تُعد قصة الصياد وزوجته هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- الصياد.
- زوجة الصياد.
- السمكة.
قصة الصياد وزوجته:
كان هناك صياد يعيش مع زوجته في نفق تحت الأرض قريب من شاطئ البحر، اعتاد الصياد أن يخرج طوال اليوم للصيد وفي أحد الأيام بينما كان جالسًا على الشاطئ مع عصاه ينظر إلى الماء اللامع ويراقب اتجاهه، وفجأة تمّ جر عوامات قاربه بعيدًا في أعماق البحر من قِبَل سمكة كبيرة. خرجت السمكة وقالت: دعني أعيش أرجوك، أنا لست سمكة حقيقية أنا أمير مسحور. ضعني في الماء مرة أخرى ودعني أذهب. قال له الصياد: ليس عليك الرجاء كثيرًا، فلا أتمنى أنْ تكون لي علاقة مع سمكة يمكنها التحدث، لذا اسبح بعيدًا بأسرع ما تشاء.
ثم أعاده إلى الماء واندفعت السمكة إلى أسفل مباشرة وتركت وراءها سلسلة طويلة من الدم. وعندما عاد الصياد إلى المنزل، أخبر زوجته كيف اصطاد سمكة كبيرة وكيف أخبرته السمكة بأنَّها أمير مسحور وأنَّه عندما سمعها تتحدث تركها تذهب مرة أخرى. قالت الزوجة: ألم تطلب منه شيئًا؟ قال الصياد: ما الذي يجب أنْ أطلبه؟ قالت الزوجة: نحن نعيش بائسة للغاية هنا في هذه النفق البائس، هيا اذهب إلى تلك السمكة واخبرها بأننا نريد كوخًا صغيرًا. ذهب الصياد إلى الشاطئ وقال: يا رجل البحر تعال واستمع إلي، زوجتي أليس أرسلتني لأطلب منك طلب!
ثم جاءت السمكة تسبح إليه وقالت: ماذا تريد؟ أجاب الصياد: زوجتي قالت لي بأنَّه كان علي أنْ أطلب منك شيء مقابل إطلاق سراحك، فنحن نعيش في النفق منذ فترة طويلة وهي تريد مني أنْ أطلب منك كوخ صغير لنعيش فيه. قالت السمكة: اذهب إلى المنزل إذن، فهي الآن في الكوخ. فذهب الرجل إلى منزله ورأى زوجته واقفة عند باب كوخ. قالت له: تعال وشاهد كوخنا، أليس هذا أفضل من النفق؟ يوجد صالون وغرفة نوم ومطبخ وخلف الكوخ هناك حديقة صغيرة بها جميع أنواع الزهور والفواكه وفناء مليء بالبط والدجاج.
قال الصياد: كم سنعيش بسعادة! قالت زوجته: سنحاول القيام بذلك. سار كل شيء على ما يرام لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم قالت السيدة أليس: يا عزيزي لا توجد مساحة كافية في هذا الكوخ، الفناء والحديقة صغيران جدًا. أود أنْ يكون لدي قلعة حجرية كبيرة للعيش فيها، لذا اذهب إلى السمكة مرة أخرى وأخبرها بأن تمنحنا قلعة. قال الصياد: يجب أنْ نكتفي بالكوخ، فلا أود الذهاب للسمكة فلا أظن بأنَّ طلبي سيُجاب هذه المرة.
قالت الزوجة: سيفعل ذلك عن طيب خاطر، انطلق وحاول. ذهب الصياد وكان محرجًا للغاية، وعندما وصل إلى البحر بدا لونه أزرقًا وكئيبًا رغم أنَّه كان هادئًا للغاية. اقترب منه وقال: يا رجل البحر، تعال واستمع إلي زوجتي أليس وباء حياتي أرسلتني لأطلب منك طلب! قالت السمكة: ماذا تريد الآن؟ قال الرجل بحزن شديد: زوجتي تريد أنْ تسكن في قلعة حجرية. قالت السمكة: اذهب إلى المنزل إذن، إنَّها تقف عند باب القلعة. ذهب الصياد بعيدًا ووجد زوجته واقفة أمام قلعة كبيرة.
قالت: انظر أليس هذا عظيمًا؟ وبهذا دخلا المنزل معًا ووجدا عددًا كبيرًا من الخدم هناك والغرف كلها مفروشة بأغلى المفروشات ومليئة بالكراسي والطاولات الذهبية وخلف القلعة كانت توجد حديقة طولها نصف ميل مليئة بالغنم والماعز والأرانب البرية والغزلان. وفي الفناء كانت هناك اسطبلات وبيوت أبقار. قال الرجل: سنعيش الآن راضين وسعداء لبقية حياتنا. قالت الزوجة: سوف نحاول القيام بذلك.
وفي صباح اليوم التالي عندما استيقظت السيدة أليس وقالت لزوجها: اذهب إلى السمكة وقل لها بأنني أود أنْ أكون ملكة. قال لها زوجها: لا يمكنني الذهاب ولن تستطيع السمكة جعلك ملكة. قالت له: كفاك كلامًا واذهب إلى السمكة واطلب منها ما قلت لك. ذهب الصياد إلى السمكة وقال لها بحرج شديد: زوجتي تريد أنْ تكون ملكة. قالت السمكة: اذهب إلى المنزل، فهي بالفعل ملكة. ثم عاد الصياد إلى منزله وعندما اقترب من القصر رأى مجموعة من الجنود وسمع صوت الطبول والأبواق.
وعندما دخل، رأى زوجته جالسة على عرش عالٍ من الذهب والألماس وعلى رأسها تاج ذهبي وعلى كل جانب منها وقفت ست عذارى جميلات. قالت له زوجته: يا له من شيء رائع أنْ تكون ملكة! الآن لن يكون لدينا أي شيء أتمناه أبدًا. ولكنها شردت قليلًا وقالت له: أود أنْ أكون إمبراطورة، اذهب إلى السمكة واطلب منها ذلك. قال الصياد: لا يمكن للأسماك أنْ تجعل منك إمبراطورة ولا ينبغي أنْ أطلب مثل هذا الشيء. قالت له: أنا ملكة وأنت عبدي، لذا اذهب مباشرة.
لذلك اضطر الصياد إلى المغادرة وذهب إلى شاطئ البحر وقال للسمكة: إنَّها تريد أنْ تكون إمبراطورة. قالت السمكة: اذهب إلى المنزل، إنَّها إمبراطورة بالفعل. ثم عاد إلى المنزل مرة أخرى وعندما اقترب، رأى زوجته جالسة على عرش مرتفع جدًا مصنوع من الذهب الخالص مع تاج على رأسها بارتفاع قديم وعلى كل جانب من جوانبها وقف حراسها ومرافقيها وتراوحوا حسب الطول، من أطول عملاق إلى قزم صغير. قال لها الصياد: هل أنت راضية؟ قالت له: نعم! أنا إمبراطورة. قال الصياد: يا له من شيء جميل بأنْ تكوني إمبراطورة. قالت له: أود أنْ أكون البابا التالي للمسيحين.
قال لها الصياد: كيف يمكنك أنْ تكوني بابا؟ لا يوجد سوى بابا واحد في العالم المسيحي لكل دورة. قالت: سأكون البابا في هذا اليوم بالذات. أجاب الزوج: ولكن لا تستطيع السمكة أنْ تجعلك بابا. قالت له: هراء، من قامَ بجعلي إمبراطورة سيجعل مني بابا، اذهب وقل للسمكة. قال الصياد للسمكة: زوجتي تريد أنْ تكون البابا. قالت السمكة: اذهب إلى المنزل، إنَّها البابا بالفعل. ثم عاد الصياد إلى منزله ووجد زوجته جالسة على العرش وعلى رأسها ثلاثة تيجان. قال لها: لقد أصبحت البابا، لا يوجد شيء أعظم من ذلك.
قالت: سأفكر، ربما أجد شيء أعظم. ثم ذهبوا إلى الفراش، ولكن السيدة أليس لم تستطع النوم طوال الليل لتفكر في ما يجب أنْ تكون عليه بعد ذلك. جاء الصباح الماضي وشرقت الشمس ونظرت للنافذة وأيقظت زوجها وقالت: اذهب إلى السمكة وأخبرها بأنني أريد أنْ أسيطر على العالم. رفض الصياد ذلك، ولكنها قالت: أنا البابا وآمرك بالذهاب. ذهب إلى السمكة وقال لها: زوجتي تود أنْ تحكم العالم. أجابت السمكة: حسنًا، اذهب إلى المنزل إلى خندقك مرة أخرى وقل لزوجتك كفاها طمعًا. وهناك يعيشون حتى يومنا هذا.