فوائد التسريع الأكاديمي للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


فوائد التسريع الأكاديمي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

قد قال بعض العلماء والمختصون بعدد من الفوائد والمميزات التي تنتج عن برامج التسريع الأكاديمي للطلاب المتفوقين عقلياً، وتظهر آثارها على المجتمع بأكمله، منها رفع مستوى الدافعية وكذلك درجة الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز وتحسين الاتجاهات نحو التربية والتعليم.

وأيضاً محاولة التقليل قدر الإمكان من فرص الملل في المدرسة، وكذلك التقليل من الخمول العقلي نتيجة التعلم القائم على التكرار، ويتم عن طرق إعطاء مستوى مناسب من المحتوى الذي يتحدى قدرات الطلاب المتفوقين عقلياً، وكذلك يتمكنوا من اكتساب عادات دراسة جيدة تجنبهم تدني التحصيل.

وأيضاً التقليل من الفترة الزمنية اللازمة لكي يتمكن الطلبة المتفوقين عقلياً من اكمال البرامج المدرسية التقليدية وتهيئتهم للبدء في الإسهام المهني، والقدره على الإنتاجية المبكرة وبالتالي يؤدي إلى كثرة الدخل القومي وتكييف الطالب مع سرعة التعليم التي تنتج عن قدرة المتفوقين عقلياً.

وأيضاً تسهيل عملية التعليم وذلك عن طريق تقليص مدى الفروق بين الطلبة، والتمكين من إعطاء فرص كبيره للتأثير المتبادل بين عقول متقارية المستوى في جانب القدرة أو الذكاء، وعدم السماح بالمنافسة غير سوية بين الطلاب سريعي التعلم وبطيئي التعلم في الصف نفسه، وما ينتج عنها من جوانب سلبية.

وأيضاً فتح اتجاهات جديدة لتطوير القيادية بالنسبه  الطلبة العاديين بعد تخليصهم من تسلط الطلاب المتفوقين عقلياً، وإعطاء فرص كبيره للبحث الأكاديمي، وليس من الشروط الأساسي في التسريع الأكاديمي الترفيع الاستثنائي أو تجهيزات إدارية أو القبول المبكر في المدرسة الأساسية أو الجامعة تجهيزات فنية تساهم في التأثير على البرنامج المدرسي، وكذلك لا يشترط وجود خبرات خاصة من جانب المعلمين إضافة إلى ذلك ما هو متوافر في المدرسة.

وتنفيذ نظام التسريع الأكاديمي يوفر مبالغ  مادية كبيرة جداً تصرفها الدولة على الطلاب في مستويات التعليم العام، فتجاوز صف (Grade Skipping) واحد على سبيل المثال للطلبة الذين تتعدى نسبة ذكائهم (130) في مجتمع طلابي يتجاوز عدد الطلاب خمسة ملايين طالب، يعني احتمالية أن يشمل تقريباً مائة ألف طالب.

يمكننا تخيل إذا طبق التسريع سنوياً وبصورة منتظمة وحسب شروط ومعايير موضوعية بعيده عن التحيز يوفر مبالغة مادية كبيرة لأي دولة، ومن وجهه نظر بعض الباحثين أن التسريع يعتبر أسلوب عملي، ينتج عنه ترتيب وقت التعلم ليناسب قدرات الطالب الفردية، مما يؤدي الى زياده من التفكير الإبداعي والعمل من خلال المستوى المتقدم.

وأن هناك الكثير من الأسباب المنطقيه للتسريع، كما إن درجة التقدم في البرامج التعليمية يتوجب أن تكون حسب سرعة  الاستجابة لدى المتعلم لها، وبذلك تكون راعت الفروق الفردية بين الطلاب في جانب القدرات والمعرفة، وينتج عنها تلبية الاحتياجات التعليمية التي تخص الطلاب المتفوقين عقلياً.

وتعتبر برامج التسريع الأكاديمي من أكثر القضايا التي تثير الجدل نتيجه الفجوة الناتجه بين ما نتج عن الدراسات والعلمية والميدانية على مر السنين، وبين مخاوف بعض المريين وأولياء الأمور نحو جوانب برنامج التسريع الأكاديمي، وبالاخص الجوانب الانفعالية والاجتماعية للطلاب الذين يتعرضون لخبرة التسريع.

