الصدق الداخلي في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الصدق الداخلي:

هو قدرة الباحث على تقديم أدلة كافية تدل على أن المتغير المستقل وليس أي متغير آخر، لم يتم ضبطه أو تحديده، وهو المسؤول عن التغير الذي طرأ على قيمة المتغير التابع.

بعبارة أخرى يرمي الصدق الداخلي إلى تأكيد مصداقية فاعلية العلاج، ويعتمد الصدق الداخلي المجرب على تصميم البحث المستخدم وعلى قدرة ذلك التصميم على الحد من أثر العوامل أو المتغيرات الداخلية.

تصميمات البحث ذات المنحى الفردي في الصدق الداخلي لتعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

1- القياس المتكرر:

حيث يعتبر أحد الخصائص المركزية التي من خلالها تتميز تصمیمات بحث الحالة الواحدة بالنسبة لغيرها من تصميمات البحث التجريبي، وهو قياس المتغير التابع بصورة متكررة في المراحل التجريبية المختلفة، فالسلوك الإنساني يتباين من موقف إلى آخر ومن فترة إلى أخرى، وذلك لا بد من قياسه بتواصل إذا كنا نستهدف التعرف إلى مصادر ذلك التباين كذلك، فالقياس المتكرر يعمل على استثناء أثر العوامل التي تهدد الصدق الداخلي كعامل النضج مثلاً، إضافة إلى ذلك فالقياس المتكرر يقدم وصف واضح وصادق للمتغير التابع وكيف اختلفت قيمته عند خضوعه لأثر طريقة العلاج.

وبالتالي فإن استراتيجية القياس التي يتم استخدامها في تصميم البحث ذو الحالة الواحدة، يوجد فيها فروق بشكل كبير عن تلك المستخدمة في التصميم مقارنة بالمجموعات، حيث تشمل قياس التغير التابع مرة قبل البدء بالمعالجة ومرة بعد الانتهاء من المعالجة، فالشيء التقليدي هو أن تحاول تصميمات مقارنة المجموعات إيضاح الفروق بين أداء المجموعة الضابطة وأداء المجموعة التجريبية بعد استخدام طريقة العلاج، وذلك أحد مواطن الضعف الأخرى في هذه المنهجية والتي تحد من فائدتها للممارس.

أما بالنسبة لتصمیمات البحث ذات الحالة الواحدة، فهي تسمح بالقياس المستمر للمتغير التابع لملاحظة أثر التغير المستقل بطريقة فورية، وهذا مفيدة للباحث ويمكن التوقف عن طريقة العلاج أو إضافة إجراء علاجي آخر أثناء الدراسة نفسها، إذا وجِد أن طريقة العلاج المستخدمة غير فعالة.

وفي هذا المجال ينبغي الإشارة إلى أن أحد المسببات الحقيقية التي قد تهدد الصدق الداخلي لتصميم بحث ذو الحالة الواحدة، هو العامل المتعلق بإجراءات القياس، ويشير هذا العامل إلى احتمال أن يكون التقييم فعال والعلاج غير صادق في حالة عدم تنفيذ إجراءات القياس بشكل منظم، وبما أن القياس المتكرر أحد السمات الأساسية لاستراتيجية بحث الحالة الواحدة، فلا بد من معايرة إجراءات القياس بهدف استخدامها بالطريقة نفسها من مرة إلى أخرى، المعايرة هي أن تكون مدة الملاحظة متساوية من وقت إلى آخر، وأن تكون بيئة القياس وأساليبه متشابهة من وقت إلى آخر.

2-  التحقق من ثبات القياس وصدقه:

إن طريقة القياس الأكثر استخدام في بحث الحالة الواحدة هي الملاحظة المباشرة، وهذه الطريقة في القياس تخضع لتأثير عدد من العوامل، لهذا من الضروري التحقق من مؤشرات ثبات وصدق البيانات التي يتم جمعها بالطريقة التقليدية للتأكد من ثبات القياس المباشر وصدقه، يتم الطلب من شخصين أو أكثر ملاحظة السلوك المستهدف بطريقة مستقلة في المدة الزمنية نفسها، وذلك بعد تدريبهم جيداً عن طريق نظام الملاحظة.

وبعد ذلك يتم حساب نسبة الاتفاق بين الملاحظين، ولعل أهم العوامل التي تعمل على تحديد درجة الاتفاق بين الملاحظين هو وضوح تعريف التغير التابع، ولهذا فإن إحدى الميزات المركزية الأخرى لاستراتيجية بحث الحالة الواحدة هي تعريف التغير التابع إجرائياً، بحيث يكون التعريف شامل ودقيق لا لُبس فيه ولا غموض.

3- الانتقال من رحلة تجريبية إلى أخرى:

يختار العالم التقليدي تصميم البحث الذي سيستخدمه ويحدد خطوات البحث وإجراءاته قبل البدء بالدراسة، وأما بالنسبة لتصميمات البحث ذات الحالة الواحدة، فهناك بعض القرارات الهامة التي لا يتمكن العالم من  اتخاذها إلا بعد البدء بجمع البيانات، وإحدى هذه القرارات يتعلق بتحديد مدة المرحلة التجريبية الواحدة، فهذا الأمر لا يمكن تحديده قبل البدء بالدراسة، ذلك أن على الباحث أن يقرر ما إذا كانت البيانات التي تم جمعها كافية وواضحة لتقييم فعالية العلاج أم لا.

فعلى سبيل المثال إذا وجد العالم أن قيمة المتغير التابع تختلف من جلسة إلى أخرى فمن الأفضل الانتظار حتى يكون هناك نسبية فيه، والمبدأ العام المتبع في هذا الصدد هو أن تكون مرحلة الخط القاعدي مساوية لمرحلة العلاج، ولكن القيود العلمية كثيراً ما تمنع تحقيق هذا الشرط.


شارك المقالة: