اقرأ في هذا المقال
- توظيف المنهجية النوعية في صياغة أسئلة الدراسات الكمية في التربية الخاصة
- توضيح الإجراءت للبحوث الكمية والبحوث النوعية في التربية الخاصة
- العلاقة بين البحوث الكمية والبحوث النوعية في التربية الخاصة
توظيف المنهجية النوعية في صياغة أسئلة الدراسات الكمية في التربية الخاصة:
تعتبر المقارنة بين مزايا البحوث الكمية مقابل البحوث النوعية قضية معقدة وينبغي مناقشتها على المستويات التاريخية والفلسفية والمعرفية، إن تحقيق التنوع في طرائق التطبيق لبحوث معينة سواءً في البحوث الكمية أو البحوث النوعية تدل على وصف أشياء مختلفة لأناس مختلفين، ومن المهم عرض وجهة نظر الباحث في هذين المنهجين من البحوث قبل مناقشة مزاياهم، وتقسم البحوث النوعية إلى أنواع مختلفة وتشمل الدراسات الوصفية والمقابلات والملاحظة المنظمة وتحليل مصادر المعلومات غير القابلة للقياس الكمي، على سبيل المثال ألبومات الصور والقصاصات واليوميات، وتعتبر دراسات غير موضوعية؛ لأنها تعتمد على وجهة نظر الباحث باعتباره جزءاً من العملية التفاعلية قيد الدراسة.
وعلى الرغم من أن بعض البحوث تعتمد على تصاميم معقدة إلا أنه لا يوجد تركيز على إجراءات محددة لجمع البيانات وتحليلها، ويتكون تصميم البحث النوعي من بعض الأسئلة للتحقيق بموضوع الدراسة وبعض الأماكن لجمع البيانات وجدول زمني لتخصيص الوقت لجمع البيانات وتحليلها وكتابة النتائج، وفي كثير من الأحيان تعتبر كل من النظريات والأسئلة وتصميم البحث عملية لإعادة جمع البيانات لا يتم التركيز في البحث النوعي على اكتشاف حقيقة معينة أو قوانين تصف الواقع، وبدلاً من ذلك ينظر إلى الواقع كما لو أنه عملية تغيير مستمرة ويصف التفاعل بين الأحداث ومفاهيم الباحث عن تلك الأحداث، وقد لا يعتبر الواقع أو الحقيقة لشخص ما بأنه حقيقة واقعة لشخص آخر فلكل منهما تصور مختلف.
فالمنتجات النهائية غالباً ما تعبر عن الأوصاف التي تمت ملاحظتها على مدى فترات طويلة من الزمن، وعلى سبيل المثال بعد أن عاش طفل من ذوي الإعاقة مع عائلة لمدة ثلاثة أشهر قد يكتب الباحث تقريراً عن استنتاجاته أو تصوراته حول الحياة اليومية ووجهات النظر للطفل وأسرته، ويهدف البحث الكمي إلى أن يكون أكثر موضوعية في محاولات للحفاظ على العملية التفاعلية بين الباحث، وما يتم دراسته وعادة ما يتم وضع الأسئلة التي يتعين الإجابة عنها وتصميم البحث وطريقة تحليل البيانات قبل جمع البيانات.
ويهدف الباحث إلى تنفيذ إجراءات جمع البيانات بأقل الطرائق أزعاجاً، فعندما يبدأ بجمع البيانات سيسعى جاهداً ليبقى محايداً ويمنع التحيز أو تأثير الآراء الخاصة على جمع البيانات أو تحليلها ويفترض الباحث في البحث الكمي وجود المتغيرات التي يمكن قياسها ومن ثم يتم عزل متغيرات الدراسة والسيطرة على الآثار المحتملة للمتغيرات الخارجية الأخرى، وبعد أن يتم جمع البيانات وتحليلها يبدي الباحث استنتاجات مبدئية حول العلاقات المحتملة بين المتغيرات وتؤدي النتائج والاستنتاجات التجريبية إلى إيجاد فرضيات إضافية ولا يؤكد الباحث أبداً على حقيقة ما ولكن هدفها إن يكون قادراً على التنبؤ بها بدرجة معقولة من الثقة، وما قد يحدث في المستقبل عند وجود متغيرات وظروف مماثلة لتلك التي تم التحقيق فيها.
توضيح الإجراءت للبحوث الكمية والبحوث النوعية في التربية الخاصة:
حيث يتم توضيح طبيعة الإجراءات للبحوث الكمية والبحوث النوعية وأنها يجب أن تكون ذات مغزى من قبل كل الجوانب الكمية والنوعية، وترى وجهة النظر الفلسفية أن منهجية البحوث الكمية والبحوث النوعية غير متوافقة إن الاختلافات بين المنهجين تدفعهما؛ إلى عدم التوافق لأنهما يعتمدان على طريقتين مختلفتين جداً من رؤيتهما للحقيقة والمعرفة والواقع، وهناك وجهة نظر أخرى ترى أن الأساليب الكمية والنوعية ليست متوافقة فقط ولكنها يجب أن تكون مجتمعة، وإن الفرق الرئيس بين كل منهما هو أنه في البحث الكمي تكون الأسئلة وطرائق جمع البيانات والتحليل أكثر وضوحاً ودقة وتلخص إلى أن المنهج المستخدم يتوقف على غرض الباحث ومع ذلك فإن الأساليب الكمية والنوعية تتشابك مع بعضها بعضاً.
العلاقة بين البحوث الكمية والبحوث النوعية في التربية الخاصة:
تعتبر الذاتية أو عدم الموضوعية السمة الأساسية للبحوث النوعية وغالباً ما تعتبر واحدة من نقاط قوته ولكنها تهدد الصدق، وتعتبر كلاً من مهارات الملاحظ والتجيز وسلامة الملاحظ من أوجه النقد بالنسبة لنتائج أي دراسة نوعية، فالأفكار المسبقة للباحث يمكن أن تؤثر على ما يتم مراقبته أو على الشخص الذي تم اختياره لمقابلته أو على التصور للمعلومات التي تم جمعها ولا يركز على الموضوعية، وبل يسعى ليكون داخل الدراسة ويخضع نفسه إلى نفس التأثيرات والضغوط الظرفية في الدراسة، فعلى سبيل المثال عندما يعيش الباحث مع أسرة طفل من ذوي الإعاقة لا يمكن أن يكون على يقين من أن أفراد الأسرة يتصرفون بالطريقة نفسها في غيابه ويكون النتاج النهائي عبارة عن تصورات الباحث للمشاعر والتفاعل الذي حدث مع الآخرين وإدراكه الحسي ومن المستحيل على أي مراقب أو ملاحظ أن يكون قادراً على مراقبة وتسجيل كل حدث مهم.
ومما يمثل تهديداً خطيراً على صدق النتائج التي تم الحصول عليها ومن الصعب إن لم يكن مستحيلاً تكرر الإجراءات النوعية نفسها وذلك؛ بسبب كل من الذاتية في الدراسة الطبيعية العفوية إجراءات جمع البيانات عدم إمكانية التنبؤ بالأسئلة البحثية التي يجب اتباعها، وعلى سبيل المثال إن إجراءات جمع البيانات تختلف من باحث إلى آخر وهذا لا يعني أنه لا توجد منهجيات مرتبطة بالإجراءات النوعية مما يقلل من كفاءة إعادة التطبيق، وأخيراً وعلى الرغم من أن الدراسات النوعية يمكن أن تكون واسعة النطاق فإنها لا تزال تنطوي على البحث عن حالة واحدة فقط على سبيل المثال فئة واحدة مدرسة واحدة وعائلة واحدة مما يحد من إمكانية تعميم النتائج لحالات أخرى.
إن معظم البحوث النوعية تتكون من دراسات الحالة الواحدة مما يجعل الباحث النوعي في موقع مواجهة مستمر مع مشكلة تتعلق بدراساتهم الصغيرة بالنسبة إلى الثقافة الواسعة ككل، وتميل الإجراءات النوعية إلى أنه لا يمكن أن تكون مؤكدة بالطريقة التي تسمح للباحثين أن يكونوا واثقين من الصدق والثبات وتعميم النتائج، وإذا قام الباحث بدمج بعض الإجراءات الكمية يمكن أن تصبح الدراسة أكثر ثقة ونتائجها صالحة التعميم.
وهناك اعتقاد خاطئ بأن القضايا المعقدة أو مفاهيم التربية الخاصة يمكن أن تكون غير ذات معنى أو تؤدي دائماً إلى فروق ذات دلالة إحصائية، وإن البحث الكمي الجيد يجب أن يتسم بالنوعية من حيث صياغة الأسئلة البحثية والفرضيات، ويجب أيضاً أن يتميز بالنوعية في جوانب تقييم الإجابات لتلك الأسئلة وجمع البيانات وتحليلها، وإن الباحث الكمي الذي لا يقوم بدمج بعض الجوانب النوعية يخاطر بالإجابة عن أسئلة لا معنى لها ولا تستند إلى واقع عملي، وعلى المستوى العلمي فإنه على كل من الباحث النوعي والباحث الكمي أن يتعرفا بميزات وجهة نظر المعارضة في مجال البحوث الخاصة بهم.