فاعلية استخدام النموذج الاستقبالي في التدريس

اقرأ في هذا المقال


التعلم الاستقبالي هو الذي يحدث مباشرة في الموضوع من خلال المنبهات البسيطة، يحدث هذا التعلم بشكل أساسي من خلال عملية ذاكرة بسيطة، حيث يتم تذكر حدث أو معلومات عن طريق التكرار المستمر، تتمثل إحدى الخصائص الرئيسية للتعلم الاستقبالي في أن المعلومات التي يتم تعلمها بمعنى ما هي نتيجة، وهذا يعني أنه في هذا النوع من التعلم، تتم معالجة المعلومات التي يحاول إرسالها بالفعل ولا ينبغي إجراء أي تفصيل، ولكن ببساطة يجب تذكرها عند تسليمها.

مفهوم التعلم

نحن نسمي التعلم أي عملية اكتساب وتملك للمعرفة والمهارات والقدرات والقيم والمواقف، والإمكانية عن طريق الدراسة أو التدريس أو الخبرة، ومن ثم إعادة استخدامها في سياقات أخرى غير تلك الخاصة بالتعلم، يمكن تحليل هذه العملية من عدة زوايا وهذا هو سبب وجود العديد من نظريات التعلم.

يصف علم النفس الموصل على سبيل المثال التعلم من حيث التغييرات التي يمكن ملاحظتها في سلوك الطالب، العملية الأساسية في التعلم هي التقليد تكرار عملية ملحوظة والتي تتطلب وقتًا ومساحة ومهارات وموارد أو وسائل أخرى، نتيجة لذلك يتعلم الطلاب المهام الأساسية اللازمة من أجل الاستمرار  والمواكبة في الحياة.

يعرف التعلم البشري بأنه تغيير مستقر نسبيًا في سلوك الطالب نتيجة للتجربة، ينشأ هذا التغيير من إنشاء روابط بين المحفزات والاستجابات، لا تقتصر هذه القدرة على الجنس البشري على الرغم من أنه في حالة الإنسان، تم تشكيل التعلم كعامل يتجاوز القدرة المشتركة لنفس الفروع التطورية، بفضل تطور التعلم تمكن البشر من تحقيق استقلال معين عن سياقها البيئي ويمكنهم حتى تعديله وفقًا لاحتياجاتهم.

مفهوم التعلم الاستقبالي

يقصد بمفهوم التعلم الاستقبالي على أنه عبارة عن عملية فهم الطالب المحتوى، ثم يقوم على إعادة إنتاجه لكنه لا ينتج عن ذلك اكتشاف شيء جديد.

نصائح لتطبيق نموذج التعلم الاستقبالي في الفصل الافتراضي

يعد نموذج التعلم الاستقبالي من أحد أعداء المعلم في الفصل الدراسي الافتراضي، حيث أن أفضل طريقة من أجل القيام على مكافحته هي من خلال ممارسة مجموعة من الأدوات فعالة والتي تتجه نحو التعلم الهادف، فيما يلي مجموعة من النصائح من أجل تحقيق ذلك، وتتمثل هذه النصائح من خلال ما يلي:

مراقبة أداء الطالب

إن العنصر الأساسي لنجاح استراتيجية التعليم والتعلم هو مراقبة المؤشرات، لأنها تسمح باتخاذ القرارات والعمل وفقًا لذلك في الحالة المحددة للتعليم عبر الإنترنت ليس فقط الدرجات التي حصل عليها الطالب ذات صلة، ولكن أيضًا مدى تكرار وصولهم إلى المنصة ومدة الجلسة وتفاعلهم مع الموارد المختلفة المقدمة.

يعزز الاتصال ثنائي الاتجاه

ربما تكون هذه إحدى أفضل الطرق لتشجيع التعلم بالاكتشاف، يجب أن يعمل المعلم كمرشد وموجه مما يشجع فضول الطالب ويدعوه إلى استكشاف مسارات جديدة تحل ما هو مجهول حاليًا وتولد أسئلة جديدة.

تقديم مواد وسائط متعددة غنية

من بين مجموعة متنوعة من الموارد التي يوفرها التعليم عبر الإنترنت هذه هي الموارد التي يجب أن يستغلها المعلمون أكثر وأفضل، لأنها هي التي سوف تسمح لهم بالتواصل مع الطلاب من أجل إنشاء تعلم حقيقي ذي مغزى، بغض النظر عن نظام إدارة التعلم المستخدم، من الأولويات أن يكون لدى المعلم مجموعة واسعة من الموارد أو ملف يحتوي على الصور الرسوم البيانية والصوت والفيديو التي توضح وتعزز التعاليم.

