الرقعة الجغرافية للدولة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


قام السلطان محمد الفاتح، بإعادة تنظيم الدولة والجيش على حد سواء، في 29 مايو (1453) غزا محمد الفاتح القسطنطينيّة، وسمح للكنيسة الأرثوذكسيّة بالحفاظ على استقلالها وأرضها مقابل قبولها السلطة العثمانيّة.

وبسبب التوتر بين دول أوروبا الغربيّة والإمبراطوريّة البيزنطيّة اللاحقة، فإنَّ غالبيّة السكان الأرثوذكس قبلوا الحكم العثماني على أنّه أفضل من حكم البندقية.

كانت المقاومة الألبانيّة عقبة رئيسيّة أمام التوسّع العثماني في شبه الجزيرة الإيطاليّة، ففي القرنين الخامس عشر والسادس عشر، دخلت الإمبراطوريّة العثمانيّة فترة من التوسع.

وازدهرت الإمبراطوريّة تحت حكم السلاطين المُلتزمين والأقوياء، كما ازدهرت اقتصاديًّا بسبب سيطرتها على طرق التجارة البريّة الرئيسيّة بين أوروبا وآسيا.

قام السلطان سليم الأول (1512-1520) بتوسيع الحدود الشرقيّة والجنوبيّة للإمبراطوريّة بشكل كبير بانتصاره على شاه إسماعيل من إيران الصفويّة، في معركة تشالديران.

أسّس سليم الأول الحُكم العثماني في مصر من خلال هزيمة سلطنة المماليك وضمها إلى مصر وخلق وجود بحري على البحر الأحمر، وبعد هذا التوسع العثماني، بدأت المُنافسة بين الإمبراطوريّة البرتغاليّة والإمبراطوريّة العثمانيّة لتصبح القوة المُهيّمنة في المنطقة.

استولى سليمان القانوني (1520-1566) على بلغراد عام 1521، وأُحتلت الأجزاء الجنوبيّة والوسطى من مملكة المجر كجزء من الحروب العثمانيّة الهنغاريّة، وبعد فوزه التاريخي في معركة موهاكس في عام (1526)، فرض سليمان القانوني الحكم التركي في أراضي المجر الحاليّة (باستثناء الجزء الغربي) وغيرها من أراضي أوروبا الوسطى.

ثمَّ فرض حصارًا على فيينّا في عام 1529، لكنّه فشل في الاستيلاء على المدينة، في عام 1532، قام بهجوم آخر على فيينا، لكن تمّ صدّه في حصار غون.

أصبحت ترانسيلفانيا، والاشيا، ومولدوفيا على فترات مُتقطعة، إمارات رافدة للإمبراطوريّة العثمانيّة، وفي الشرق، استولى الأتراك العثمانيّون على بغداد من الفرس في عام (1535)، وسيطروا على بلاد الرافدين والوصول البحري إلى الخليج الفارسي.

في عام (1555)، أصبحت القوقاز مُقسّمة رسميًّا لأوَّل مرّة بين الصفويّين والعثمانيّين، وهو الوضع الرّاهن الذي سيبقى حتى نهاية الحرب الروسيّة التركيّة (1768-1774).

وبهذا التقسيم للقوقاز كما تمّ توقيعه في سلام أماسيا، أرمينيا الغربيّة، كردستان الغربيّة، وجورجيا الغربيّة (بما في ذلك سامتسي الغربيّة) سقطت في أيدي العثمانيين، في حين بقيت جنوب داغستان وأرمينيا الشرقيّة وجورجيا الشرقيّة وأذربيجان الفارسيّة للصفويين.

حاصرت القوات العثمانيّة حامية كاستلنوفو الإسبانية في عام (1539)، كلف الحصار الناجح العثمانيّين ما بين 20،000 و 37000 رجل، ولكن البندقيّة وافقت على الشروط في (1540)، واستسلمت معظم إمبراطوريّتها في بحر إيجة وموريا، أصبحت فرنسا والإمبراطوريّة العثمانيّة، المُتحدين بالمعارضة المُتبادلة لحكم هابسبورغ، حليفتين قويّتين.

وقعت الفتوحات الفرنسية لنيس (1543) وكورسيكا (1553) كمشروع مُشترك بين قوات الملك الفرنسي فرانسيس الأول وسليمان، وكان بقيادة بارباروسا حيدر الدين باشا وتورجوت ريس.

وقبل شهر من حصار نيس، دعمت فرنسا العثمانيّين بوحدة مدفعيّة خلال الفتح العثماني عام (1543) لإزترغوم في شمال المجر.

بعد المزيد من التقدّم من قبل الأتراك، اعترف حاكم هابسبورج فرديناند رسميًا بالهيمنة العثمانيّة في المجر في عام (1547)، توفي سليمان الأول لأسباب طبيعيّة في خيمته خلال حصار زيجيتفار في عام (1566) ودُفن هناك.

بنهاية عهد سليمان، امتدت الإمبراطوريّة حوالي 877888 ميل مربع
(2،273،720) كيلومتر مربع ممتدة على ثلاث قارات، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الإمبراطوريّة قوة بحريّة مُهيّمنة، تسيطر على جزء كبير من البحر الأبيض المتوسط. بحلول هذا الوقت، كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة جزءًا كبيرًا من المجال السياسي الأوروبي.

انخرط العثمانيّون في حروب دينيّة مُتعدّدة القارات عندما تمّ توحيد إسبانيا والبرتغال في ظل الاتحاد الأيبيري، وكان العثمانيون يحملون لقب الخليفة، ممّا يعني زعيم جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، والإيبيريّون، بصفتهم قادة الصليبّيين المسيحيّين، محبوسين في صراع عالمي وديني، مع مناطق عمليّات في البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الهندي.

حيث طاف الإيبريّون إفريقيا للوصول إلى الهند، وفي طريقهم، شنوا الحروب على العثمانيّين وحلفائهم المسلمين المحليّين.

وبالمثل، مرالأيبيريّون بأمريكا اللاتينيّة المسيحيّة الجديدة وأرسلوا بعثات استكشفت في المحيط الهادئ من أجل إضفاء الطابع المسيحي على الفلبين المُسلمة سابقًا واستخدامها كقاعدة لمواصلة مُهاجمة المسلمين في الشرق الأقصى، وحينئذ أرسل العثمانيّون جيوشًا للمُساعدة في أقصى الشرق، سلطنة آتشيه في جنوب شرق آسيا.

خلال العام (1600) كان الصراع في جميع أنحاء العالم بين الخلافة العثمانيّة والاتحاد الأيبيري طريقاً مسدوداً حيث كانت كلتا القوتين في مستويات مُماثلة من السكان والتكنولوجيا والاقتصادية.


شارك المقالة: