الأمن الوطني والأمن القومي:
- الأمن الوطني: هو أساس الأمن الداخلي الذي حصل عليه الدفاع عن المدنيين من جانب الأمن المجتمعي؛ للقضاء على الجرائم غير الإنسانية والمهينة للنفس البشرية وتحقيق الاستقرار، في وجود الأمن القومي والمؤسسات العسكرية التي يمكنها التحكم في السلامة الداخلية ومساعد السلطة القانونية، لتحقيق العدالة بين الموظفين العامين والمدنيين في المجتمع الدولي.
ويعتمد مفهوم الأمن الوطني على طبقتين أساسيتين، وهما: الطبقة الأول وتعرف بأنها الطبقة التقليدية، والتي تعتمد على دور الدولة بتفعيل الأمن، والطبقة الثانية التي ترتبط بالدور الفعّال للمؤسسات المحلية التي تساعد في تعزيز الوجود الأمني، مثل: المؤسسات التي توفر أشخاصاً مدربين لمنح الحماية الأمنية للأفراد المهمين في الدولة، أو المحلات التجارية الكبرى، حيث إنه يوفر حماية المواطنين والأشخاص في مجال الدولة، كما يعرف أن استخدام الأمن يعني الحفاظ على تقدم الحياة اليومية بشكل صحيح من أي أزمة تسبب أضراراً بمكونات المجتمع البشري .
- الأمن القومي: هو استطاعت البلد حصانة أمنها الوطني وحصانة شعبها معاً لحماية أراضيها وثقافتها وعاداتها وحماية اقتصاد الدولة، من أي هجوم مسلح، وكذلك قدرتهم على حمايتهم جميع المشاكل الداخلية وزيادة سياسة متوازنة وزيادة الولاء والقيادة.
وبدون إطار أمني عربي متين، لا يمكن تحقيق أمن قومي قوي، وإطار الأمن القومي العربي سيعزز بدوره الأمن الدولي لكل دولة تحاول تقويض هذا الأمن، والنتيجة أن التحالفات المتعارضة تتشابك مع بعضها البعض. وأظهرت أزمة الخليج في قطر والصراعات في سوريا واليمن وليبيا. وكشفت هذه الاضطرابات ليونة الأمن القومي والأمن الإقليمي وكشفت القيم والمعتقدات الراسخة لمفهوم الأمة العربية. وتشكيل تحالف مع الكيانات الصهيونية وتحالف مع تركيا وتحالف مع إيران وتعارض على بعضها البعض.
الأمن العربي بعد ثورات الربيع:
مع انطلاق ما يسمى بثورة “الربيع العربي“؛ بسبب عدم كفاية الخبرة لقيادة الحاكم في البلاد، استمر النظام العسكري الشمولي في الحكم ولم يستسلم وانهار نظام مؤسسات الدولة. وأدى ذلك إلى انهيار نظام الأمن الداخلي في بعض الدول، وانهار نظام الحكم في هذه الدول، تلاه خلافات على حق الحكم وتدخل الأطراف على أطراف أخرى وكانت منظمة جامعة الدول العربية لا تزال عاجزة.
حيث إن معظم لقاءاتها التي عقدتها باءت بالفشل ولا يوجد حل لاستعادة مكانة هذا البلد العربي القوي، وهو ما دفع بعض المثقفين والباحثين للمطالبة بها الإصلاح وإعادة التنظيم، من خلال العديد من القرارات والإجراءات لتوحيد الجامعة العربية وقراراتها، لمواجهة الأعداء والشعوب وتوحيد الرؤية والأمل في توحيد الجزيرة العربية.
ويعتقد بعض الباحثين أن الأمن القومي أصبح مرادفا للأمن الإقليمي، على الرغم من الفرق بينهما، حيث يرتبط الأمن القومي العربي بالدول العربية، لكن الأمن الإقليمي يرتبط بالشرق الغربي والشرق الشمالي الأفريقي المرتبط بتركيا وإيران وإثيوبيا، ولا يوجد تحويل لمفهوم الأمن القومي العربي للمعنى الأيديولوجي إلى معنى جغرافي، وهذا انتهاك للأمن القومي العربي؛ لأن هذا يجمع بين مفهوم الأمن القومي على أساسا وحدة الخطة العربية والانتماء.
وإذا كانت منظمة الأمم المتحدة تقوم جاهدة بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفقًا للمادتين 6 و 7 من الميثاق وسلطة هيئة مجلس الأمن الدولي التي تتولى هذه المهمة، من أجل تحقيق الأمن الدولي، فهذا مرتبط بالأمن الجماعي ضد أي تهديدات والقدرة على تأمين المجتمع الدولي، وقدرة المجتمع الدولي على مواجهة النزاعات والحروب بين الدول والحروب الأهلية والتمردات ومكافحة الإرهاب، ومنع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية.
وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة قد بذلت جهوداً لتحقيق الأمن الدولي، إلا أنها قد تتعرض لضغوط من القوى العظمى، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، لاقتراح قرارات تتكيف مع قرارات مجلس الأمن بما يعود بالنفع على الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن المفاهيم مختلطة، إلا أنها تدفع في صندوق واحد، وتحقيق سلامة واستقرار المصالح التنافسية بين بلدان المقالات والبلدان التي تعتزم هذا الأمن وأدت إلى الاصطدامات والحروب بين البلدان، نتائجها كارثة.
والمجتمع الدولي وحقوق الإنسان يخضعان للانتهاكات الخطيرة. ويجب للمجتمع الدولي أن يبني رؤية جديدة لتحفيز القانون الدولي لحماية النظام الدولي لأي هيمنة لأي مجالات لأي قوى رئيسية لجميع الدول، ومن خلال إصلاح الولايات المتحدة هناك ولا سيما مجلس الأمن والهيكل من خلال التوزيع العادل للمقاعد بين العالم. وعندما يتحقق الأمن الدولي، سيكون هناك إجماع في تحقيق الأمن القومي والأمن الوطني معاً.