مبدأ مونرو

اقرأ في هذا المقال


مبدأ مونرو، لقد كان عبارة عن سياسة أمريكية، حيث وضَّح أن جميع المحاولات التابعة من الدول الأوروبية، من أجل احتلال الأراضي الأمريكية أو الاشتراك في شؤونها، سوف تعتبره الولايات المتّحدة عمل هجومي وعدواني يتكلَّف تدخل أمريكي. وتمّ تقديم مبدأ مونرو في 2 ديسمبر من عام 1832.

مبدأ مونرو:

لقد أصرَّ مبدأ مونرو أن الدول الموجودة في الجهات الغربيّة، يجب ألا تتعرّض إلى المزيد من الاحتلال من قبل دول أوروبا، أيضاً أن الولايات المتّحدة لن تشترك في المستعمرات الأوروبية الموجودة، أيضاً ولا في الشؤون الداخلية للدول الاوروبية.
وانبثق المبدأ في الفترة التي كانت فيه بعض دول أمريكا الجنوبية، على قرب الاستقلال عن إسبانيا؛ لذلك كانت الولايات المتحدة تعكس مخاوف كررتها بريطانيا العظمى، حيث كانت تتمنّى في أن ألا تأخذ قوة أوروبية مستعمرات إسبانيا.
ونتيجة لذلك إن الاستفزاز الفوري كان حين قامت روسيا بتأكيد حقوقها في الشمال الغربي، أيضاً منعت السفن غير الروسية من الاقتراب من الساحل.

خلفية تاريخية:

في عهد نابليون خلال استعمار فرنسا لدولة إسبانيا والبرتغال، مُنذ انفصال العلاقات بين تلك البلدين وبين مستعمراتهما الموجودة في أمريكا الجنوبية، أيضاً بدء هذه المستعمرات بممارسة الحكم الذاتي بشكل تدريجي. وبعد ذهاب حكم نابليون وعودة الحكم الملكي إلى إسبانيا؛ رجعت الأوضاع بين تلك الدولة ومستعمراتها، إلى الوضع القديم لكن لمدة قصيرة، حيث بدأت هذه المستعمرات تتأثر بالثورة الأمريكية والفرنسية، كما أخذت تحلّق نحو استقلال فعلي. وما مضى أن اشتغلت الحروب في تلك المستعمرات.
وفي عام 1821 حصلت كلّ من الأرجنتين وشبلي على استقلالهما، ثمَّ في عام 1822 حصلت كل من بيرو وكولومبيا والمكسيك عل الاستقلال، كما أنه أعلنت البرازيل في نفس العام استقلالها عن دولة البرتغال، ثم بادرت تلك الحكومات إلى تشكيل حكومات على النمط الأمريكي.

إعلان مونرو:

لقد قام الرئيس مونرو بتأييد فكرة وزير خارجيته آدمز، حيث قام في الرسالة السنوية إلى الكونغرس، بتوضيح سياسته حول أوروبا وأميركا اللاتينية، في ديسمبر عام 1812، التي أطلق عليها منذ ذلك الحين مُسمّى مبدأ مونرو.
أهم ما تضمنته هذه الرسالة السنوية في هذا الخصوص كان:

أولاً: إن قارتي أميركا نظراً لما تتمتعان به من استقلال وحرية وتحافظان عليه، ليستا معرضتين لأي احتلال من أي دولة أوروبية في المستقبل.
ثانياً: أن الولايات المتحدة لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أوروبا سابقاً، أيضاً ليس من أولوياتها أن تقوم بالاتفاق مع سياستها، أو أن تتفق معها في المستقبل.
ثالثاً: أن النظام السياسي للدول الأوروبية المتعاهدة، مختلف تماماً عن النظام السياسي في أميركا، أيضاً يجب أن تعتبر أي محاولة من طرف تلك الدول، لفرض إدارتها على أي جزء في هذا النصف من الكرة الأرضية، يعتبر تهديد وخطر على أمن وسلامة أميركا.
ولم يكن لهذا المبدأ أهمية كبيرة في ذلك الحين، فقد اعتبرت دول أوروبا بأن لا إجبار له، أمّا أميركا اللاتينية تقبلته واطمأنت له، أمّا بالنسبة للولايات المتحدة، فقد اتخذت طول فترة القرن 19 من هذا المبدأ تبرير، لمنع أي تدخل من الدول الأوروبية في شؤون أميركا الجنوبية، كما أنها اعتبرته تبرير في بعض الأوقات؛ من أجل تنوير سياستها الانعزالية.

انتقادات مبدأ مونرو:

مهما تعددت الدلائل حول أهمية هذا المبدأ في وقته، أو الأنشطة التي قام بها بعض القادة الأمريكيين فميا بعد، متخذين منه وسيلة لسلوكياتهم. يمكننا وصف مبدأ مونرو بمثابة النتيجة النهائية في تطور استقلال الولايات المتحدة.
إن إعلان الاستقلال المشهور سنة 1776، حيث كان بداية تقرير مصير بالنسبة للمستعمرات البريطانية ومرحلة انقسامية، أيضاً كانت معاهدة 1783، بمقامة تأكيد للولايات المتحدة على اتخاذ القرارات التي تتناسب مع المصالح القومية، بالرغم من الاتحاد الذي كان بينها وبين فرنسا في سنة 1778، ثم جاءت المرحلة الثالثة من خلال معاهدة جي 1796، التي تم فيها سحب القوات العسكرية البريطانية من المناطق الشمالية.
بعد فترة عام 1803 لقد جاء شراء لويزيانا، حيث أزالت أي أمل بريطاني برجوع نفوذها إلى أمريكا . وبذلك كان مبدأ مونرو بمثابة إعلان عام بأن دولة الولايات المتحدة قد تمت استقلالها، حيث أنها لا تريد سوى أن تترك لشأنها. وإن الأفضل من ذلك إذا تركت دول أوروبا، جميع الجهة الغربية من الكرة الأرضية، ليشق طريقه بنفسه دون التدخل في شؤونه.


شارك المقالة: