8 عادات تحسن الوظيفة الإدراكية في علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


من أجل إعطاء العقل تمرين كامل، يحتاج الشخص إلى إشراك نصفي الدماغ والمخيخ، لا يمكن أن يقوم بذلك إلا من خلال التدرب على أشياء جديدة واستكشافها وتعلمها في الأبعاد الثلاثة للعالم الحقيقي؛ ليس أثناء الجلوس أمام شاشة مسطحة، لا يمكن لهذه البرامج الرقمية أن تمرن المخيخ وبالتالي فهي حرفياً تدرب نصف الدماغ فقط، هذه التمارين تعادل أداء تمارين الجزء العلوي من الجسم فقط دون تمرين الجزء السفلي من الجسم.

عادات تحسن الوظيفة الإدراكية في علم النفس المعرفي:

النشاط البدني:

اكتشف باحثون في كلية الطب بجامعة بوسطن المزيد من الأدلة على أن النشاط البدني مفيد لصحة الدماغ والإدراك، وجدت الدراسة أن بعض الهرمونات التي تزداد أثناء التمرين قد تساعد في تحسين الذاكرة، تمكن الباحثون من ربط مستويات هرمون الدم باللياقة الهوائية وتحديد التأثيرات الإيجابية على وظيفة الذاكرة المرتبطة بالتمارين الرياضية، في عام 2013 أصدر باحثون دراسة إظهار جزيء معين يتم إطلاقه أثناء تمرين التحمل يحسن الإدراك ويحمي الدماغ من التنكس.
في اكتشافهم الخارق شحذ العلماء جزيء محدد يسمى irisin يتم إنتاجه في الدماغ أثناء تمرين التحمل من خلال تفاعل متسلسل، يُعتقد أن هرمون إيريسين له تأثيرات عصبية، حيثتمكن الباحثون من زيادة مستويات إيريسين في الدم بشكل مصطنع والتي تنشط الجينات المشاركة في التعلم والذاكرة.

الانفتاح على التجربة:

في دراسة عام 2013 كانت بعنوان “تأثير المشاركة المستدامة على الوظيفة المعرفية عند كبار السن“، وجد أن تعلم مهارات جديدة ومتطلبة مع الحفاظ على شبكة اجتماعية نشطة هو المفتاح للبقاء حاد مع تقدمنا ​​في العمر، تكشف النتائج أن الأنشطة الأقل تطلب، مثل الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أو مجرد إكمال ألغاز الكلمات.
ربما لا توفر فوائد ملحوظة للعقل والدماغ المتقدمين في السن، لطالما تم تشجيع كبار السن على البقاء نشيطين واستعراض ذاكرتهم والتعلم مثل أي عضلة يتعين عليهم “استخدامها أو فقدانها”، مع ذلك يشير هذا البحث الجديد إلى أنه ليست كل الأنشطة الجذابة للعقل تعمل على تحسين الوظيفة المعرفية.
يقول الباحث الرئيسي دينيس بارك من جامعة تكساس في دالاس؛ “يبدو أنه لا يكفي مجرد الخروج والقيام بشيء ما، من المهم الخروج والقيام بشيء غير مألوف وصعب عقلياً”، هذا يوفر تحفيز عقلي واسع واجتماعي، عندما يكون الفرد داخل منطقة الراحة الخاصة به، فقد يكون خارج منطقة التعزيز، وجدت دراسة أخرى أن برنامج تدريبي مصمم لتعزيز الإدراك لدى كبار السن زاد كذلك من انفتاحهم على التجارب الجديدة، مما يدل لأول مرة على أن التدخل غير الدوائي لدى كبار السن يمكن أن يغير سمة الشخصية والتي كان يُعتقد في السابق أنها ثابتة طوال عمر الشخص.

الفضول والإبداع:

في دراسة عام 2013 وجدت أن مشاركة الطفولة في الفنون والحرف اليدوية تؤدي إلى الابتكار وبراءات الاختراع وتزيد من احتمالات بدء عمل تجاري كشخص بالغ، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون أعمال أو براءات اختراع تلقوا تعرض للفنون بما يصل إلى ثمانية أضعاف أكثر من عامة الناس، قال ريكس لامور “كانت النتيجة الأكثر إثارة للاهتمام هي أهمية المشاركة المستدامة في تلك الأنشطة، إذا بدأت في طفولتك واستمرت في سنوات البلوغ، فمن المرجح أن تصبح مخترع وفقاً لعدد براءات الاختراع التي تم إنشاؤها أو الأعمال التي تم إنشاؤها أو المقالات المنشورة وهذا شيء فوجئنا باكتشافه”.
في العام الماضي اكتشف علماء الأعصاب طرق متعددة يعمل بها التدريب الموسيقي على تحسين وظيفة وتوصيل مناطق الدماغ المختلفة وتحسين الوظيفة الإدراكية، يؤدي استخدام آلة موسيقية إلى زيادة حجم الدماغ وتقوية التواصل بين مناطق الدماغ، إن العزف على آلة موسيقية يغير كيفية تفسير الدماغ ودمج مجموعة واسعة من المعلومات الحسية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين بدأوا قبل سن السابعة، تم تقديم النتائج في مؤتمر علم الأعصاب 2013 في سان دييغو.
دراسة أخرى في عام 2013 وجدت أن قراءة الكتب والكتابة والمشاركة في أنشطة تحفيز الدماغ في أي عمر قد يحافظ على الذاكرة، اكتشف علماء الأعصاب أن قراءة رواية يمكن أن تحسن وظائف المخ على عدة مستويات؛ أُجريت هذه الدراسة حول فوائد الدماغ لقراءة الروايات، وجد الباحثون أن الانغماس في الرواية يعزز الاتصال في الدماغ ويحسن وظائف المخ، من المثير للاهتمام تم العثور على الخيال القراءة لتحسين قدرة القارئ إلى وضع أنفسهم مكان شخص آخر وثني الخيال بطريقة مشابهة للتصور ورياضي أثناء التمرين.

الروابط الاجتماعية:

في عام 2014 قدم جون كاسيوبو من جامعة شيكاغو النتائج التي حددت أن العواقب الصحية للشعور بالوحدة يمكن أن تؤدي إلى تدهور نفسي ومعرفي، وجدت أبحاث Cacioppo أن الشعور بالعزلة عن الآخرين يمكن أن يعطل النوم ويرفع ضغط الدم ويزيد من الارتفاع الصباحي لهرمون التوتر وهو الكورتيزول، كما يغير التعبير الجيني في الخلايا المناعية ويزيد الاكتئاب ويقلل من الرفاهية الذاتية بشكل عام، تتآمر كل هذه العوامل لتعطيل وظائف المخ والتواصل الأمثل وتقليل الوظيفة الإدراكية.

اليقظة أو التأمل:

في دراسة تجريبية من قبل باحثين في مركز Beth Israel Deaconess الطبي بجامعة هارفارد؛ حددوا أن التغيرات الدماغية المرتبطة بالتأمل والحد من التوتر اللاحق قد تلعب دور مهم في إبطاء تقدم الاضطرابات المعرفية المرتبطة بالعمر مثل مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، حيث كانوا مهتمين بشكل خاص بالنظر في شبكة الوضع الافتراضي؛ نظام الدماغ الذي يتفاعل عندما يتذكر الناس الأحداث الماضية أو يتصورون المستقبل.
على سبيل المثال الحُصين وهو جزء من الدماغ مسؤول عن العواطف والتعلم والذاكرة؛ لأن الحُصين معروف بضموره مع تقدم الناس نحو ضعف إدراكي معتدل ومرض الزهايمر.

ألعاب تدريب الدماغ:

بدأ العلماء في فهم الآليات المحددة لكيفية قيام أنماط النبضات الكهربائية تسمى “المسامير”؛ بإحداث سلسلة من التغييرات في الدوائر العصبية المرتبطة بالتعلم والذاكرة بشكل أفضل، في تقرير عام 2013 وجد الباحثون أن البيئات “المنشطة الغنية” وألغاز حل المشكلات يمكن أن تكون عوامل مساهمة في منع أو تأخير ظهور مرض الزهايمر لدى بعض الأشخاص، ابتكر الباحثون لعبة فيديو متخصصة قد تساعد كبار السن على تعزيز المهارات العقلية مثل التعامل مع مهام متعددة في وقت واحد.
في عام 2014 أفاد باحثو جامعة جونز هوبكنز أن ما لا يقل عن 10 جلسات من التدريب المعرفي أدت إلى تحسين قدرة التفكير لدى كبار السن وسرعة المعالجة لمدة تصل إلى عقد بعد التدخل، إذا تلقى شخص ما جلسات “معززة” إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة؛ فإن التحسينات كانت أكثر دراماتيكية.

الحصول على قسط كافي من النوم:

لقد عرف العلماء منذ عقود أن الدماغ يحتاج إلى النوم لتعزيز التعلم والذاكرة، في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في عام 2013؛ قدم باحثو النوم بحث جديد رائد يساعد ذلك في شرح تفاصيل كيفية إتقان الدماغ النائم لمهمة جديدة، قال مؤلف الدراسة يوكا ساساكي وهو أستاذ مشارك في جامعة براون؛ “إنه نشاط مكثف للدماغ لتوحيد التعلم وبالتالي قد يستفيد الدماغ من النوم ربما بسبب توفر المزيد من الطاقة أو لأن الانحرافات والمدخلات الجديدة أقل”.
تستنتج يوكا ساساكي أن النوم ليس مجرد مضيعة للوقت، يُشار إلى مدى إعادة التنظيم الذي يحققه الدماغ أثناء النوم من خلال الأدوار المميزة التي يبدو أن تذبذبات الموجات الدماغية تلعبها، كما استنتج المؤلفون أن تذبذبات الدلتا يبدو أنها تحكم التغييرات في اتصال SMA بمناطق أخرى من القشرة، بينما يبدو أن التذبذبات السريعة سيجما تتعلق بالتغيرات داخل SMA نفسه.
تم إيجاد ارتباط بين ضعف جودة النوم وضعف حجم المادة الرمادية في الفص الجبهي للدماغ، مما يساعد على التحكم في العمليات المهمة مثل الذاكرة العاملة والوظيفة التنفيذية، كما أشارت دراسات التصوير السابقة إلى أن اضطرابات النوم قد تكون مرتبطة بتغيرات هيكلية في الدماغ في مناطق معينة من الفص الجبهي؛ الشيء المدهش في هذه الدراسة هو أنها تشير إلى أن نوعية النوم السيئة مرتبطة بانخفاض حجم المادة الرمادية في جميع أنحاء الفص الجبهي وكذلك في الدماغ على مستوى العالم.

تقليل الإجهاد المزمن:

اكتشف علماء الأعصاب أن الإجهاد المزمن والمستويات العالية من الكورتيزول يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ، أكدت مجموعة واسعة من الدراسات الحديثة على أهمية الحفاظ على بنية الدماغ الصحية والتواصل عن طريق الحد من الإجهاد المزمن الذي يخفض الكورتيزول، وجد علماء الأعصاب أن الإجهاد المزمن يؤدي إلى تغيرات طويلة المدى في بنية ووظيفة الدماغ يمكن أن تؤدي إلى تدهور معرفي.
قد تفسر النتائج التي توصلوا إليها سبب تعرض الشباب الذين يتعرضون للإجهاد المزمن في وقت مبكر من الحياة لمشاكل عقلية مثل القلق واضطرابات المزاج في وقت لاحق من الحياة< فضلاً عن صعوبات التعلم، يُعتقد أن الكورتيزول يخلق تأثير الدومينو الذي يربط المسارات بين الحُصين واللوزة بطريقة قد تخلق حلقة مفرغة من خلال تكوين دماغ يصبح مهيأ ليكون في حالة دائمة من القتال.
وجد الباحثون أن الأسلاك المتصلبة قد تكون في قلب الدوائر شديدة الارتباط المرتبطة بالإجهاد لفترات طويلة، ينتج عن هذا زيادة في الميالين والكثير من المادة البيضاء في بعض مناطق الدماغ، من الناحية المثالية يحب الدماغ تقليم الدهون من الأسلاك الزائدة من خلال التقليم العصبي من أجل الحفاظ على الكفاءة وانسيابية التواصل داخل الدماغ، الإجهاد المزمن لديه القدرة على قلب التحول في الخلايا الجذعية التي تحولها إلى نوع من الخلايا التي تمنع الاتصال بقشرة الفص الجبهي، مما يحسن التعلم والذاكرة لكنه يضع سقالات دائمة مرتبطة بالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.


شارك المقالة: