على الرغم من أهمية جميع الخضروات للصحة، إلا أن بعض الأنواع تقدم فوائد فريدة. والبصل هو من جنس (Allium) النباتات المزهرة التي تشمل أيضًا الثوم والكراث والثوم المعمر، وتحتوي هذه الخضروات على العديد من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية القوية التي ثبت أنها تعزز الصحة بعدة طرق. وفي الواقع، تم التعرف على الخصائص الطبية للبصل منذ العصور القديمة، حيث تم استخدامه لعلاج أمراض مثل الصداع وأمراض القلب وتقرحات الفم.
أسباب تجعل البصل مهم للرياضيين:
1. معبأة بالمغذيات:
يعتبر البصل غني بالعناصر الغذائية، ويعتبر منخفض السعرات الحرارية ولكنه غني بالفيتامينات والمعادن، وتحتوي حبة البصل المتوسطة على 44 سعرة حرارية، ولكنه يوفر كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن والألياف. ويعتبر البصل غني بشكل خاص بفيتامين C، وهو عنصر غذائي يشارك في تنظيم صحة المناعة وإنتاج الكولاجين وإصلاح الأنسجة وامتصاص الحديد.
ويعمل فيتامين C كمضاد للأكسدة في للجسم، حيث يحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجزيئات تسمى الجذور الحرة. والبصل غني أيضًا بفيتامينات B، بما في ذلك حمض الفوليك والبيريدوكسين والتي تلعب دورًا رئيسيًا في التمثيل الغذائي وإنتاج خلايا الدم الحمراء ووظيفة الأعصاب. ويعتبر البصل مصدر جيد للبوتاسيوم، وهو معدن يفتقر إليه الكثير من الناس. وتتطلب الوظيفة الخلوية الطبيعية وتوازن السوائل ونقل الأعصاب ووظائف الكلى وتقلص العضلات البوتاسيوم.
2. يفيد صحة القلب:
يحتوي البصل على الكثير من مضادات الأكسدة ومركبات تقاوم الالتهاب وتعمل على تقليل من الدهون الثلاثية وتقلل من مستويات الكوليسترول وكل ذلك قد يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وقد تساعد خصائصها القوية المضادة للالتهابات أيضًا في تقليل ارتفاع ضغط الدم والحماية من الجلطات الدموية. والكيرسيتين هو أحد مضادات الأكسدة الفلافونويدية التي تحتوي على نسبة عالية من التركيز في البصل. نظرًا لأنه مضاد قوي للالتهابات، فقد يساعد في تقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم.
ووجدت في دراسة أجريت على 70 شخصًا يعانون من زيادة الوزن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن جرعة من 162 مجم يوميًا من مستخلص البصل الغني بالكيرسيتين قللت بشكل كبير من ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3-6 مم زئبق مقارنة مع الدواء الوهمي. كما ثبت أن البصل يقلل من مستويات الكوليسترول.
ووجد في دراسة أجريت على 54 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) أن تناول كمية من البصل الأحمر النيء (40-50 جرامًا / يوميًا في حالة زيادة الوزن و 50-60 جرامًا / يوم إذا كان الشخص مصاب بالسمنة) لمدة ثمانية أسابيع يقلل من LDL الكلي و “الضار” الكوليسترول مقارنة بمجموعة التحكم. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الأدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن استهلاك البصل قد يقلل من عوامل الخطر لأمراض القلب، بما في ذلك الالتهاب ومستويات الدهون الثلاثية المرتفعة وتكوين جلطة الدم.
3. مليء بمضادات الأكسدة:
تعتبر مضادات الأكسدة مركبات تمنع الأكسدة، وهي عملية تؤدي إلى إتلاف الخلايا وتساهم في الإصابة بأمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. والبصل مصدر جيد لمضادات الأكسدة. في الواقع، تحتوي على أكثر من 25 نوعًا مختلفًا من مضادات الأكسدة الفلافونويد، ويحتوي البصل الأحمر على وجه الخصوص، على الأنثوسيانين وهي أصباغ نباتية خاصة في عائلة الفلافونويد التي تعطي البصل الأحمر لونه العميق. ولقد وجدت العديد من الدراسات السكانية أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الأطعمة الغنية بالأنثوسيانين تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت على 43880 رجلاً أن تناول جرعات عالية تصل إلى 613 مجم يوميًا من الأنثوسيانين يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية غير المميتة بنسبة 14٪. وبالمثل، لاحظت دراسة أجريت على 93600 امرأة أن أولئك الذين تناولوا أعلى كمية من الأطعمة الغنية بالأنثوسيانين كانوا أقل عرضة بنسبة 32٪ للإصابة بنوبة قلبية من النساء اللائي لديهن أقل تناول. بالإضافة إلى ذلك، وجد أن الأنثوسيانين يقي من أنواع معينة من السرطان والسكري.
4. يحتوي على مركبات مقاومة للسرطان:
تم ربط تناول الخضار من جنس (Allium) مثل الثوم والبصل بتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك المعدة والقولون والمستقيم. وأظهرت مراجعة لـ 26 دراسة أن الأشخاص الذين تناولوا أكبر كمية من خضروات الأليوم كانوا أقل عرضة بنسبة 22٪ للإصابة بسرطان المعدة من أولئك الذين تناولوا أقل كمية. وعلاوة على ذلك، أظهرت مراجعة لـ 16 دراسة أجريت على 13333 شخصًا أن المشاركين الذين تناولوا أعلى كمية من البصل لديهم خطر أقل بنسبة 15٪ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنةً بأولئك الذين تناولوا أقل كمية.
وتم ربط هذه الخصائص المقاومة للسرطان بمركبات الكبريت ومضادات الأكسدة والفلافونويد الموجودة في هذه الخضروات. ويحتوي البصل أيضًا على (fisetin) و (quercetin) ومضادات الأكسدة الفلافونويد التي قد تمنع نمو الورم.