البيئات الجيولوجية المختلطة

اقرأ في هذا المقال


ما هي البيئات الجيولوجية المختلطة؟

تعرف البيئات الجيولوجة المختلطة بأنها بيئات انتقالية؛ لأنها تمثل حالة الانتقال من البيئات القارية إلى البيئات البحرية، كما تعرف بأنها خليط بيئي لمياه قارية عذبة مع مياه بحرية مالحة وتكون عادة عند مصبات الأنهار أو السواحل البحرية الواطئة أو قرب الساحل ومن أمثلة البيئات الجيولوجية المختلطة ما يلي ذكره:

  • بيئة الصبخة: من الأمثلة على هذه البيئات مناطق الخليج العربي (أبو ظبي)، وذلك عندما يتم النظر إلى مياه الخليج باتجاه اليابسة وعلى وجه التحديد بين المنبسطات الطحلبية وفوق مستوى المد العالي يلاحظ وجود مسطحاً مغطى بالأملاح (أملاح الهالايت)، إن هذا السطح يرتفع تدريجياً باتجاه تكشفات العصر الثلاثي المتواجدة على الساحل واليابسة.
    في الواقع إن هذا السطح يتكون من مجموعة من المسطحات المائية تدعى (الصبخة) وهذه المسطحات في الغالب تكون موازية لساحل وقد يصل عرضها أحياناً إلى 16 كيلو متر، عندما تهب الرياح الشمالية مصاحبة للمد الربيعي العالي، حيث تنغمر مساحات واسعة من الصبخة في هذه الظروف، وإذا حدث سقوط للمطر تبدأ أملاح الهالايت بالذوبان وتتجمع المياه في برك صغيرة لفترة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
    إن شدة التبخر تؤدي إلى تركيز الأملاح كما تتسبب في حركة علوية للسوائل الملحية فوق مستوى سطح الماء الجوفي، والملوحة العالية ينتج عنها ترسيب الأجسام والأرغونايت، كما أن عملية الدلمتة لترسبات الأرغونايت قد تكون مصاحبة ومزامنة لحركة السوائل في بيئة الصبخة.
  • البيئة الدلتاوية: إن نمو الدلتا يعتمد على عاملين رئيسيين أهمهما أن الأنهار وما تحمله من مواد عالقة ومنقولة خلالها تكون المصدر الرئيسي للرواسب الدلتاوية، ومن المعروف أن امتزاج مياه أي نهر مع المياه البحرية يصحبه انخفاض في سرعة تيار المياه العذبة، كما أن امتزاج المياه المالحة مع المياه العذبة قد ينتج عنه تعكر نتيجة لتخثر المواد الدقيقة جداً، والتي تكون عالقة في النهر وبذلك تصبح منطقة الالتقاء منطقة ترسب فاعل.
    والعامل الثاني المساهم في نمو الدلتا هو انشار الرواسب بواسطة الأمواج والتيارات البحرية، أما الأمواج والتيارات المدرية تعمل على إعادة توزيع وترتيب الرواسب ويمكن إجمال الترسبات الدلتاوية في البحيرات ضمن ثلاث مجموعات رئيسية (المجموعة العلوية، المجموعة الأمامية، المجموعة الفاعلة).
    إن الرواسب الدلتاوية (البيئة الدلتاوية بشكل مجمل) تتكون من عدة بيئات مثل البيئة اللاغونية وبيئة البحيرات المستنقعية والبيئة البحرية وبيئة قعر وجوانب النهر، ومن العوامل التي تؤثر على البيئة الدلتاوية هي هندسة البيئة التي تعتمد على شكل الدلتا وحجمها بالإضافة إلى شكل قناة النهر الذي يخترق الدلتا.
    والعامل الثاني هو الطاقة وتكون الطاقة الرئيسية في البيئة الدلتاوية هي الطاقة الحركية للنهر وهذه الطاقة تؤثر على انتشار الرسوبيات وتؤثر على التيارات البحرية في المنطقة المحاذية، والطاقة الكيمياوية لها دور ثانوي في البيئات الدلتاوية لكن تملك آثار واضحة على البيئات، إن ملوحة المياه المتبخرة قد تؤثر أيضاً في طبيعة الرواسب المصاحبة لترسب لدلتا.
    إن المواد المتكونة في الدلتا بشكل رئيسي هي الفتاتات الصخرية والعوالق ويتراوح حجم الرواسب من الرمل الخشن إلى الطين وتكون رواسبها ذو أصل قاري وأصل بحري، أما المواد العضوية التي تنقل بواسطة الأنهار وثم تمتزج مع رواسب الدلتا هي العامل الحياتي للبيئات الدلتاوية، ومن المعروف أنه في بيئة الدلتا قد تكون المستنقعات المصاحبة لنمو الدلتا مصدر رئيسي لتزويد هذه المواد النباتية.

المواد المترسبة في البيئات الدلتاوية:

إن البيئة الدلتاوية هي بيئة انتقال إلى البيئات البحرية، لذلك فإن تقدم وانحسار البحر بنعكس في تداخل الرسوبيات البحرية مع الرسوبيات القارية، وهذا التداخل يكون واضحاً في لون الرسوبيات إذ تتغير من اللون الرمادي إلى اللون الأحمر نتيجة للتأكد الذي يحصل للرسوبيات أثناء انحسار البحر، كما يلاحظ حدوث تغير جانبي في الرسوبيات وذلك بسبب تداخل الرواسب البحرية مع الرواسب الدلتاوية ويعكس هذا في التغير العام في حجم الحبيبات من الرواسب الخشنة إلى الرواسب الناعمة.
إن الترسبات الدلتاوية تنعكس في مجاميع علوية وأمامية وقاعية أيضاً وتُظهر هذه المجاميع تراكيب رسوبية مثل التطبق المتقاطع، يعتمد حجم الدلتا على معدل التجلس وعمق البحر وكمية الرواسب التي يحملها النهر وهذه تتناسب مع كمية الماء ومساحة التصريف كما يعتمد حجم الدلتا على شدة التيارات والموج البحري.
صنف الجيولوجيين الدلتا تصانيف مختلفة من أبسط هذه التصانيف هو تصنيف الدلتا المبني على الشكل العام للدلتا، واعتماداً على هذا التصنيف تم تصنيف دلتا نهر النيل على أساس أنها الدلتا التقليدية، وتم تصنيف دلتا نهر المسيسيبي بأنها دلتا من نوع قدم الطير (bird foot)،إذ تمتد شعابها وتفرعات النهر فيها إلى داخل البحر على شكل أصابع.


شارك المقالة: