خطوات الدعم السلوكي الإيجابي في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


خطوات الدعم السلوكي الإيجابي في التربية الخاصة:

  1. وضع اﻷهداف من خلال التخطيط المستند إلى الشخص:
    تحدد الخطوة اﻷولى بالدعم السلوكي اﻹيجابي بوضع أهداف التدخل العلاجي، وتشتمل هذه الخطة على فريق يحتوي اﻷسرة واﻷصدقاء والعاملين ومقدمي الدعم، ويسعى هذا الفريق إلى جمع المعلومات تشكل لاحقاً ملفاً للشخص الذي يحتوي أيضاً على أدائه وفرص اتخاذ قرار بالخيارات والسلوكية المرغوبة وغير المرغوبة وتعتبر هذه خطوة أساسية خصوصياً مع أفراد متلازمة داون.
    واعتماداً على مستوى اللغة اﻻستقبالية واللغة التعبيرية للشخص فإن اﻷسئلة قد تسأل للشخص مثل ما الذي تفضل أن تقوم به غالباً؟ أو ما اﻷشياء اﻷكثر أهمية بالنسبة لك؟ والمشكلة هنا هي أن أفراد متلازمة داون يوجهون صعوبات ملحوظة في النطاق مما يستدعي الحاجة إلى طلب المساعدة من آخرين يستطيعون تفسير ما يقوله هؤﻻء اﻷفراد.
    إن العديد من السلوكيات غير المرغوبة لدى أفراد متلازمة داون يمكن أن تكون مؤشرات لعدم رضا الشخص عن أسلوب حياته الراهن، ولذلك فإن تحسين نوعية الحياة تشتمل على تمكين الشخص من إحداث تأثير إيجابي في حياته هذا باﻹضافة إلى أن العديد من السلوكيات غير المرغوبة لأفراد متلازمة داون ترتبط ببيئة توفر لهم أنشطة هادفة قليلة، ولذلك فإن السلوكيات غير المرغوبة يمكن أن تكون وسيلة تواصل غير مرضية مع محاولة الشخص ضبط الموقف ما أمكن.
    وغالباً اﻷفراد يُبلغون ماذا سوف يفعلون مع أي شخص يجب أن ينفذ وأين ينفذ ومتى ينفذ؟ ومن هذا فإننا نستخدم التخطيط المرتكز إلى الشخص لمساعدة أفراد متلازمة داون على تحقيق أفضل نوعية لحياتهم وضبط كيفية تطورها، وهكذا فإن هذه العملية تمكن الشخص ذا متلازم الداون من أن يصبح موجهاً لحياته ويختلف التخطيط المرتكز إلى الشخص عن التخطيط المرتكز إلى البرامج التقليدية التي تحدد خطوات حل المشكلات وﻷن التخطيط المرتكز إلى شخص يؤكد على مظاهر القوة للشخص أكثر من اﻹعاقات والمشكلات فإن هذا يساعد في تقدم الشخص وتحقيق نمو أفضل.
    وهناك العديد من العمليات التي يمكن استخدامها في التخطيط المستند إلى الشخص مثل تخطيط أسلوب الحياة وتخطيط المستقبل الشخصي وتخطيط القيام بالعمل وملف اﻹنجاز الشخصي وتخطيط أسلوب الحياة اﻷساسي، وفي الواقع يجرى التخطيط المستند إلى الشخص ﻷسباب متنوعة منها توفير فرص للشخص لتحديد أنشطته المفضلة واتخاذ الخيارات في الحياة اليومية، ذلك أن تزويد اﻷشخاص ذوي اﻹعاقات باﻷنشطة المفضلة يعتبر مهمة أخلاقية إضافة إلى أنها تتحدى السلوكيات غير المرغوبة.
    وتتشارك هذه العمليات بخصائص عامة كالآتي تكوين فريق من الأفراد يهتم بالشخص ذي متلازمة داون ودعمه وتمكين الشخص ذي متلازمة داون من ضبط العملية وتحديد رؤية الفرد أو تطلعاته المستقبلية أو أسلوب حياته المفضل، واستخدام المصادر المتوفرة الطبيعية ضمن المجتمع لتحقيق الأهداف وتزويد الشخص بفرض ﻻتخاذ قرارات وخيارات والتعاون مع مؤسسات داعمة للشخص.
    وعند إعداد الخطة المرتكزة إلى الشخص ذي متلازمة داون فإنه من الضروري التركيز على مشاركة الشخص اﻷنشطة وتوجيه فريق تطوير فريق تطور الخطة الخاصة به أو بحيات، وفي حال ظهور مشكلات فإن هناك استراتيجيات متنوعة يمكن استخدامها لمساعدته على التقليل من هذه الصعوبات، وخلال تخطيط اﻷنشطة فإن الشخص ذي متلازمة داون يجب أن يكون قائداً لذلك، وهناك مؤشرات يمكن أن تطور وتحدد لتساعد فريق العمل على تحديد ممارسات فعالة في التخطيط المرتكز إلى الشخص.
  2. جمع المعلومات:
    تشتمل خطوة جمع المعلومات على تقييم السلوك الوظيفي ويساعد هذا التقييم فريق العمل على فهم المواقف التي تستثير ظهور السلوك غير المرغوب المثيرات السابقة واستجابات اﻵخرين التي تحافظ عليه النواتج، وتقييم السلوك الوظيفي تعود جذوره إلى النظرية السلوكية التي تساعد في شرح لماذا يستمر السلوك غير المرغوب حتى عندما تحاول اﻷسرة أواﻵخرين تطبيق استراتيجيات لتغيير أو وقف السلوك.
    ويسمى الموقف الذي يستثير السلوك غير المرغوب بالمثيرات السابقة، وهي مثيرات تسبق حدوث السلوك إما بساعات أو بفاصل زمني قصير، أما النواتج فهي سلوكيات أو استجابات تتبع حدوث السلوك غير المرغوب وتؤدي إلى المحافظة عليه، أما السلوك غير المرغوب فهو السلوك المشكل الذي يظهر على شكل استجابات ممارسة غير مقبولة وغير مرغوبة في البيئة المحيطة للفرد.
  3. تطوير الفرضيات:
    بعد أن تجمع المعلومات من قبل الفريق، فإن البيانات تحلل لتحدد أنواع المثيرات السابقة التي أدت إلى السلوكيات غير المرغوبة والنتائج التي حافظت على هذه السلوكيات، وتطور هذه التحليلات على شكل فرضيات مكتوبة تصف العلاقة بين سلوك الفرد واﻷحداث في البيئة.
    وتساعد هذه الفرضية إعادة تصميم البيئة التي يحدث فيها سلوك بهدف الوقاية من السلوك غير المرغوب والفرضية يجب أن تشتمل على وصف للمثيرات السابقة والسلوك وهدف أو وظيفة السلوك، وتقسم وظيفة السلوك إلى نوعين الهروب أو التجنبي والحصول على شئ ما، إن الافراد متلازم داون يظهرون سلوكيات بهدف الهروب أو تحقيق أنشطة محددة كما أن هناك طرائق منظمة لتحليل بيانات تقييم السلوك الوظيفي مثل أداة ملاحظة التحليل الوظيفي.
  4. تصميم خطة الدعم:

    بعد وضع الفرضيات فإننا نبدأ بخطة دعم شاملة والتي من شأنها أن تضم ثلاثة أشياء على الأقل الخطة يجب أن تشتمل على تدخلات علاجية للوقاية من حدوث السلوك غير المرغوب وهذا يشتمل تعديل وتغيير المثيرات السابقة والبيئية التي يحدث فيها السلوك، والخطة يجب أن تشتمل على مهارات ﻹبدال السلوك غير المرغوب بسلوك جديد مرغوب، والخطة يجب أن تشتمل على وصف لكيفية استجابة اﻵخرين لسلوك الشخص الجديد، والرغبة في تحسين التخطيط وتصميمه استناداً إلى الشخص تتطلب تخطيط مجموعة الدعم أو الفعل، وهذه المجموعة تتلقى تدريباً على تخطيط أسلوب الحياة اﻷساسي وتخطيط آمال المستقبل وتخطيط المستقبل الشخصي.
  5. تطبيق وتقييم ومراقبة الخطة:
    بعد أن تطور خطة الدعم يضع الفريق خطة عمل تنفيذية للخطة المطورة ويجب على خطة العمل أن تكون مشتملة على أهداف واقعية وخطوات عمل يمكن تنفيذها كما هو محدد من قبل الشخص المتلازمة داون، كما أن الخطة يجب أن تحدد من اﻷفراد الذين سوف يشاركون في أداء الخطة واﻻستجابات الممكنة لكل خطوة.
    تكتب الخطة من قبل أي شخص مثل اﻷسرة واﻷصدقاء والعاملين والشخص نفسه ذوي متلازمة داون وبعد تطبيق خطة الدعم لمدة شهر تسجل المعلومات وتجمع لتحديد فعالية الخطة، كما يمكن أن تستخدم استراتيجية إدارة الذات لمراقبة الشخص وأداة المهمة، وفي الوقت نفسه يبدأ فريق عمل بوضع جدول للمساعدة في إكساب الفرد مهارات اﻻستقلالية في أداء المهمات.
    وعلى النحو العام، فإن تقييم التخطيط المستند إلى الشخص يسعى إلى ضمان تحديد اﻷنشطة المفضلة للشخص وتطبيق تخطيط المستند إلى الشخص في البيئات التي يقضي فيها الشخص معظم وقته ضمان أداء مناسب من قبل فريق العمل.

المصدر: 1_إبراهيم الزريقات ومحمود القرعان.قضايا معاصرة وتوجهات حديثة في التربية الخاصة.عمان: درا الفكر.2_إسماعيل بدر. مقدمة في التربية الخاصة. الرياض: دار الزهراء.3_فاروق الروسان. سيكولوجية الأطفال غير العاديين. عمان:دار الفكر للطباعة والنشر.4_عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: