تكتونية الترسيب والإطار الحركي للترسب

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بتكتونية الترسيب؟

تُعرف الحركات الترسيبية أو تكتونية الترسيب بأنها دراسة العلاقة بين الحركات الأرضية والترسب، وهذه الدراسة مهمة جداً في علم التطبق الصخري ولها جوانب مهمة، ومن جوانبها معرفة الاطار الحركي للترسب وفهم درجة وكمية الحركات الأرضية التي يتعرض لها كل عنصر حركي خلال فترة تجمع الأجسام الصخرية الرسوبية.
فالترسيب عملية مهمة جداً لنشوء صخور الكرة الأرضية ولا سيما الصخور الرسوبية، ولا بد للجيولوجي معرفة الحركات الأرضية التي تتسبب بنشوء تكتونية الترسيب والإطار الحركي للترسيب الأرضي، وهذا يساعد عالم الطبقات خلال دراسة ومضاهاة الطبقات الصخرية.

الإطار الحركي للترسب:

يعرف الإطار الحركي للترسب بأنه مزيج من عناصر حركية متجلسة (subsiding) وعناصر مستقرة ثابتة بالإضافة إلى عناصر ناهضة متحركة للأعلى ومرتفعة، هذه العناصر الحركية تتكون في مناطق مصدر الرسوبيات وفي مناطق تجمع الرسوبيات، إن مصطلح تكتونية الحركات الرسوبية يشير إلى حركة الأرض وتركيب الصخور العامة.
لكن بالنسبة للإطار الحركي الترسيبي فإن تكتونية الحركات الأرضية تعني السلوك التركيبي لعنصر من عناصر القشرة الأرضية خلال أو ما بين دورات ترسيبية أساسية، كما أن المزيج من هذه العناصر المتواجدة وتوزيعها النسبي الجيولوجي بالإضافة إلى درجة الحركة في كل عنصر كلها تلعب دوراً مهماً في التحكم بطبيعة وسماكة الترسبات المتجمعة.
من المعروف أن البيئات الرسوبية تنتج النماذج التفصيلية لتوزيع الترسبات ضمن الإطار الحركي الواسع، والتوزيع النسبي بين الحركة والبيئة هو موازنة بين عناصر الإطار الواسعة وبين عمليات الترسب المحددة، فالتحليل الطبقي يجب أن يأخذ بالحسبان الفعاليات الحركية في محاولته إعادة بناء تاريخ الصخور الرسوبية.
قبل أكثر من قرن لاحظ الجيولوجي الأمريكي (جيمس هول) أن الصخور الرسوبية في الباليوزويك احتوت على سماكة ولكي تكون هذه السماكة فيها لابد من أن التجلس كان في المنطقة التي توجد فيها مساوياً لمعدل تجمعها، لذلك استنتج أن وزن الرسوبيات هو سبب التجلس، كما أن التجلس المعاصر لأجزاء من القشرة الأرضية هو الظاهرة المسببة للتجمع الرسوبي.
أما الحركات الترسيبية هي نفسها التي تمثل الدراسات التفصيلية للعلاقات بين الحركات وصفات الرسوبيات المتجمعة، فعلم الترسيب هو فرع حديث من فروع علم الأرض.

أشهر أفكار عن علم الترسب والتجلس:

من أهم المبادئ التي تجمع ما بين الترسب والتجلس قد قام باقتراحها العالم جوزف باريل عام 1917، على الرغم من أن سبق وتم ملاحظة أن التجلس يصاحب الترسب في الجيوسنكلاينات لكن ملاحظات باريل وسعت الفكرة لتشمل كافة عمليات الترسب، فقد اقترح المبدأ القائل أن سطحاً حرجاً هو سطح التعرية والترسب كما أنه سطح الانطلاق أو سطح القاعدة، وهذ السطح يكون ممثلاً بمستوى الفيضان في الأنهار على القارات وبقاعدة الموجة أو التيار في البحار.
استعمل باريل كلمة مستوى القاعدة استعمالاً أوسع من الاستعمال السائد بين الفيزوغرافيين والجيومورفولوجيين، وقام باريل بتعريف مستوى القاعدة على أنه السطح الذي تعمل القوى الخارجية لبلوغه، ولا تحدث عنده عمليات تعرية ولا ترسيب ويكون سطح موازنة واستقرار.
لهذا إن الترسب والتعرية كلاهما يعتمد على التغيرات الموجودة بهذا المستوى، كما أن التقعرات والانخفاضات في سطح الأرض تحت هذا المستوى تسمح بالترسبات أن تتجمع حتى تبلغ هذا المستوى والارتفاعات فوق هذا المستوى تساعد عمليات التعرية والنحت، وأكد باريل أن معدل الترسيب محكوماً بمعدل التجلس في سطح الترسب وليس بمعدل تجهيز الفتات.
فإذا كان التجلس أو الانخفاض بطيئاً فإن زيادة الفتات عن الكمية اللازمة لرفع مستوى التجلس إلى مستوى القاعدة تحمل لمسافات أبعد وتترسب فقط في المناطق التي يكون فيها مستوى القاعدة أقل من المستوى الحرج، أما إذا كان معدل التجلس ومعدل التجهيز متساويان فإن حالة من الموازنة قد تجعل سطح الترسب هو سطح القاعدة.
وتم التأكيد على أن التجلس هو عملية غير مستمرة تفصلها وتقطعها تذبذبات تسمح بنقل جزء من كل الترسبات المجتمعة تحت سطح البحر، وهذه التذبذبات تتسبب في ظهور سطوح انقطاع طويلة أو قصيرة الأمد في العمود الطبقي، والفكرة الأساسية الي تظهر من المقطع الطبقي قد تمثل جزئاً صغيراً من الوقت والزمن الجيولوجي.
من خلال ملاحظة عدة انقطاعات موجودة في المقاطع الكشفية تم الاستنتاج بأن عملية التجلس غير مستمرة، لكن بتجمع معلومات تحت سطحية من عشرات أو ملايين الآبارالنفطية تم ملاحظة أن العديد من هذه الانقطاعات قد تختفي أو تصبح أقل تأثيراً ووضوح باتجاه المصادر تحت السطحية، هذه الحقيقة تسببت في الاعتقاد بأن عمليات التجلس قد تكون مستمرة في بعض المناطق التي تتواجد فيها ترسبات متوافقة.


شارك المقالة: