تُعد قصة كلمات المرأة جزء من لحم ودم هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ عدد من الكتاب بتأليفها في عام 1921م. حيث قامَ الدكتور ويليام آر بتحريرها، طُبعت هذه القصة في عدد من مكتبات مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كافة مكتبات مدينة بكين في جمهورية الصين الشعبيّة. تروي هذه القصة الخياليّة تقليدًا صينيًا عن الطائر الذي يُدعى بطائر الروك ويُقال بأنَّ ظهوره للإنسان دلالة على ظهور أموال كثير ستجعله غنيًا طوال حياته.
الشخصيات:
- الأخ الأكبر.
- الأخ الأصغر.
- زوجة الأخ الأكبر.
- زوجة الأخ الأصغر.
- الطائر.
قصة كلمات المرأة جزء من لحم ودم:
ذات مرة كان هناك شقيقان متزوجان يعيشان في نفس المنزل، وفي أحد المرات استمع الأخ الأكبر لكلام زوجته وبسببها اختلف مع أخيه الصغير. وبعد فترة من الزمن بدأ فصل الصيف، وحان وقت زراعة بذور الدخن الذي ينمو بكثرة في الصين، ولكن لم يكن لدى الأخ الصغير أي حبوب وطلب من الأكبر أنْ يعيره بعض الحبوب فوافق الأخ الأكبر على ذلك وأمر زوجته بأنْ تعطيه البذور. كانت الزوجة تكره أخ زوجها الصغير ولم ترد أنْ تعطيه الحبوب، ولذلك أخذت الحبوب ووضعتها في قدر كبير وقامت بطهبها حتى تنضج ثم أعطته للصغير.
لم يكن الأخ الأصغر يعرف شيئًا عمّا قامت زوجة أخيه بفعله بالحبوب، فذهب وزرع حقله بها، ولكن لم تنبت أي بذور في الحقل فحبة واحدة في الحقل لم يتم طهيها وهي الوحيدة التي ظهر لها برعم. كان الأخ الصغير مجتهدًا بطبيعته وكان يسقي البرعم طوال اليوم ونبت البرعم مثل الشجرة وكان له ظل يستظل به الكثيرون وكان الظل يُغطي نصف فدان من الأرض. في فصل الخريف كانت بذور الدخن ناضجة، فأخذ الأخ الصغير فأسه وقطعه وعندما سقطت الشجرة اندفع من تحتها طائر كبير للغاية. طار الطائر بعيدًا وركض الأخ الأصغر وراءه حتى وصل شاطئ البحر.
استدار العصفور نحو الأخ الأصغر وبدأ يكلمه كإنسان فقال: أنتم تسعون لإيذائي! قال له الأخ الأصغر: بالطبع لا أيها الطائر العظيم، ولكن أنا تعجبت لخروجك من الأرض. قال له الطائر: سوف آخذك إلى شرق البحر فهناك جزيرة مليئة بالذهبوالفضة، وهناك تستطيع حمل ما تريد من تلك المعادن الثمينة وستصبح غنيًا للغاية! شعر الأخ الصغير بالرضا والفرح وتسلق على ظهر الطائر، طلب الطائر منه أنْ يُغلق عينيه. لم يستطيع الأخ الأصغر سوى سماع صوت الريح قوية وهدير واندفاع الفيضانات والأمواج، فجأة استقر الطائر على صخرة وقال: ها نحن ذا!
فتح الأخ الصغير عينيه ونظر حوله ولم يرى شيء سوى المعادن الثمينة، أخذ عشرات الأشياء الصغيرة من الذهب وأخفاها في صدره. قال له الطير: هل لديك ما يكفي؟ أجاب: نعم لدي ما يكفي. ثم أخذه الطائر مرة أخرى وعاد به إلى المنزل، عندما وصل إلى بيته اشترى لنفسه قطعة أرض جيدة وأصبح حاله جيد للغاية. كان أخوه الأكبر يغار منه للغاية فقال له بقسوة: من أين استطعت أنْ تسرق كل هذا المال؟ قال له الصغير حقيقة الأمر كاملة، ثم عاد الأخ الأكبر إلى المنزل وأخبر زوجته بالقصة.
قالت زوجته: هذا أمر سهل، سأطهو الحبوب مرة أخرى وأبقي شتلة واحدة حتى لا تنضج، وأنت ازرعها في الحقل وسنرى ما سيحدث. وبعد مرور الوقت ظهر برعم واحد وأصبح بحجم الشجرة وعندما حان وقت الحصاد، ظهر الطائر مرة أخرى وحمل الأخ الأكبر إلى الجزيرة. وهناك رأى الأخ الأكبر الذهب والفضة في كل مكان، فكانت أكبر القطع تشبه التلال في حجمها والصغيرة تبدو مثل الطوب والقطع الأصغر كانت تبدو مثل حبات الرمل. أعمى الجشع عينيه وبدأ يأخذ الذهب من كل مكان حتى أصبح معه كمية كبيرة للغاية.
قال له الطائر: الآن لديك ما يكفي، سوف نذهب. قال الأخ الأكبر: تحلى بالصبر ولا تكن في عجلة من أمرك! سأجمع القليل بعد. وهكذا مضى الوقت وجمع الأخ الجشع كمية كبيرة للغاية من الذهب والفضة تكفي لقرية بأكملها، قال له الطائر: أيها الجشع لقد جمعت من المعادن الثمينة ما يكفي لأجيال، هيا بنا نذهب فستظهر الشمس في أي لحظة والشمس هنا حارة جدًا وتحرق البشر. قال الأخ الأكبر: انتظر قليلاً بعد. ولكن في تلك اللحظة ظهرت الشمس وطار الطائر بعيدًا نحو البحر ومد جناحيه وضربهم بالماء حتى يتخلص من الحرارة التي سببتها الشمس. وفي هذا الوقت، كان الأخ الأكبر قد مات بعدما أذابته الشمس.