قصة اليهودي في الأدغال - The Jew in the Bush

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة اليهودي في الأدغال هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الخادم.
  • الرجل اليهودي العجوز.
  • الحاكم.

قصة اليهودي في الأدغال:

كان هناك رجل صادق يعمل كخادم لأحد المزارعين، كان هذا المزارع بخيل للغاية فلمدة ثلاث سنوات لم يتقاضى أجرًا. وفي أحد الأيام خطر على بال الرجل بأنَّه لن يستمر على هذا النحو بعد الآن، فذهب إلى سيده وقال: لقد عملت بجد من أجلك لفترة طويلة وبدون أجر أيضًا. ولكن أنا أثق بك فسوف تعطيني مبلغ من المال وسوف تدعني أذهب بإجازة طويلة، أخرج المزارع البخيل ثلاثة تيجان وأعطى الخادم تاج مقابل كل عام عمله عنده وقال له المزارع: فلتذهب برحلة طويلة ولا تعد إلّا بعد أنْ تمضي وقت جيد.

وضع الخادم التيجان في حقيبته وذهب ليريح نفسه وانطلق متجولًا فوق التلالوالوديان وبينما كان يركض في الحقول يغني ويرقص، التقى به قزم صغير وسأله ما الذي جعله سعيدًا للغاية. قال له الخادم: ولم لا أكون سعيدًا؟ فأنا أحمل المال الذي ادخرته لمدة ثلاثة سنوات في جيبي وسأنطلق برحلة طويلة. قال له القزم: كم هو المبلغ الذي تحمله؟ قال له الخادم: أنا أحمل معي ثلاثة تيجان ذهبية. قال له القزم: هل يمكنك أنْ تعطيني المال فأنا فقير للغاية. قال له الخادم الكريم: حسنًا خذ هؤلاء التيجان الذهبية، فهم لك.

حينئذ أشفق عليه الخادم الصالح وأعطاه التيجان الثلاثة وقال له القزم: سأمنحك ثلاثة أمنيات مقابل كرمك هذا. قال له الخادم: أود أنْ يكون لدي قوس يطيعني والتقط به كل ما أريد، هذا أولًا. وثانيًا أريد كمان يرقص على أنغامه كل شخص يسمعني أعزف عليه. وثالثًا أود أنْ أكون محبوبًا؛ لكي يمنحني كل شخص ما أريده. حقق القزم له كل ما يريد وذهب الخادم بطريقه. وعندما كان الخادم يسير في الغابة، رأى رجل يهودي عجوز ينظر إلى أعلى الشجرة التي يقف عليها واحد من أجمل الطيور وأعذبها صوتًا ويقول: سأدفع كل ما أملك مقابل الحصول على هذا الطير الجميل.

قال له الخادم: حسنًا سأمنحك هذا الطائر. قال له الرجل العجوز: سأعطيك كل نقودي. رفع الخادم قوسه وانطلق سهمه وأسقط الطائر على الأرض وعندما رأى اليهودي أنَّه يمكنه الحصول على الطائر، اعتقد أنَّه سيخدع الخادم فوضع ماله في جيبه مرة أخرى وتسلل إلى الأدغال ليجد فيه أي شيء يعطيه للخادم مقابل خدمته. وفي ذلك الوقت، بدأ الخادم بالعزف على الكمان وبمجرد أنْ أطلق ألحانه بدأ الرجل العجوز يتراقص في الهواء دون وعي. وبعدها تسللت الأشواك على جسد العجوز وخدشته وسال الدم منه.

بدأ اليهودي بالبكاء والقول: رحمتك يا رب. ما الذي فعلته ليحدث لي كل هذا؟ قال له الخادم: كل هذا حصل بسبب سوء نيتك، فأنا لم أريد حصول كل هذا ولكن ما فعلته ليس أمر مقبول. وهل تعلم أيها العجوز بأنَّ كماني هذا يعاقب من يقوم بخداعي. ثم بدأ اليهودي بتوسل الرحمة والصلاة وقال أنَّه سيعطي الخادم الكثير من ماله ليطلق الخادم سراحه. لم يكترث الخادم لكلام العجوز وظل يعزف على كمانه وكل ما كان يعزف كان العجوز يرتفع للأعلى وتأكل الأشواك جسده.

وأخيرًا عرض العجوز مبلغ كبير جدًا من المال على الخادم وقال له: سأعطيك كل بنس أملكه، هذا وعدًا مني ولكن أرجوك اتركني ولا تدعني أسير لألحان هذا الكمان. وافق الخادم على هذه الصفقة وقال للعجوز: حسنًا هذا أمر مقبول الآن، سأترك ألحان كماني تتركك حرًا. أخذ الخادم كل أموال الرجل العجوز وسار في طريقه مُكملًا رحلته. وفي هذه الأثناء، تسلل الرجل اليهودي من الأدغال نصف عارٍ وفي حالة يُرثى لها وبدأ يُفكر في كيفية انتقامه من الخادم.

ذهب الرجل العجوز إلى القاضي وقال له: يا سيدي هناك رجل يحمل كمان كبير على ظهره يعزف عليه وهناك قوس على كتفه يقتل فيه كل حيوان يمر بجانبه. قال القاضي للرجل العجوز: هذا الرجل لا بد له أنْ يحضر إلى محكمتي لأعاقبه أشد عقاب. أكمل له الرجل العجوز وقال: انظر إلى جسدي يا سيدي لقد ضربني ضرب مبرح، فكل جسدي مليء بالدم والخدوش وفوق كل هذا، قامَ بسرقة كل الأموال والذهب الذي أملكه.

أرسل القاضي العاملين عنده ليحضروا الرجل وسرعان ما تم القبض على الخادم. أحضر العاملين الخادم إلى مجلس الحاكم وقال اليهودي قصته الكاذبة مرة أخرى أمام الخادم. قال الخادم: هذا الرجل يكذب يا سيدي، لقد منحني كل أمواله مقابل العزف على كماني وتعليمه الرقص. قال له القاضي: لا بد بأنَّك تكذب، فهذه ليس حجة واقعية. وأكمل: الآن ستذهب إلى السجن وبعدها سيتم إعدامك شنقًا حتى الموت. وبينما كان واقفًا تحت حبل المشنقة قال للقاضي: يا سيدي، هل يمكنني أنْ أطلب منك طلبًا؟

قال له القاضي: أي شيء باستثناء حياتك. قال له الخادم: لا يا سيدي لا أريد منك أنْ تعفو عن حياتي، ولكنني أريد منك أنْ تمنحني الفرصة الأخيرة للعزف على كماني. عندما سمع اليهودي هذا الكلام قال: لا! بحق السماء لا تستمع إليه يا سيدي الحاكم! لا تستمع إليه! قال الحاكم: ستكون هذه الأمنية الأخيرة لهذا الرجل المسكين وسوف أحققها له. وفي الحقيقة لم يكن الحاكم يستطيع رفض هذا الطلب؛ لأن الهدية الثالثة للخادم من القزم كانت تلبية طلبات الخادم.

وعندما كان الخادم على وشك البدء بالعزف، قال اليهودي: أرجوكم ليربطني أحدكم. أخذ الخادم كمانه وبدأ يعزف عليه وبعدها بدأ الجميع بالرقص على على ألحان الكمان حتى الحاكم. ثم قال الحاكم للخادم: أرجوك اتركني يا هذا! اطلق سراحي أرجوك! لم يوافق الخادم على ذلك فقال له الحاكم: سأعفو عن حياتك ولكن اتركني. قال له الخادم: لا، هذا لا يكفيني. قال له الحاكم: سأعطيك مبلغ كبير من المال، ولكن دعني وشأني. لم يوافق الخادم على ذلك واستمر بالعزف.

حتى قال له الحاكم: سأعطيك مائة تاج من الذهب والفضة، ولكن اتركني. وعندما سمع الخادم ذلك وافق على ترك الحاكم وخدمه. ثم دعا المواطن اليهودي وقال: أخبرنا الآن، من أين حصلت على هذا المال أيها العجوز؟ أجاب اليهودي أمام كل الناس: لقد سرقتها، أقر بأنني سرقتها وأنَّك كسبتها بشكل عادل. ثم توقف الخادم عن العزف وترك اليهودي ليحل محله عند حبل المشنقة. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: