ارتباط لويس تيرمان بالموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


ارتباط لويس تيرمان بالموهوبين والمتفوقين:

تشير الأدبيات الموجودة في مجال القياس العقلي ورعاية الموهوب إلى اسم (تيرمان) وثيق الصلة بعلم نفس الموهبة وتعليم الموهوبين والمتفوقين بطريقة لم يسبقها أحد، فقد كان رائداً في الدراسات والأبحاث الهادفة إلى تحديد وسائل التعرف على الموهوبين والمتفوفين وتطوير أساليب التربية والتعليم المناسبة لهم.
ولا غنى عن أي باحث في هذا المجال عن أن يستفيد أو يسترشد بانجازات (تيرمان) التي تحققت على مدى ما يقارب نصف قرن، وتكفي مراجعة سريعة لما تم كتبته ونشر في مجال لاظهار بوضوح أنه ومنذ العقد الثالث من القرن العشرين وحتى الآن لم يكن هناك كتاب أو بحث قوي بدون مرجع هنا أو هناك لهذا العالم الفريد ودوره في تنمية علم نفس الموهبة.
كان الموهوبون والمتفوقون يشغلون (يترمان) طوال حياته وبدأ اهتمامه بهم في فترة مبكرة من حياته، حيث كان موضوع رسالته التي قدمها عام (1907) للحصول على الدكتوراة دراسة تجريبية لمقارنة مجموعتين صغيرتين، واحد منهم يتكون من سبعة أطفال نابهين والآخر من سبعة أطفال بلداء والسؤال المطروح هنا في هذا المجال كيف استطاع تحقيق هذه الشهرة الواسعة.

أسباب شهرة لويس تيرمان مع الموهوبين والمتفوقين:

  • قياس القدرة العقلية الذكاء:

    أجرى (تيرمان) وزميله بتمويل من جامعة ستانفورد دراسة موسعة لمقياس بينيه على مجموعة كبيرة من الأطفال، قاموا بتغيير تغييراً وتعديل عدد من فقرات الاختبار في مستويات عمرية المختلفة وحذفوا عدداً منها، كما أضافوا فقرات جديدة حتى أصبح المقياس مختلفاً بصورة جوهرية عن مقياس بينيه الأصلي، وفي عام (1916) تم نشر الصورة المعدلة والمقننة على المجتمع وعرف باسم مقياس (ستانفورد بينيه) للذكاء.
    وعمل (تيرمان وميريل) في مشروع لتطوير المقياس وتعديله لتلافي العيوب وسد الثغرات التي أظهرتها عملية تطبيقه خلال عشر سنوات، واستهدف التعديل رفع سقف العمر العقلي في المقياس إلى (22) سنة وتوسيع القاعدة الجغرافية التي اختيرت منها عينة التقنين وزيادة عدد أفرادها إلى حوالي ثلاثة آلاف طفل، وفي حين كانت العينة الأولى مكونة من ألف طفل مما تمت زيادة عدد الأسئلة االأدائية في الأعمار الدنيا وحددت التعليمات وطرائق التصحيح بدقة.
    وفي عام (1937) انتهى الباحثان من إعداد صورتين متكافئتين للمقياس، ونشر باسم (تيرمان وميريل) أو ستانفورد بينيه تعديل (1937) واحتل هذا التعديل مكانة متميزة في قياس الذكاء مدة تزيد عن عشرين عاماً، ثم ظهر تعديل آخر عام (1960) بعد وفاة تيرمان ونقلت الصورتان على دول كثيرة واستخرجت لها معايير محلية لا تزال تستعمل بصورة واسعة في مجالات التشخيص المختلفة والكشف عن الموهوبين، وفي البحوث والدراسات العلمية بالإضافة لذلك فقد شارك (تيرمان) في إعداد اختبارات التصنيف والانتقاء.
  • دراسات تيرمان للموهوبين والمتفوقين:

    بدأ (تيرمان) عمله الضخم في هذا السياق بدراسة أجراها على مائة طفل تجاوزنسب ذكائهم عن (140) وكان همه وطموحه، وتم إجراء دراسة موسعة لاستقصاء سمات العقلية والبدنية والشخصية لعينة كبيرة من الأطفال الموهوبين والمتفوقين تليها دراسة تتبعية تتيح له معرفة ما يجرى ومعروفه ظروفهم في سن الرشد، وبفضل المنحة السخية قدمها الصندوق الاتحادي في مجتمع تمكنه من إنجاز هذه الدراسة الطموحة.
    واستند مشروع الدراسة على اختيار ألف طفل أو أكثر ممن تعد نسب ذكائهم هي الأعلى من مجتمع، ويتطلب اختيار الأطفال استخدام عدة اعتبارات منها نفسية وتحصيلية وبدنية بعد أن يتم اختيارهم من قبل معلميهم، تهدف دراسة تيرمان الإجابة عن الأسئلة الآتية ما سمات الموهوبين والمتفوفين عقلياً في طفولتهم؟ وما الذي سيكونون عليه في كبرهم؟ وما العوامل التي ستوثر في إنجازاتهم اللاحقة؟.

أهمية الدراسات التتبعية التي قام بها لويس تيرمان والعاملين معه:

  1. تعد الدراسة الأولى من نوعها من حيث المنهجية والشمولية وحجم العينة وطول فترة المتابعة.
  2. ترتب على نتائج الدراسة ومتابعتها والاهتمام بمشكلات هذه الفئة من الطلبة وحاجاتهم للرعاية، كما أثيرت اهتمامات التربويين وأولياء أمور الطلبة بموضوع تربية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم.
  3. قدمت نتائج الدراسة إجابات عن التساؤلات التي قد تثار عند عمل برامج خاصة بالطلبة الموهوبين والمتفوقين، كما أن البيانات التي تجمعت قدمت عوناً كبيراً وأساسياً لا غنى عنه للمدافعين عن حقوقهم وللتربويين الراغبين في فهم الظاهر ووضع الحلول المناسبة لها.
  4. أسقطت دراسة (تيرمان) كثيراً من المفاهيم المغلوطة التي ارتبطت تاريخياً بالموهبة والإبداع والتي ربما لا يزال يؤمن بها كثيرون.

شارك المقالة: