نماذج الإعاقة لتحسين الرفاهية لذوي الإعاقة

اقرأ في هذا المقال


نماذج الإعاقة لتحسين الرفاهية لذوي الإعاقة:

تسعى حقول العمل الاجتماعي والإعاقة إلى تحسين الرفاهية وخبرة الحياة للأشخاص الذين لديهم إعاقات، لقد عرفت وفسرت الإعاقات في عدة إطارات لفهم الإعاقة، والتي استقطبت الآن بين النماذج الطبية وتلك التي تركز على المشكلات والإعاقة الاجتماعية كنموذج بناء، إن الفرق والترابط بينهما يؤثر على كل من المجتمع والفرد، وقد تمت دراسة أربعة نماذج عمل نظرية أساسية على مقدرتها على التكامل مع إطارات الإعاقة وتناول الفروق بينها.
اقترح النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي والثقافي والروحي على أنه النموذج المثالي لحل ازدواجية إطارات عمل الإعاقات والدمج المثالي للعمل الاجتماعي وتقديم وخدمات الإعاقات، ولقد عمل الاختصاصيون والاجتماعيون مع المجتمعات؛ بهدف مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات للوصول إلى أقصى طاقاتهم هذه الأهداف مشابهة جداً لتلك الموجودة في الإعاقات الميدانية لمساعدة الأفراد على العيش بطريقة محققة للذات وذات معنى، فكل من العمل الاجتماعي والإعاقة الميدانية يوافقان على احترام الذات والهوية الذاتية الإيجابية، والتي قد تشمل هوية الإعاقة ومقياس الضبط لظروف الحياة والأنشطة ذات المعنى والسكن والعمالة والتعليم والفرص الأخرى والوصول إلى الخدمات التي تمكن من تحقيق ذلك.
وفي مجال الإعاقات فإن تتبع تاريخ الإعاقات وتطوير نماذج مفاهيمية للتفكير بالإعاقة وذوي الإعاقة، فإن كل نموذج استمر إما بالكامل أو بشكل تاريخي حتى اليوم، مما يؤثرعلى الأفراد والحركات والسياسات إن إدراك دور هذه النماذج الحالية أو التاريخية وطريقة تأثيرها على الأفراد ذوي الإعاقات، وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه ووظائفه يُعد أساسياً لممارسات العمل الاجتماعي وتقع إطارات تصور الإعاقة في فئتين واسعتين الفئة الأولى: تركز على الأفراد وترى الإعاقة على أساس اختلاف الأفراد وعجزهم والإطار الرئيس في هذا المجال هو النموذج الطبي،والفئة الثانية: تركز على المجتمع وموقع الإعاقة وتنتج الإعاقات عن الطريقة التي يتم بناء المجتمع بها والمفاهيم والصور النمطية لما هو طبيعي والأفكار حول الاختلاف والمقدرة من الناحية الاجتماعية.
تعتبر الإعاقة جزءاً طبيعياً من وجود الإعاقة ولكن وبسبب التقدم الطبي والتكنولوجيا وتوفر المزيد من الخدمات والدعم، أصبح الناس الذين كانوا يموتون في الماضي قادرين على الاستمرار في الحياة مع الإعاقة وبنفس الطريقة التي اندمجت فيها وجهات النظر والخبرات وتاريخ مختلف الجماعات العرقية واللغوية والثقافية في الثقافة الواسعة، ونجد أن الأفراد ذوي الإعاقات يرغبون بأن يتم الاعتراف بحالاتهم الاجتماعية وتجاربهم كجزء قيم من الحياة، وهذه المساهمات سوف تعزز وتثري حياة أولئك الذين لا يعلمون من الإعاقة.
وفي الماضي كان ذوي الإعاقة يتلقون الخدمات في المقام الأول من قبل مهنيي إعادة التأهيل ربما؛ بسبب سوء فهم أن إعاقة الفرد هي الأساس أو على الأقل الشاغل الأهم، ومع ذلك بما أن الإعاقة حقيقة مشتركة وطبيعية للحياة وبما أن جميع الأفراد بما فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم هويات متعددة وأدوار ووظائف وظروف فإن الأشخاص ذوي الإعاقة يطالبون خدمات إرشادية في جميع مجالات المتخصصين تطوير الشيخوخة والبالغين والاهتمامات المتعددة الثقافات والصحة النفسية والإرشاد المدرسي والإرشاد الجماعي والإرشاد الأسري والإرشاد الوظيفي والقيم الروحية والأخلاقية والدينية.
ومن أجل تلبية الحد الأدنى من معايير الممارسة لا بد للمستشارين من تعلم وإتقان قضايا الإعاقة إن الاختصاصيين لم يساعدوا في تيسير نمو الشخصية للأشخاص ذوي الإعاقة، ويتضمن الأدب العديد من الشهادات من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين حققوا نجاحا مهنيا على الرغم من العوائق التي يعتبرون أنها فرضت عليهم من قبل الاختصاصيين ومع ذلك وعلى الرغم من أن هذه الحاجة تستمر في النمو لم يتوفر إلا عدد قليل جداً من برامج تدريب الإرشاد الجامعية التي قدمت تدريباً مناسباً وكافياً حول قضايا الإعاقة.
وهذا النقص في التدريب وما ينتج عنه من عدم توفير الخدمات قد يعود إلى قوة وتأثير نماذج الإعاقة لأن هذه النماذج تحدد الطريقة الأكاديمية التي تدرس فيها خبرات الإعاقة وتعلم، وقد كان (thomas) الشخص الوحيد الذي وصل إلى حقيقة أن الاختصاصيين الوحيدين الذين تم تدريبهم على قضايا الإعاقة هم اختصاصيوا إعادة التأهيل، وقد بدأ ازدياد الاهتمام في نماذج الإعاقة في السنوات الأخيرة بقيادة مجموعة متنوعة من ممارسي الإرشاد والمعلمين وصناع القرار.
ودراسة هذه النماذج المتغيرة يمكن أن تساعد مهنة الإرشاد والأفراد الممارسين لإعادة توجيه مقدمي الخدمات والمربيين والممارسين والمرشدبن، وبغض النظر عن التخصص والتوجية النظري والأوضاع الوظيفية إلى إدراك أن الإعاقة لا يمكن أن تعتبر تجربة ذاتية وشخصية وفردية تماماً، كما لا يمكن أن تكون تجربة موضوعية ومعيارية وعالمية.


شارك المقالة: