما يكون بومضة برق الذي يتلاشى بسرعة، وقد يكون من الممكن أن نفهم هذا الاتجاه إذا أخذنا في الاعتبار القول الشائع ما ينضج بسرعة يفسد بسرعة وقد يكون المفهوم أيضاً وراء محاولات الآباء إخفاء نبوغ أبنائهم عن الغرباء.
ارجع (سلون) لامبالاة وصلابة التربية بالنسبة للأطفال الشواذ في بدايات القرن العشرين إلى المفاهيم المغلوطة التي كانت وربما لا تزال سائدة حول الشواذ سواء أكانوا متخلفين أو موهوبينومتفوقين، لقد أظهرت الدراسات بوضوح عدم صحة هذا المفهوم كما أظهرت عدم صحة المفاهيم المغلوطة، يشير (برانش وكاش) إلى الرياضي الأمريكي بدأ بالقراءة وعمره ثلاث سنوات ودخل الجامعة وعمره 11 سنة وتخرج منها بمرتبة شرف وعمره 14 سنة وعلى دكتوراة في المنطق الرياضي وعمره 18 سنة.
وتبين العديد من الدراسات التتبعية التي قام بها (تيرمان) لأفراد عينته عندما وصلوا مرحلة البلوغ أنهم تفوقوا على غيرهم في المستوى التحصيلي، حيث أتم حول 70% من الذكور و67% من الإناث دراساتهم الجامعية وكانت نسبة من حصل من الذكور والإناث على درجة الدكتوراة تساوي خمسة أضعاف نسبة من حصلوا على هذه الدرجة من مجموع خريجي الجامعات، أما بالنسبة لمستقبلهم المهني فقد أظهرت غالبية الذكور نجاحاً باهراً حيث أصبح حوالي 70% منهم يعملون في مهن راقية.
كما وصل عدد منهم إلى درجة الشهرة في القانون والحب والجراحة والصيدلة والفيزياء والهندسة وعلم النفس وغير ذلك، وإن أكبر شهود على فساد المفهوم السابق هو هذه البيانات الضخمة التي قدمتها دراسات (تيرمان) ومعاونية منذ عام (1925) على مدى أربعة عقود، والتي أظهرت أن أولئك الاطفال الللامعين مبكراً هم أفراد لهم سجلات يحسدون عليها من الإنجازات في مراحل تعليمهم اللاحقة في الأدب والعلوم والتجارة وفي مهنهم وحياتهم الشخصية والعائلة في مرحلة الرشد، وأن الذكاء المتوقد عندما ينطلق يميل إلى الاحتراق بلهب دائم الاشتعال ولا يكون على شكل ومضة سرعان ما تختفي كما يظن بعضهم، ولا تخفى على الباحث حقيقة طوال الفترة التي أبدع فيها من عرف من الموهوبين والمتفوقين.


شارك المقالة: