تمتلك معظم الحيوانات والإنسان أنواعاً مختلفة من الآليات الدفاعية المناعية ضد الفيروسات، ويمتلك الإنسان حواجز طبيعية وخطوط دفاع في الجهاز المناعي، والتي من شأنها أن تمنع غزو الفيروسات من الدخول للجسم أو الخلية أو تدمر وتقتل الفيروس.
أنواع المناعة في جسم الإنسان
تقسم المناعة في جسم الإنسان إلى قسمين:
- المناعة الطبيعية (Innate Immunity): هي مناعة غير متخصصة وغير نوعية، وتوجد كتموين طبيعي دون أن تكون وظيفتها الأساسية هي صد الميكروبات، وتشمل آليات الحواجز والبلعمة والخلايا القاتلة الطبيعية والأنترفيرون.
- المناعة المتخصصة (Specific Immunity): هي مناعة متخصصة ونوعية، وتكون وظيفتها الأساسية هي صد الميكروبات مثل الفيروسات والبكتيريا وأي جسم غريب، وتشمل الخلايا الليمفاوية التي تتمايز وتصبح ناضجة، وتضم هذه الخلايا نوعين من الخلايا المناعية هي الخلايا التائية والخلايا البائية، وبالإضافة إلى الأجسام المضادة.
آليات الدفاع ضد الفيروسات
تشمل آليات الدفاع ضد الفيروسات في الخلية الحيوانية ما يلي:
- آليات الحواجز (Barrier Mechanisms): وهي نوع من أنواع المناعة الطبيعية، وتشكل خط الدفاع الأول ضد الفيروسات والبكتيريا وغيرها، وتشمل طبقات الجلد والدموع واللعاب والعرق والعصارة المعوية والإفرازات المهبلية والأهداب والطبقات المخاطية، والتي توجد في جسم الإنسان.
- الخلايا البلعمية (Phagcytosis): هي خلايا مناعية طبيعية من أنواع خلايا الدم البيضاء في جسم الإنسان، والتي تقوم بعملية ابتلاع الميكروبات وغيرها، وتُعرف بالخلايا الماسحة أو الكانسة.
- الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural Killer Cell): هي خلايا مناعية طبيعية من أنواع خلايا الدم البيضاء في جسم الإنسان، والتي تقوم بالارتباط بمستقبلات الفيروس أو الخلية المصابة بالفيروس أو الخلايا السرطانية، ثم تقوم بإنتاج جزيئات سامة تقتل هذه الخلايا.
- الإنترفيرون (Interferon): هو نوع من أنواع البروتينات، والتي تحتوي على مجموعة من الكربوهيدرات الضرورية لنشاطها، أي أنها بروتينات سكرية، ويتم تصنيعه بواسطة الخلايا المناعية أو الخلايا الأخرى، ويتم إفرازه من الخلايا المصابة، ويرتبط الإنترفيرون بسطح الخلية المجاورة للخلية المصابة، وهذا الارتباط يحول الخلية إلى حالة تضاد فيروسي، وإن إنتاج الإنتروفيرون وتحريره يسمح بإصابة خلية واحدة والتي تعطي الحماية ضد الإصابة من الفيروسات للعديد من الخلايا المجاورة.
- الخلايا التائية (T-Cells): تعد هذه الخلايا أهم الخلايا الليمفاوية، وتعتمد في نضجها على الغدة الزعترية، ويتم إفرازها عندما تتخطى الفيروسات آليات الدفاع للمناعة الطبيعية، وترتبط هذه الفيروسات بمستقبلات بروتينية شديدة النوعية على سطح الخلية والتي تسمى ليمفوبلاست (Lymphoblast)، أو الخلايا التائية الناضجة، ويمكن أن ترتبط هذه الخلايا مع جسم غريب واحد أو مجموعة صغيرة من الأجسام الغريبة المتشابهة، وتسبب عملية الارتباك تنشيط خلايا تي، مما يؤدي إلى سلسلة من الانقسامات الخلوية، وتفرز خلايا تي عوامل قاتلة للفيروسات، وتقوم بقتلها.
- الخلايا البائية (B-Cells): هي نوع من أنواع الخلايا الليمفاوية، ويتم تصنيع هذه الخلايا في نخاع العظام، ويتم إفرازها عندما تفشل خلايا تي في عملها، وترتبط الخلايا البائية بالفيروسات، وتقوم بتحرير وتنشيط بروتينات مناعية تسمى الأجسام المضادة أو الجلوبيولينات المناعية، وتسبب هذه الأجسام المضادة بموت الخلايا المصابة والمرتبطة بالفيروسات عن طريق ارتباط أنواع من خلايا الدم البيضاء بالنهايات الطرفية للأجسام المضادة وتحرر مواد كيميائية تقوم بإحداث خلل بالغشاء وتقتل الخلايا، أو عن طريق ارتباط الأجسام المضادة بالأنتيجينات مما ينشط سلسلة من الإنزيمات التي تقوم بإحداث خلل بأغشية الخلايا المصابة بالفيروسات، أو تحطيم الأغشية المحيطة بالفيروسات المغلفة، أو إنتاج الالتهاب.
تشمل آليات الدفاع ضد الفيروسات في الخلية النباتية ما يلي:
- تكوين جليد سميك فوق خلايا البشرة، أو تكشفه أثناء النمو الثانوي في الخلايا النباتية.
- ترسيب الشموع والسيليكا والسيويرين وغيرها من المواد المنفذة خارج جدر خلايا أنسجة الأدمة أو داخلها في الخلايا النباتية.
- وجود الجدر الخلوية في الخلايا النباتية التي لا تسمح باختراق الفيروس ودخوله، إلا إذا حدث عطب، أو أن تدخل الفيروسات بوسائل أخرى مثل الحشرات أو الديدان الأسطوانية أو الفطريات.
- وجود مواد أيضية طبيعية في الخلايا النباتية، والتي من شأنها أن تحطم الإصابة الفيروسية.
- يكون بعض أنواع النباتات قابلة للإصابة بأنواع معينة من الفيروسات وغير قابلة للإصابة بأنواع أخرى.
- تعطي بعض أنواع النباتات فرط حساسية ومقاومة إذا تفاعلت مع الفيروسات، حيث تنتج مواد تعمل مضادات فيروسية وتمنع انتقال الفيروس.
- إدخال مورثات الغطاء الفيروسي ضمن المادة الوراثية للنباتات، وهذه المورثات تمنع تكاثر الفيروس.
الفيروسات والتحصين والذاكرة
هناك وسائل دفاع أخرى ضد الفيروسات، ولكن تكون هذه الوسائل عند التعرض لنفس الأنواع مرة أخرى، وتكون وسيلة الدفاع هذه في الإنسان والحيوان على النحو الآتي:
- إن التعرض الطبيعي لأي فيروس أو التحصين باللقاحات سوف يتفاعل مع الخلايا التائية والخلايا البائية من أجل إزالة هذا الفيروس.
- تؤدي هذه التفاعلات لإنتاج خلايا الذاكرة (Memory Cells)، وهذه الخلايا مسؤولة عن التحصين ضد هذا الفيروس.
- يقوم الجسم بالاحتفاظ بخلايا الذاكرة هذه بعد أن يشفى من الإصابة، وتحمل هذه الخلايا على سطوحها مستقبلات يمكن أن تتعرف على الأنتيجينات الفيروسية.
- عندما يحدث غزو الجسم من الفيروس نفسه، فإنه تبدأ استجابة مناعية ثانوية فعالة، وسوف تكون استجابة سريعة وقوية، ويكون أكثر فعالية في إزالة الفيروس عن الاستجابة المناعية الابتدائية، وتحدث آلية الدفاع هذه نفسها في عملية التطعيم.