أبعاد التدخلات المدعومة من الناحية العلمية في التربية الخاصة:
كان لحركة المساءلة في التعليم معنى لفترة طويلة نسبياً، وتناسبت المساءلة عن النتائج التعليمية مع المسؤولية عن تعليم الطلبة ذوي الإعاقة كعنصر مهم للتأكد من أن التعليمات المقدمة لها تأثير، وأن هؤلاء الطلبة يحققون النتائج المرجوة وفي نفس الوقت ركزت التربية الخاصة منذ إنشائها على الفرد وعلى برامج التعليم الفردي، وكان القصد من ذلك هو القيام بما يصلح لكل طالب على حدة.
ويقدم هذا التركيز على الفرد ما يعتبره البعض ضغطاً على تعليم عدد الطلبة العام من خلال منحى تعليمي مشترك أو استراتيجية تعليمية، ويصل هذا الضغط إلى ذروته عندما يتم توفير التدخلات المدعومة علمياً لجميع الطلبة بما فيهم الطلبة ذوي الإعاقة داخل بيئة التعليم العام، ويشير بعض اختصاصي التعليم إلى أن هناك تقنيات فعالة ومبنية على التجريب وضعت للطلبة ذوي الإعاقة إلا أن تنفيذ هذه الممارسات التعليمية ليس منتظماً ولا مكتملاً من ناحية الدقة.
وأحد أسباب توافق الضغوط بين المنحى الفردي ومنحى المجموعة الكاملة قد يعود إلى التباين الشديد واحتياجات وتحديات الطلبة الفريدة من نوعها وغير المألوفة، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى ممارسات تعليمية تشكلت من كونها سياسة مبنية على القيم بدل أن تكون مدعومة بالأدلة، ولقد تمتعت التربية الخاصة بتاريخها الغني بمنهجيات البحوث ويبدو أن التصاميم التجريبية لموضوع واحد كان الأسلوب المفضل في التعامل مع بعض السياقات التعليمية، وخصائص الطلبة الموجودين في التربية الخاصة وتنبع هذه الخصائص الفريدة من حقيقة أن هناك خصائص مختلفة للطالب ومجموعة واسعة من سياقات التربية الخاصة.
حيث يسمح بحث الحالة الواحدة بدراسة تلك الفروق الدقيقة المحددة، على سبيل المثال طالب من ذوي صعوبات التعلم في وضع وحده يستخدم برنامج للقراءة مع المحافظة على دقة البحوث التجريبية في تحديد التدخلات المدعومة علمياً، وعندما يرجع الممارسات للبحوث العثور على التدخلات المدعومة علمياً فإنهم يواجهون مهمة شاقة، وكمستخدمين يحتاج المعلمون أن يكونوا قادرين على التركيز بسرعة على فائدة وجدول التدخلات الفعالة.
وهناك اثنان من الأمور المهمة في البحث عن التدخلات المدعومة علمياً البحث وتحديد البحوث، وتحديد أن هذه البحوث لديهم جودة عالية، وفي الماضي كان على المعلمين البحث خلال البحوث المقدمة عادة في المجالات والتي ليست مكتوبة للممارسين ثم ظهرت في السنوات الأخيرة موارد متاحة ومفيدة لمساعدة المعلمين في تضييق بحثهم عن الممارسات المدعومة علمياً .
وعلى الرغم من توفر المواد بطريقة أفضل لتضييق الحصول على معلومات عن العديد من المداخلات لا يزال هناك بعض الأسئلة المحددة التي ينبغي أن توجه تفكير الممارس وحكمة على قيمة بعض التدخلات التعليمية، وبسبب عدم وجود مؤشرات الجودة وخاصة للتربية الخاصة نحن نرى أن مزيجاً من الممارسات التي تتضمن التدخلات الفعالة والتدخلات المحددة في دقة التنفيذ والتدخلات القائمة على الأحكام المهنية الفعالية جنباً إلى جنب مع الأداة العلمية من الفعالية ومختلف مناهج البحث المستخدمة.
وقد يود المربون أن يبحثوا عن أوجه التشابه بين عينة البحث وطلباتهم أنفسهم، وعلى سبيل المثال قد يود المربون النظر إلى طول الوقت الذي درس فيه التدخل كما قد يدونون ملاحظة أية متطلبات محددة للتدخل والتي قد تنطوي على التطوير المهني الإضافي للموظفين أو التي تشكل تضارباً مع تنفيذ تدخلات أخرى.
ولإظهار طبيعة عملية التفكير التي ينبغي على المربين الانخراط فيها خلال النظر في أدلة التدخلات المدعومة علمياً، حيث قد يستخدم الممارسون التدخلات المدعومة من الناحية العلمية لتحديد الحاجة إلى الدعم العلمي للتدهلات وكذلك لعملية تحديد التدخلات التي لديها الدعم العلمي، حيث يمكن جمع بيانات الأداء من ملاحظات المعلمين وتقييم المدرسة والمعايير التشكيلية.
لقد تطور العلم وأصبح واضحاً لنا فيها لماذا أو كيف ومتى وأين علينا أن نقدم أفضل ما لدينا في خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ ولأن هذا الحقل قابل للتطوير والتقدم فإنه بامكاننا أن نتوقع نشوء ممارسات جديدة ومتطورة ومتعددة، وعلى الرغم من أن هذه الممارسات تُعد جيدة ومفيدة وأصبحت معروفة ومفهومة إلا أنه لا ينبغي لنا أن نتوقع أنها بشكل كامل.
وعدم وجود معلمين ذوي خبرة في تدريس هذه الفئة من المجتمع ولديهم مهارات، وغياب الدعم الإداري والحكومي وعدم المرونة في وضع الجداول الزمنية وغياب الرقابة الكافية والمناسبة لهذا النوع من التعليم قد ساهم في عدم تقديم الخدمة الأفضل.