ونتيجه ما يتم تقديمه بالنظر إن الخلاف حول قضية التسريع الأكاديمي لم يتم الجزم به، فإن الأسئلة الحيوية التي يمكن أن تطرح بهذا الخصوص تشمل ما يأتي ما هي الآثار المترتبة على التسريع الأكاديمي بالنسبة للتحصيل الدراسي للطالب المسرع؟ وما هي الأثار المترتبة على التسريع الأكاديمي بالنسبة التكيف الاجتماعي المدرسي للطالب المتفوق عقلياً المسرع؟

وأيضاً هل هناك وجود لفروق في الإشارات الإحصائية في درجة التحصيل والتكيف الاجتماعي المدرسي والتكيف الانفعالي بين الطالب المسرع وأمثاله، والذي يواجهوا خبرة التسريع أو حصلوا على خبرة الإثراء؟ وللإجابة على هذه الأسئلة يتم مراجعة شاملة للبحوث والدراسات المختلفة التي تناولت الموضوع.

ومعظم هذه البحوث والدراسات لم تختصر على متغير واحد كالتحصيل أو التكيف الاجتماعي أو الانفعالي مثلاً، فقد تم عرضها حسب تسلسلها الزمني على النحو الآتي ذكر (بولينز 1983,Pollins) دراسة طولية كان هدفها التعرف على الآثار الاجتماعية والانفعالية للتسريع الأكاديمي، وتكونت عينة الدراسة من (21) طالبة مسرعاً، تمت مقارنتهم ب (21) طالبة غير مسرع ولكنهم يتساوون لهم في العمر والقدرات.

حيث تم تطبيق قائمة كاليفورنيا النفسية وقائمة كامبل سترونغ للميول ودراسة القيم، ومقياس التقدير الذاتي لعملية تقييم رغباتهم للمدرسة والرياضيات حلال فترة التسريع، ويعد خمس سنوات تم تقييم الأطفال المسرعين  من خلال الإجابة عن استبانات حول تعليمهم من خلال أرائهم الشخصية، وأظهرت نتائج الدراسة أنه لا يوجد أثار غير إيجابية للتسريع على النمو الاجتماعي والانفعالي للطالب الذين تم تسريعهم.

وعلى العكس من ذلك فقد بينت الدلالات على وجود آثار ايجابية للتسريع على تلك المجالات، وأجرى كوليك وكوليك (1984 ,kulik & Kulik) مراجعة تحليلية إحصائية لخلاصة إحدى وعشرين دراسة تجريبية عن تأثير التسريع في الصفوف الابتدائية والثانوية، وبينت أن التسريع يطور أدمغة الطلبة الموهوبين والمتفوقين ويسهم في تحسين التحصيل.

وأن أداء الطلبة المسرعين على الاختبارات يتفوق على أداء غير الطلبة المسرعين الممثلة لهم من حيث العمر الزمني والذكاء بمستوى فصلي واحد تقريباً، وأن درجات السرعين في الاختبارات تساوي تلك الخاصة بالطلبة المتفوقين عقلياً الأكبر سناً والفصل نفسه من غير المسرعين.

كما ذكر (روجرز) في دراسته عن الأجراءات للمراجعة وتحليل الإحصائي لمخرجات مجموعة كبيرة من الدراسات عن الآثار المترتبة التسريع الأكاديمي بأنواعها المتنوعة، وقد تكونت من التحليل (31) دراسة تتعلق بالتعليم الخصوصي، و(13) دراسة تتعلق بتقديم اختیارات مقررات جامعية في المدرسة الثانوية (Advanced Placement) (AP)، و (28) دراسة تتعلق بضغط الصفوف، و(22) دراسة تخص الالتحاق المتقدم برامج البكالوريا الدولية، و(36) دراسة حول الالتحاق الثنائي المتزامن.

وأيضاً (11) دراسة حول الصفوف غير المتدرجة الأعمار المتعددة، و(68) دراسة تتضمن القبول المبكر في الروضة أو الصف الأول، و(32) دراسة تتعلق بتأثير تخطي الصفوف، و(27) دراسة تضمن القبول المبكر في الجامعة، ومجموعة دراسات تتعلق ببدائل التسريع، وقد بينت المخرجات التحليلية أن الأطفال المسرعين يزداد لديهم التحصيل على أقرانهم غير المسرعين من الأطفال.

وفي دراسة متعلقة التسريع الراديكالي وجد أن الطلبة الذين يقبلون في عمر أقل من ثلاث سنوات أو أكثر من المعتاد، وأن أقل طالب تم قبوله كان عمره (11) سنة، كما وجد أن الغالبية العظمى ينجزون نتائج متميزة بصورة استثنائية في تحصيلهم الجامعي، وأن كثيرة منهم يقبلون في برامج الدراسات العليا، وفي جامعات أجنبية، وأن أصغر طالب أصبح أستاذ مساعد كان عمره (19) سنة.


شارك المقالة: