خصائص الموهبة الرياضية في علم الاجتماع الرياضي:
إن عضلات الإنسان الرياضي تشتمل ألياف بيضاء وألياف حمراء، حيث يتفاوت عددها من فرد رياضي إلى فرد رياضي آخر، كما أن الألياف البيضاء تتميز بالانقباض السريع أما بالنسبة إلى الألياف الحمراء تتميز بالانقباض البطيء، وبسبب ذلك فإنه يصبح من الممكن تنمية وتطوير مستوى الفرد الرياضي الذي يتميز بزيادة نسبة أليافه الحمراء والوصول إلى مرتبة رياضية عالية، وأهم الرياضات التي تتأسس على عنصر القوة وعنصر التحمل هي: (رياضة المصارعة، رياضة الملاكمة، رياضة رفع الأثقال).
أما بالنسبة إلى الفرد الرياضي الذي يتميز بزيادة نسبة أليافه البيضاء، حيث إنه يستطيع أن يحقق التفوق في الرياضات التي تتأسس على عنصر القوة وعنصرالقدرة مثل سباق العدو وألعاب القوى التي تتمثل في (الجري، المشي السريع، رمي الرمح، دفع الجلة، رمي القرص، دفع الجلة، سباق التتابع، الوثب الطويل، الوثب الثلاثي، الوثب العالي)، ومثل السباقات القصيرة في السباحة، وسباقات الوثب وسباقات القفز، حيث أنه في ذات الوقت أن الفرد الرياضي قد لا يصل إلى البطولات في أنشطة الرياضية التي تنمي عنصر القوة، حيث يرجع السبب إلى الخصائص البيولوجية الموروثة التي يتصف بها جهاوه العضلي.
إن القلب هو عبارة عن عضلة يكون بطبيعته أكبر حجماً وأكثر عمقاً، كما أنه قد يكون أصغر من المعتاد حيث يؤثر على إمكانية تحمل الجهد عند ممارسة النشاط الرياضي، كما يؤثر على فترات الإستمرار في الممارسة الرياضية، حيث أنّ ذلك له تأثير في إمكانية الوصول لأعلى مراتب البطولة، حيث أكد علماء علم الاجتماع الرياضي أن الأفراد الذين يتميزون وراثياً بزيادة نسبة الكتلة العضلية وزيادة نسبة الكتل الدهنية لها أثر إيجابي في التفوق الحركي.
فإن سرعة الإستجابة البسيطة هي عبارة عن إستجابة خاصو وموروثة وضرورية للتحقيق التفوق في عدد كبير من المجالات ضمن نطاق الألعاب والمسابقات الرياضية، كما يوجد لدى الأفراد الرياضيين قدرات طبيعية حركية والبعض الآخر من الأفراد الرياضيين يفتقرون لها، كما أنه نسبةً إلى المرونة الطبيعية لبعض المفاصل أو العضلات، يجب أن يتأسس عليها الفرد الرياضي حتى يحقق أعلى المستويات في قفز الحواجز أو الوثب العالي أو رقص البالية.
فإن العوامل الوراثية تتعمد بشكل كبير على مزاج الفرد الرياضي أو طبعه، خاصةً الجهاز العصبي والجهاز الغددي، حيث يوجد الكثير من الأنشطة الرياضية تتطلب أن يتميز الفرد الرياضي بخصائص وسمات مزاجية معينة حتى يستطيع أن يحقق أعلى المستويات الرياضية، كما يجب توفير سمات الذكاء والإنتباه والتركيز للتحقيق النجاح في معظم الأنشطة الرياضية، خاصة الأنشطة الرياضية التي تتطلب سرعة إدراك العلاقات الاجتماعية التي تحدث في مواقف اللعب المختلقة، مثل الألعاب الجماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة)، والألعاب الفردية مثل (التنس الأرضي، السباحة، ألعاب القوى، ركوب الخيل).
كما يوجد عدة أنشطة رياضية تتطلب سلامة وقوة الناحية الوظيفية لأجهزة الجسم المختلفة، فعلى سبيل المثال الفرد الرياضي الذي يتم ولادته ضعيف السمع حيث له تأثير بشكل سلبي وبصورة واضحة على مستواه الرياضي، كما يوجد الكثير من الأنشطة الرياضية تتطلب بشكل خاص تفوق أجهزة الجسم، فعلى سبيل المثال يتطلب الجهاز الدوري التنفسي في مجال الأنشطة الرياضية المزيد من القدرة على التحمل والقوة العضلية، أما بالنسبة إلى جهاز حفظ التوازن الموجود في الأذن الوسطى بالنسبة إلى لاعبين الجمباز ولاعبين الغطس، كما أنها تلعب دوراً أساسياً وكبيراً في تحديد وتخطيط المستويات الرياضية العالية التي تمكن الفرد الرياضي أن يصل إليها بكل راحة وأمان.
كما يجب أن يتم تعميم ونشر الرياضة بين مختلف فئات المجتمع، حيث ذلك لسبب أن يتم تمكين الأفراد الرياضيين الموهوبين من الظهور، كما تعد الرياضة أكثر الوسائل والطرق نجاحاً لظهور الأفراد الرياضيين المحترفين، حيث يتم التوقع لهم تحقيق التفوق المتواصل والتفوق المتصاعد المتكامل الذي يتم تأسيسه على الخصائص المميزة لشخصية الأفراد الرياضيين المتفوقين رياضياً سواء كانت خصائص وراثية أو خصائص مكتسبة، كما تساعد الخصائص التربوية على ظهور المواهب الرياضية بكل فاعلية وكفاءة كما أنها تعمل على إشباع ميولهم، وتمكنهم من تحقيق أفضل أداء ممكن، وذلك بسبب أن الفرد الرياضي المتفوق رياضياً، هو نتيجة لتفاعل العوامل الوراثية والعوامل الاجتماعية والعوامل البيئية.
أما بالنسبة إلى الاعتماد على عدد قليل من الأفراد الممارسين للأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها مع العمل على تجاهل طبيعة العلاقة الواقعة بين أنشطة الرياضة وبين مختلف الفعاليات الرياضية الدولية، يعتبر أمر غير صحيح، حيث يرتبط بأسلوب التجربة والخطأ.
فإن الوراثة تعمل على نقل إلى الفرد الرياضي الكثير من الخصائص والسمات التي ترتبط ارتباطاً كبيراً وارتباطاً إيجابياً بالفعالية الرياضية العاليمة وبالتفوق الرياضي لنمط الجسم، كما يوجد الكثير من الصفات الوراثية التي تقدم المساعدة في كيفية تحديد المستويات الرياضية بمختلف أنواعها، مثل (النمط العصبي، عدد ألياف العضلات البيضاء، عدد ألياف العضلات الحمراء، الطول، الوزن، كتلة الجسم، التكوين الجسمي، التكوين الوظيفي، وبعض الأجهزة الجسم مثل جهاز الدوري التنفسي، جهاز الدوري، جهاز النفسي، جهاز ضبط التوازن الموجود في الأذن الوسطى).
كما قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية البدنية الحركية وعلماء التربية الرياضية الكثير من الدراسات؛ للقيام بالكشف عن السمات العقلية والسمات البدنية والسمات الحركية والسمات الانفعالية والسمات الاجتماعية التي تقوم بعملية التمييز بين شخصية الأفراد الرياضيين الموهوبين عن غيرهم من الأفراد العاديين، حيث ذلك يمكن وضع البرامج المناسبة لاستعداداتهم وميولهم وقدراتهم التي تعمل على إتاحة لهم الفرص المناسبة لتحقيق أفضل نمو رياضي وتقدم رياضي، بما يساعدهم على المحافظة على تفوقهم الرياضي وإشباع حاجاتهم وتحقيق تكيفهم، وتجنبهم التعرض لأي الآم نفسية واجتماعية.
كما أن الأفراد الموهوبين الذين يمتلكون مواهب رياضية عالية يشكلون عنصراً أساسياً من قطاعات المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله، حيث إنهم يحتاجون إلى أنواع محددة من الرعاية المتوافقة مع إمكانياتهم وقدراتهم ورغباتهم وميولهم، وذلك بسبب أن الموهبة الرياضية تعمل غلى إضافة دور ريادي مهم للحركة الرياضية بمختلف أنواعها وفي أبعادها الجمالية وأبعادها الفنية وأبعادها الصحية وأبعادها الديناميكية، حيث أصبحت المشاركة المشرفة في الدورات الأولمبية والدورات القارية والدورات الإقليمية والبطولات الدولية واجباً وطنياً، حيث أنه لا يمكن أن يتحقق بالشكل المطلوب إلا من خلال اكتشاف وانتقاء ورعاية المواهب الرياضية ومن أهم السمات التي تعمل على تمييز شخصية المواهب الرياضية التي تتميز بالفعالية العالية، والتي تكون قادرة على العطاء في المجال الرياضي والمجال البدني الحركي:
- سمات المكونات البدنية: المتمثلة في القدرة الحركية العامة، عنصر السرعة، عنصر القوة، عنصر الرشاقة، عنصر التحمل، عنصر التوازن، عنصر الدقة.
- سمات المكونات الانفعالية والمكونات الاجتماعية: المتمثلة في الثبات الانفعالي، الروح المعنوية، العلاقات الاجتماعية.
- سمات المكونات الدافعية الرياضية: المتمثلة في الدافعية الرياضية الإيجابية، حب الرياضة، تأكيد الذت، التمثيل المشرف.
- سمات المكونات العقلية: المتمثلة في التفكير، الإدراك المكاني، الإدراك الزماني.