فاعلية استخدام النموذج الاستقبالي في التدريس

أن نموذج التعلم المستقبلي له علاقة قوية بنظام التعليم التقليدي، حيث أن المعلم يقوم على نقل المعلومات بصورة مباشرة إلى الطلاب، حيث يحاول الطلاب حفظ أكبر مستوى من المعلومات، مما يؤدي ذلك إلى جعلهم يكررون الدرس مرات عدة، وما يميز نموذج التعلم الاستقبالي هي عملية التكرار هذه.

أن نموذج التعلم الاستقبالي هو الأساس لنموذج التعليم التقليدي في الفصل مع الكثير من الطلاب، أن المقصود من نموذج التعلم الاستقبالي هو عبارة عن نوع أو طريقة من التعلم تتكون من المعلم الذي يقوم على عملية التدريس أو يقوم على نقل موضوع معين تم العمل على تنميته ومعالجته، حيث يقوم الطالب  على تلقي هذا الموضوع ويحفظه بسهولة عن طريق عمليات التعرض المتكررة له، وتتجلى مهمة الطالب التي يجب عليه القيام بها هي الاستماع وفهم المعلومات التي قام المعلم على تقديمها.

لا يتطلب من الطالب بصورة عملية أي جهد معرفي لأن عملية تعليمية تقتصر على حفظ أو الاحتفاظ بالمعلومات التي تم توفيرها له من قبل المعلم أو مصادر تعليمية أخرى، وهذا يعني أن نموذج التعلم الاستقبالي لا يركز بصورة واسعة على الطالب فيما يتعلق بالمفاهيم المكتسبة من قبل أو استخلاص استنتاجات الطلاب، بل يقوم على التركيز على تلقي المعلومات وتذكرها كما قام المعلم على تقديمها.

في نموذج التعلم الاستقبالي أو ما يسمى بالتعلم السلبي يكون اتجاه التعلم من الصورة المكتوبة أو المحكية إلى المعنى، حيث أن الطالب يأخذ معرفة الكلمات وذلك عن طريق التعرض لها في النص والكلام، وفي غالبية الأحيان ما يرتبط نموذج التعلم الاستقبالي بتعلم اللغة عن طريق القراءة والاستماع، ومع ذلك فإن عملية البحث عن الكلمات في القاموس، أو القيام على مطابقة الكلمات مع معانيها أو مفهومها، والمعرفة من خلال السياق، ومشاهدة التلفزيون والأفلام هي بعض الأمثلة الأخرى لأنشطة نموذج التعلم الاستقبالي، يتناقض نموذج التعلم الاستقبالي مع نماذج التعلم المنتج أو النشط وهو تعلم اللغة من خلال استعمالها في الكلام والكتابة.

أن نموذج التعلم الاستقبالي هو نوع غير كاف من التعلم، بهذه الطريقة لا يحتاج نموذج التعلم الاستقبالي جهد معرفي واسع يتجاوز عمليات المراجعة والتكرار، وذلك لأنه لا يسمح للطالب بالقيام على تعديل الهياكل المعرفية المكتسبة من قبل أو تغيير المعرفة التي يمتلكها، حيث أن مثل هذا يؤدي إلى جعل نموذج التعلم الاستقبالي هو تعليم مقيد، ولا يقوم على تعزيز التفكير أو الفهم بصورة عميقة، بل هو عبارة عن مجرد عملية تكرار للمحتويات.

وعلى ذلك إن التعلم الذي سوف يقوم الطالب على الحصول عليه في نهاية عملية التعلم  من خلال نموذج التعلم الاستقبالي سوف يكون بصورة سطحية وأقل استمرار من أنواع النماذج التعليمية الأخرى التي يتم الحصول عليها عن طريق مجموعة من المنهجيات التي تكون أكثر حيوية.

على الرغم من أن نموذج التعلم المستقبلي يحقق مجموعة من الفوائد إلا أنه قد تعرض الى الانتقاد باعتباره تعلم فريد وهو أن يتعلم الطالب من خلال عمليات التعلم المختلفة، وليس فقط من خلال هذه العملية.

يعتبر هذا النوع من التعلم سلبيًا تمامًا، حيث يتلقى الطالب فقط المعلومات التي يحتاجها للتعلم، وخير مثال على هذا التعلم المعرفي هو الكلام الذي يلقيه المعلم للطلاب الذين يظلون جالسين ويستمعون.


شارك المقالة: