التسريع الأكاديمي للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التسريع الإكاديمي:

مما لا شك فيه أن الموهوبين والمتفوقين نالوا اهتمام الباحثين والعلماء وكذلك علماء النفس، لما يتمتعون به من خصائص وصفات لا يمتلكها غيرهم، وهذه الخصائص والصفات هي بمثابة الدليل على التفوق والموهبة لديهم، ولذلك جاءت بعض البرامج والخطط لدعم هذه الفئة من الطلاب ومن ضمنها التسريع الأكاديمي لعدد من سنوات الدراسة لهم، التسريع الأكاديمي للطالب الموهوب والمتفوق يعني التتابع عن طريق مجموعات السلم التعليمي أو التربوي بدرجة تتلاءم مع قدراته ودون التركيز على الجوانب العمرية أو الزمنية، ومن الجوانب التطبيقية فإن التسريع الأكاديمي يكون بمعنى قدرة الطالب على إنهاء المنهاج المدرسي المعتمد في فترة زمنبة أقصر أو عمر أصغر من المعتاد.

ويعتبر التسريع من أقدم الممارسات التربوية المحددة المرتبطة بالأطفال الموهوبين والمتفوقين، فقد وجد برنامج التسريع للطالب الموهوب والمتفوق قبل أن تبدأ مرحلة القياس العقلي ومرحلة تعليم الطفل الموهوب والمتفوق وتحتل مكانة كبيرة في الأدب التربوي.

ومن الأمثلة على ذلك ما وجده الباحث (كوليك 1992,Kulik) في مراجعة شاملة للبحث التربوي حول تجميع الطلاب حسب القدرة، وذكر أنه تم تطبيق التسريع في فصول خاصة بالطالب الموهوب والمتفوق كان مطبقاً في بعض من مناطق المجتمع منذ عام (1991)، وأنه كان يسمح للطالب الموهوب والمتفوق بقطع المناهج المقررة في فتره زمنية مثل ست سنوات للمنهاج المقرر للطالب العادي يتم في أربع سنوات فقط للطالب الموهوب والمتفوق، أو بإنهاء منهاج ثلاث سنوات في سنتين.

وفي بعض الدول يذكر بعض المربين من جيل الخمسينات أو الستينات أن ممارسة الترفيع الاستثنائي، وأحياناً الترسيب الاستثنائي كانت تتم من خلال قرار محلي من إدارة المدرسة والمعلمين، وتم السماح  بإجراء امتحان الثانوية العامة لمن أراد من الطلاب قبل إتمام سنوات الدراسة الثانوية بسنتين وأحياناً بثلاث سنوات.

إن الهدف الأساسي من وجهة نظر (یرمان) يكمن في عدم إضاعة سنوات، ويمكن أن تكون حافلة بالعطاء الإبداعي الذي عادة ما يكون في عمر الشباب بالتسمية للعديد من الميادين العلمية (1959 ,Termian & Oden)، وقد تكون المبادرة في طلب التسريع من قبل الطالب نفسه أو ولي أمره أو المعلم.

وأيضاً يكون سبب التسريع عندما يكون الطالب متقدم على أقرانه في الصف في حدود سنة دراسية أو أكثر، وأنه لذلك يضيق ذرعاً من إضاعة الوقت في التكرار والانتظار الملازمة للتعامل مع المشكلات الأكاديمية، غالباً ما تكون سهله أو متوسطة الصعوبة حتى تتلاءم مع مستوى معظم أقرانه في الصف.

أنواع التسريع الأكاديمي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1-  القبول المبكر في الصف الأول الأساسي/ الابتدائي:

يقصد بالقبول المبكر أن يسمح للطفل بدخول الصف الأول الأساسي/ الابتدائي قبل إكماله العمر القانوني الذي تحدده القوانين والأنظمة التربوية المعمول بها، ويقبل الطفل إذا بلغ عمره ست سنوات مع نهاية كانون الأول ديسمبر في سنة الدخول.

ومن المعروف أن معظم النظم التربوية في العالم تطبق معيار العمر الزمني کأساس لقبول الطفل في الصف الأول الابتدائي أو الأساسي مع ملاحظة الفروق بينها فيما يتعلق بالعمر المقبول وطريقة احتسابه.

وتستند هذه النظم أساساً إلى نظرية تجميع الطلبة على أساس العمر الزمني مقابل نظرية التجميع على أساس القدرة العقلية أو الاستعداد الدراسي، إن التجميع على أساس العمر الزمني ظاهرة حديثة، قد لا يتعدى عمرها المائة سنة، وهي مبنية متقاربة للتعلم المدرسي وأنهم إذا تعرضوا لبرنامج تربوي جيد، يمكن أن يتقدموا جميعاً من مستوى لآخر باستثناء عدد قليل من المتساقطين سنة بعد أخرى.

إن الحقيقة الساطعة تشير إلى وجود فروق فردية هائلة في القدرات العقلية للطلبة داخل الصف الواحد، وفي دراسة غير منشورة للباحث (مكدانيال) من جامعة بيردو في ولاية انديانا (991 ,McDaniel) ذكر أن الفرق في العمر العقلي بين أعلى الأطفال الذين يدخلون الصف الأول الابتدائي وأدناهم عمراً يبلغ أربع سنوات عقلية تقريباً، وأن الفرق في الاستيعاب القرائي عند بلوغهم الصف السادس الابتدائي يتضاعف ليبلغ ثماني سنوات.

إن المستوى الصفي ليس أكثر من متوسط التحصيل الدراسي لطلبة الصف، ومن الطبيعي أن يقع نصف الطلبة فوق المستوى ونصفهم دون المستوى، وإن التعليم الجيد يزيد من حدة الفريق الفردية لا يقلصها كما يعتقد البعض؛ لأنه يتيح لكل طالب أن يتقدم بناء على قدراته.


شارك المقالة: