العلاقة بين الممارسة الرياضية ومفهوم الذات:
إن الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها سواء كانت أنشطة جماعية، مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد،كرة الطائرة)، أو أنشطة فردية، مثل (التنس الأرضي، السباحة، ألعاب القوى)، تأثير ذات طبيعة إيجابية متكاملة على مفهوم الذات وتقدير الذات ومفهوم الجسم ومفهوم الحركة، حيث أكد علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية الدور الإيجابي لممارسة الأنشطة الرياضية على جميع المتغيرات الاجتماعية التي تم ذكرها.
فإن مفهوم الذات هو عبارة عن كيفية رؤية الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب) لنفسه، أما بالنسبة إلى تقدير الذات فهو عبارة عن مدى اعتزاز الفرد الرياضي بنفسه أو مستوى تقويمه واختباره لنفسه، أما بالنسبة إلى مفهوم الجسم، حيث يقصد به هو كيفية النظر إلى الجسم باعتباره رمز لتحقيق الذات.
حيث أن برامج الأنشطة الرياضية تؤدي إلى تعزيز مفهوم الذات ومفهوم الجسم لدى الفرد الرياضي، سواء كان لاعب أو مدرب أو عضو إداري، حيث أن الاشتراك في ممارسة الأنشطة الرياضية يعمل على إتاحة الفرص المختلفة لتنمية وتطوير الذات عن طريق ممارسة الإحساس بالنجاح والتفوق؛ فعلى سبيل المثال مواقف تحقيق الفوز والانتصار ومواقف الخسارة والهزيمة في الألعاب الرياضية، أو المسابقات الرياضية تعمل على المساهمة في زيادة نسبة التعرف على ذات الفرد الرياضي، كما أنها تدعم الخبرة الرياضية وتساهم بعملية تقدير الذات الإيجابي.
كما أكد علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية أن التغيرات التي تحدث في الشخصية الرياضية نتيجة إلى برامج التربية الرياضية، تتم بشكل أساسي عن طريق العمل على تحسن مفهوم الذات، وبشكل خاص الذات الجسمية، حيث أن علاقة الطفل الرياضي بذاته تحدث من خلال ممارسة الحركة الرياضية والتمرينات الرياضية، حيث أن يعتبر الجسم والحركة الرياضية أدوات اتصال وتواصل مع النفس.
كما يجب على برامج التربية الرياضية أن تقوم بالاهتمام والتركيز على كيفية تعلم الأطفال الرياضيين أهم المهارات الحركية المتصلة باللعب منذ صغرهم، حيث أن ذلك يساعد على رفع مستوى نضجهم بتعلم هذه المهارات الرياضية، حيث أن بعض المهارات الحركية التي يتم اكتسابها أثناء مرحلة الطفولة يكون لها صفة القوة والاستمرارية في حياة الطفل الرياضي، كما أن الاهتمام بتعليم المهارات الرياضية يعمل على توفير مجالات واسعة لطفل الرياضية لاختيار من بينهم ما يروق له؛ حيث أن ذلك لاستخدامه في وقت فراغه بشكل مفيد وصحي يعود على الجسم بالنفع والفائدة.
فإن النشاط الحركي والمهارات الرياضية التي يتخذ منها الأفراد الكبار هوايات لقضاء وقت الفراغ بشيء مفيد وصحي تتوقف على مدى مناسبة وملاءمة الفرص التي تتاح لهم لاكتساب المهارات الحركية، خلال المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية.
كما أن لبرامج التربية الرياضية دور تربوي واجتماعي مهم في كيفية تزويد الأفراد الرياضيين بمهارات وأنشطة رياضية خلال وقت الفراغ، كما أنها تساهم في تنمية وتطوير ميول الفرد الرياضي الإيجابية، وتكشف عن ميول جديدة وتوجه الأفراد الرياضيين إلى كيفية استثمار وقت الفراغ في نشاط رياضي بناء وصحي مفيد لجسم الفرد الرياضي.
فإن المجتمعات الرياضية الحديثة المعاصرة تواجه مشكلة تحديد وقت الفراغ بشكل متزايد لدى الفرد الرياضي (اللاعب، المدرب)؛ حيث أن ذلك نتيجة إلى وجود التقدم العلمي والتقني، كما أنه بفضل المخترعات الرياضية الحديثة أصبح الإنسان الرياضي يعيش في زمن تم تسميته بعصر الفراغ؛ حيث أن ذلك نتيجة إلى ما توفره المخترعات الرياضية من جهد ووقت للإنسان الرياضي.
حيث أن لبرامج التربية الرياضية دور كبير وهام في التصدي والقضاء على أوقات الفراغ، ولمعالجة مشكلة الفراغ في المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله، حيث يتضح الدور التي تقوم به التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية في إعداد جيل يتميز بقوة البنية وباللياقة البدنية ومتمتع بالصحة العقلية والصحة النفسية، وفي كيفية غرس القيم الاجتماعية السليمة مثل (التعاون، الصدق، الأمان، النظافة الشخصية).