دور الجيولوجيين في تقسيم قعر البحر إلى مناطق عمق

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور الجيولوجيين في تقسيم قعر البحر إلى مناطق عمق؟

قسم العالم hedgbeth 1957 قعر البحر قديماً إلى مجموعة مناطق، حيث بدأ من منطقة التقاء مياه المد مع المياه العادية باتجاه البحر، وخلال هذا التقسيم نصادف مجموعة أحزمة وأولها (حزام المدى) وهي عبارة عن منطقة قد تكون مغطاة بالمياه أثناء المد لكنها تصبح غير مغطاه بالمياه بعد انحسار الجزر، ثم تليه منطقة تحت المد التي تعلوها مياه ضحلة.
إن الحدود السفلى باتجاه البحر في جميع المناطق لا يمكن تحديد عمقها بشكل دقيق، حيث أن ذلك يعتمد على نفاذ الضوء داخلها، إن عمق 600 قدم (تقريباً يعادل 180 متر) يعتبر الحد الفاصل في البحر وهو المنطقة التي تعلو الرصيف القاري، كما أن معظم الصخور الرسوبية التي تكونت في البحار فوق القارية القديمة من الممكن تصنيفها على أنها صخور ترسبت في بيئة الرصيف القاري.
لقد استعمل العديد من الجيولوجيين وصف nertic في وصف القعرية لكن الغالبية منهم يفضل اختصار كلمة nertic على بيئة المياه المحصورة بين مستوى أوطأ الجزر (low tide) وعمق 600 قدم (حوالي 181 متر) في البحر أي قريب من الحافة النهائية للرف القاري، وفي هذه المنطقة يكون تأثير الضوء على أشده ويمر حتى القعر مما يتسبب في تنشيط عملية التمثيل الضوئي مما يؤدي إلى نمو غطاء كثيفى من الطحالب البحرية والأشنات، التي بعد موتها تكون جزء مهم من الصخور وتترسب فيها.
أما الأجزاء الأعمق من قعر البحر فقد قسمها الجيولوجيين إلى منطقة bathyal يتراوح عمق الماء فيها من 600 قدم إلى 13.500 قدم (حوالي 400 متر) وهذه المنطقة تنطبق مع الانحدار القاري، وبعد هذه المنطقة تأتي منطقة البحار السحيقة التي تغطي مساحات واسعة من قعر المحيطات، وفي السنوات الأخيرة أضيفت منطقة جديدة تسمى hadal zone لتشمل قعر المنخفضات في قيعان المحيط تحت عمق 21000 قدم (حوالي 6500 متر).

التوزيع العمودي للكائنات الحية في البحار:

إن توزيع الكائنات الحية عمودياً يبدأ من سطح البحر، حيث أن التوزيع فوق سطح البحر يعرف باسم مدى العلو، أما التوزيع العمودي للكائنات الحية أسفل سطح البحر يشار إليه باسم مدى العمق، إن بيئات الترسيب قد تكون على ارتفاع عدة آلاف من الأمتار من سطح البحر (الثلاجات) أو على عمق عدة آلاف من الأمتار تحت سطح البحر.
لكن البيئة التي تكون ذات صفات مميزة من حيث توزيع الطاقة والموارد والحدود تؤثر على توزيع الموارد العضوية في الصخور ضمن السجل الطبقي المعروف، كما أن المرابع والبيئات التي تكونت في أعماق تتراوح بين العشرات أو عدة مئات من الأمتار تحت سطح البحر تشكل أهم البيئات وأجدرها بالدراسة، ويمكن تصنيف هذه البيئات إلى بيئات انتقالية (بيئة المد، بيئة المستنقع، بيئة الشاطئ) وبيئات بحرية ضحلة (بيئات الرف القاري والشعب المرجانية).
عند التمييز بين التوزيع العمودي للكائنات الحية البحرية (النباتات والحيوانات) لا بد من التمييز بين الأحياء التي تعيش قرب قعر البحر وتلك التي تطفو على سطح المياه، كما أن عمود المياه البحرية الذي يبلغ عدة الآف من الأمتار فوق قعر المحيطات يمكن تقسيمه إلى عدة بيئات أو أحزمة.
فعلى سبيل المثال تعيش البلانكتونات الحيوانية والنباتية الطافية فوق السطح متحركة بفعل التيارات البحرية وتعيش السابحات في أعماق مختلفة متحركة بقوتها الذاتية، كما أن البعض يقسم عمود الماء إلى بيئة ضوئية، حيث يمكن للضوء أن يخترقها وفيها تشتد عملية التمثيل الضوئي، أما المنطقة اللاضوئية لا تخترقها أشعة الشمس المفيدة.
إن الصخور الرسوبية التي تكونت في بيئات عميقة تمتاز بتواجد فيها أغلب المتحجرات التي تمثل مجموعات بعد موت الأحياء وتكون إما طافية أو سابحة أو تتواجد في بيئات أخرى جرفتها التيارات المائية المختلفة، ولو درسنا المتحجرات في تتابع طبقي ذات أعمار صخور مختلفة لوجدنا الكثير من الاختلافات البينية والجسيمية في صفات المتحجرات وفي أنواعها.
هذه الاختلافات قد تبدو واضحة بين متحجرات الصخور الأقدم إذا تم مقارنتها في متحجرات الصخور الأحدث هذا يدل على أن الأحياء تغيرت مع تغير الزمن الجيولوجي من الأقدم إلى الأحدث، وهذه التغيرات حدثت باتجاه التجديد والتقدم، كما أن عمر الصخور التي تمثل قسماً كبيراً من الجدول الجيولوجي يمكن أن يحدد ما تحتوي عليه الصخور من متحجرات.
هذه الدلائل ساعدت على فهم علم الطبقات في الاطار العالمي ومعرفة أهمية المتحجرات في رسم خريطة جيولوجية، وأصبحت دراسة علم الطبقات بشكل عالمي وواسع بعد ان كان محصوراً في غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة.


شارك المقالة: