اقرأ في هذا المقال
تنمية مهارات ما وراء المعرفة في النظام التربوي:
يبدأ تطوير مهارات ما وراء المعرفة في سن الثامنة تقريبًا، وتَكشف هذه المهارات عن زيادة قوية في الإدراك في جميع مراحل الطفولة والمراهقة المتأخرة حتى مرحلة البلوغ، ومع ذلك هناك اختلافات فردية ضخمة في التطور التلقائي لما وراء المعرفة، يظل بعض الطلاب ضعفاء فيما وراء المعرفة، بينما يتفوق البعض الآخر على أقرانهم من نفس العمر.
حتى سن 12 عامًا تكون مهارات ما وراء المعرفة خاصة بالمهام بطبيعتها، بعض الطلاب أفضل من الناحية المعرفية في الرياضيات، بينما يكون البعض الآخر أفضل في اللغة فيما وراء المعرفة في حوالي سن 13- 14 عامًا، يصبح ما وراء المعرفة عام ويتجاوز المهام أي أن المهارات ما وراء المعرفة لم تعد تعتمد على طبيعة المهمة، ما وراء المعرفية العامة ذات أهمية كبيرة لتعلم مهام جديدة أو لاحقًا للتعرف على مهنة جديدة.
يعتبر التثبيط والتخطيط الأولي شرطًا أساسيًا لتطبيق المهارات ما وراء المعرفية، هناك حاجة إلى التثبيط لقراءة المهمة أولاً قبل البدء في تنفيذ المهمة، أو للتحقق من النتيجة قبل إعطاء الإجابة، يعد التخطيط الأولي شرطًا أساسيًا للتخطيط الموجه نحو الهدف باعتباره مهارة ما وراء المعرفة.
يمكن تدريس استراتيجيات ما وراء المعرفية فهي مرتبطة بالتعلم الناجح، يمتلك المتعلمون الناجحون ذخيرة من الاستراتيجيات للاختيار من بينها ويمكنهم نقلها إلى إعدادات جديدة، ويحتاج المعلمين إلى تعيين المهام بمستوى مناسب من الصعوبة أي تحدي بما يكفي بحيث يحتاج الطلاب إلى تطبيق استراتيجيات ما وراء المعرفية لمراقبة النجاح ولكن ليس صعبًا لدرجة أن الطلاب يشعرون بالإرهاق أو الإحباط، ويحتاج المعلمين إلى حث المتعلمين على التفكير في ما يريدون يقومون بإنجاز هذه المهام.
يجب أن يحرص المدرسون على عدم القيام بالتفكير للمتعلمين أو إخبارهم بما يجب عليهم فعله لأن هذا ينطوي على مخاطر جعل الطلاب خبراء في طلب المساعدة بدلاً من الخبراء في التفكير في تعلمهم وتوجيهه، بدلاً من ذلك يقوم المدربون الفعالون باستمرار بدفع المتعلمين بالسؤال ماذا يجب أن يفعلوا بعد ذلك؟
وجد أن عددًا قليلاً من المدرسين في المراحل العليا يعلمون بوضوح استراتيجيات مراقبة التعلم، ويفترضون أن الطلاب قد تعلموا بالفعل هذه الاستراتيجيات في المدرسة الثانوية، لكن الكثيرين لا يعلمون ولا يدركون عملية ما وراء المعرفية وأهميتها في التعلم، الحفظ عن ظهر قلب هو استراتيجية التعلم المعتادة، وغالبًا ما تكون الوحيدة التي يستخدمها طلاب المدارس، في مراجعة الأدبيات الخاصة بالتعلم الاستراتيجي على أن المعلمين بحاجة إلى تقديم تعليمات واضحة حول استخدام استراتيجيات الدراسة.
ومن المحتمل أن يحتاج الطلاب إلى تعليمات واضحة في كل من الاستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية، ويجب أن يعرفوا أن لديهم خيارات بشأن الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في سياقات مختلفة.
ومن الاستراتيجيات التعليمية الموصى بها، يمكن للمدربين تشجيع الطلاب ليصبحوا أكثر تفكيرًا استراتيجيًا من خلال مساعدتهم على التركيز على الطرق التي يعالجون بها المعلومات، يعد طرح الأسئلة الذاتية ومناقشة عمليات تفكيرهم مع المتعلمين الآخرين من بين الطرق التي يمكن للمدرسين من خلالها تشجيع المتعلمين على فحص وتطوير عملياتهم وراء المعرفية.
مراحل ما وراء المعرفة في النظام التربوي:
إن ما وراء المعرفة عملية تمتد على ثلاث مراحل متميزة، ولكي يصبح الطلاب مفكرين ناجحين، يجب عليهم القيام بما يلي:
- وضع خطة قبل الاقتراب من مهمة التعلم، مثل القراءة من أجل الفهم أو حل مشكلة الرياضيات.
- مراقبة فهمهم، واستخدم استراتيجيات الإصلاح عندما ينهار المعنى.
- القيام بتقييم تفكيرهم بعد الانتهاء من المهمة.
يمكن للمدرسين تقديم نموذج لتطبيق الأسئلة، ويمكن مطالبة المتعلمين بطرح أسئلة على أنفسهم أثناء كل مرحلة، يمكن أن تدمج في خطط الدروس فرصًا للمتعلمين لممارسة استخدام هذه الأسئلة أثناء مهام التعلم، كما هو موضح في الأمثلة التالية:
خلال مرحلة التخطيط يمكن للمتعلمين أن يسألوا ما الذي يفترض بهم أن يتعملوه؟ ما هي المعرفة السابقة التي تساعد في هذه المهمة؟ ماذا عليهم أن يفعلوا أولا؟ ما الذي يجب أن يبحثوا عنه في هذه القراءة؟ كم من الوقت لديهم لإكمال هذا؟ في أي اتجاه يريدون أن يأخذ تفكيرهم؟
مرحلة المراقبة:
خلال مرحلة المراقبة يمكن للمتعلم أن يسأل نفسه: كيف أفعل؟ هل أنا على الطريق الصحيح؟ كيف يجب علي التقدم؟ ما هي المعلومات التي يجب تذكرها؟ هل يجب أن أتحرك في اتجاه مختلف؟ هل يجب علي تعديل السرعة بسبب الصعوبة؟ ماذا أفعل إذا لم أفهم؟
مرحلة التقييم:
خلال مرحلة التقييم يمكن للمتعلم أن يسأل: ما مدى أدائي الجيد؟ ماذا أتعلم؟ هل حصلت على النتائج التي توقعتها؟ ما الذي كان بإمكان فعله بشكل مختلف؟ هل يمكن تطبيق طريقة التفكير هذه على مشاكل أو مواقف أخرى؟ هل هناك أي شيء لا أفهمه وأي ثغرات في معرفة؟ هل أحتاج إلى العودة من خلال المهمة لملء أي ثغرات في الفهم؟ كيف يمكن تطبيق هذا النوع من التفكير على مشاكل أخرى؟
بدلاً من عرض القراءة والكتابة والعلوم والدراسات الاجتماعية والرياضيات فقط كمواد أو محتوى يتم تدريسه، يمكن للمدرسين رؤيتها كفرص للمتعلمين للتفكير في عمليات التعلم الخاصة بهم، وتتبع الأمثلة لكل مجال من مجالات المحتوى ما يلي:
القراءة:
في القراءة تعليم المتعلمين كيفية طرح الأسئلة أثناء القراءة وتقديم نموذج والتفكير بصوت عالٍ، وطرح أسئلة على المتعلمين أثناء القراءة بصوت عالٍ وتعليمهم مراقبة قراءتهم من خلال سؤال أنفسهم باستمرار عما إذا كانوا يفهمون ما هو النص، وتعليمهم تدوين الملاحظات أو إبراز التفاصيل المهمة، وسؤال أنفسهم، لماذا هذه العبارة رئيسية ويجب تسليط الضوء عليها؟ ولماذا لا يُسلط الضوء على هذا؟
الكتابة:
الكتابة نموذج لاستراتيجيات ما قبل الكتابة لتنظيم الأفكار، مثل تبادل الأفكار باستخدام كلمة ويب، أو استخدام منظم رسومي لوضع الأفكار في فقرات، مع وجود الفكرة الرئيسية في الجزء العلوي والتفاصيل الداعمة.
الدراسات الاجتماعية والعلوم:
في الدراسات الاجتماعية والعلوم يتعلم المتعلمين أهمية استخدام المنظمين مثل خرائط المفاهيم ومخططات التوقع وردود الفعل لفرز المعلومات ومساعدة على تعلم وفهم المحتوى، يمكن للمتعلمين استخدام المنظمين قبل المهمة لتركيز انتباه على ما يعرفونه بالفعل وتحديد ما يريدون تعلمه، يمكن استخدام مخطط (Venn) لتحديد أوجه الاختلاف بين مفهومين مرتبطين.
الرياضيات:
في الرياضيات يتعلم المتعلمين استخدام فن الاستذكار لتذكر الخطوات في العملية، مثل ترتيب العمليات الحسابية، ونموذج عمليات التفكير الخاصة بالمعلم في حل المشكلات.