مفهوم دراسة الجدوى التفصيلية:
دراسة الجدوى التفصيلية هي أحد أنواع دراسات الجدوى الواجب القيام بها وتنفيذها وتطبيقها، وهي المرحلة الثانية بعد المرحلة الأولى وهي دراسة الجدوى الأولية والتي تمنح الإذن للمستثمر بأن يقوم بالبدء بدراسة الجدوى التفصيلية وهي تأتي بمثابة الخطوة الثانية، فبعد التأكد من القدرة على تطبيق المشروع على أرض الواقع وبعد التأكد من أن المشروع الاستثماري من الممكن أن ينجح، عندها يقوم المستثمر بالخطوة التالية وهي إعداد دراسة تفصيلية لجميع النواحي الخاصة بالمشروع، وتغطية العديد من الجوانب الفنية والبيئية والتنظيمية والاقتصادية والمالية والهندسية.
وتُعتبر دراسة الجدوى الاقتصادية التفصيلية هي بمثابة دراسة متخصصة وداعمة للدراسة الأولية وتشمل على جميع جوانب المشروع المقترح وبقدر مقبول من الدقة والشمولية؛ بحيث تستطيع إدارة المشروع اتخاذ القرار النهائي بخصوص المشروع، وقد يتم دمج جوانب الدراسة الفنية ضمن الدراسة الفنية الدراسة الاقتصادية التفصيلية، أو قد يتم فصلها في دراسة مستقلة.
جوانب دراسة الجدوى التفصيلية:
تتضمن دراسة الدوى الاقتصادية مجموعة من الجوانب. ومن أهم هذه الجوانب ما يلي:
1- تقدير التكاليف الاستثمارية للمشروع:
تختص هذه الدراسة بتقدير حجم الإنفاق الاستثماري، الثابت والتشغيلي، فالإنفاق الاستثماري الثابت يتضمن التكاليف الاستثمارية التي تتطلبها عملية إقامة وتشييد المشروع حتى يبدأ بالإنتاج، ويتضمن ذلك الأصول الثابتة الملموسة؛ أي المادية والأصول غير الملموسة التي تُستخدم في المشروع الاستثماري طيلة عمره الإنتاجي أو طيلة عمره الاقتصادي، وتشمل الأصول غير الملموسة على براءات الإختراع والأسماء والعلامات التجارية، فيما تتضمن الأصول الملموسة على الأراضي والمباني والمعدات والآلات والمكائن وغيرها.
بينما فيما يخص تكاليف رأس المال التشغيلي، فتمثل في الإنفاق على عملية تشغيل المشروع لأغراض الإنتاج الاعتيادي والتي تتضمن الأصول الجارية، وهي النقد والحسابات المستحقة والتي تُستخدم في دفع الأجور وفواتير مختلفة خاصة بالعمل مثل الكهرباء والماء وغيرها، وكذلك المخزون من المدخلات والمنتجات نصف المصنعة والمنتجات النهائية. وتنشأ الحاجة إلى رأس المال التشغيلي خلال الفترة الزمنية التي تمتد من بداية التدفقات النقدية الخارجية حتى بداية التدفقات الداخلة.
وإلى جانب اختلاف طبيعة كل من الإنفاق الاستثماري الثابت والإنفاق التشغيلي، فهنالك اختلاف آخر بينهما يتمثل في الفترة الزمنية اللازمة لاسترداد الأموال التي تُنفق على المشروع، فعملية استرداد رأس المال التشغيلي ينبغي أن يتحقق خلال فترة محددة بدورة الإنتاج، في حين الإنفاق الاستثماري الثابت يتم استرداده خلال فترة من الزمن.
2- تقدير تكاليف الإنتاج السنوية:
تُعتبر تكاليف الإنتاج السنوية مهمة جداً بالنسبة للمشروع؛ لأنها تمكّن من حساب الأرباح السنوية؛ وذلك من خلال طرح إجمالي التكاليف الإنتاجية السنوية من العوائد المالية السنوية، وعادةً ما تنقسم إلى قسمين هما: تكاليف الإنتاج الثابتة، والتي تشمل على الإيجار الخاص بالمبنى أو إيجار الأراضي، وكذلك الاهتلاكات بالنسبة للآلات والمعدات ووسائل النقل والأثاث وبالإضافة إلى مصاريف التأسيس، وكذلك جميع المصاريف الخاصة برواتب الموظفين والإداريين والمهندسين، وبالإضافة إلى المصاريف النثريبة والمصاريف الأُخرى.
بينما النوع الثاني من التكاليف فهو تكاليف الإنتاج المتغيرة، والتي تشمل على الأجور المتغيرة مثل أجور فنيين التصليح، وتكاليف المواد الأولية تكاليف الماء والكهرباء والوقود، وكذلك مصاريف الصيانة الخاصة بالأصول الثابتة وتكاليف التسويق المباشرة.
3- احتياجات المشروع من مستلزمات الإنتاج:
تتطلب العملية الإنتاجية توفير الاحتياجات من المواد الخام والسلع الوسيطة بالكميات المطلوبة والمواعيد المناسبة موزعة على مدار السنة؛ ولهذا الغرض تتم دراسة توفير الرصيد المناسب من خزين المواد الخام وغيرها من مستلزمات الإنتاج، مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة الهدر والضياع.
4- احتياجات المشروع من القوى العاملة:
تتطلب العملية الإنتاجية تقدير الإحتياجات من العمالة بالاختصاصات المختلفة الفنية والإدارية، وحسب مستويات المهارة وذلك بالنسبة للعمالة الدائمة، أما الإحتياجات من العمالة خلال فترة الإنشاء فتتمثل في مجموعة الإداريين والفنيين الذين يتولون مهمة الإشراف على تنفيذ المشروع، ومن المعروف أن جزءًا من هؤلاء ينتهي عملهم بمجرد الانتهاء من المشروع مثل المهندسين المعماريين والمدنيين والفنيين المتخصصين في عمليات الإنشاء والتركيب. ويتم أيضاً تقدير حجم الأجور والمرتبات لمختلف أنواع العاملين في المشروع الاستثماري خلال السنة.
5- تقدير العوائد المتوقعة من المشروع:
في هذه المرحلة يتم تقدير العوائد السنوية المتوقعة من المشروع، والتي تُمثل صافي المبيعات من السلع المنتجة والعوائد المالية من الخدمات المختلفة التي يمكن أن يقدمها المشروع للمشاريع الأُخرى، ويتم ذلك في ضوء الكميات المباعة والأسعار.