ما هي أبرز تصرفات المراهقين

اقرأ في هذا المقال


تتميز عملية النّمو في مرحلة المراهقة بالتسارع الكبير، مقارنة مع مرحلة الطُّفولة التي تسبقها ومرحلة الرُّشد والرجولة التي تليها، تحمل هذه الفترة الكثير من الآثار الجانبيّة القسرية لمن يعبرها سواء كان ذكراً أو أنثى، لتؤثر سلباً أو إيجاباً على الجانب النّفسي، أمّا تحديد المُدَّة الزمنية لهذه الفترة فقد أُشير إلى أنّها تمتد من سن العاشرة وحتى الخامس والعشرين في أطول حالاتها، أيضاً يحكم تحديد هذه الفترة العديد من العوامل والمحدِّدات البيئيّة والوراثيّة.

مميزات مرحلة المراهقة

  • وصول الانسان في نهاية هذه المرحلة إلى اكتمال مظاهر البُلوغ والنمو الجسمي.
  • اتّضاح معالم البلوغ والنُّضج الجنسي.
  • تُظهِر مقدرة الفرد على تحمُّل المسؤوليات والتوجيه الذاتي، حيث تتوسّع مداركه تجاه الإمكانيات والكفاءات لديه، إضافة إلى تطوُّر قُدرته ومهاراته في اتخاذ قراراته الفرديّة والمصيريّة.
  • ارتقاء الفرد في مهاراته الإدراكيّة والنُّضج العقلي، بسبب تعرُّضه للكثير من التجارُب الناجحة والفاشلة، التي تُمكِّنه من صقل ذاته، معرفة مواطن القوة والضعف التي يتمتَّع بها، السعي المستمر وراء تطبيقها واقعياً.
  • يتمكّن الفرد في هذه المرحلة من الحُصول على درجة من الاستقلال الاجتماعي، إنشاء العلاقات الاجتماعيّة الذاتيّة والجديدة، اكتساب المعايير والقيم الاجتماعية، إضافةً إلى تطبُّع الفرد اجتماعياً نحو فئة مُعينة أو اتجاه معين.
  • التخطيط الذاتي والفردي للمستقبل، تحديد الفلسفة الشخصيّة وتبنّيها.

ما هي أبرز سلوكيات المراهقين

يعيش المراهقين مرحلة انتقالية في حياتهم، تحوي على الكثير من العقبات والضُّغوط الخارجيّة والداخلية، يعيش في حالة تقلُّب نتيجةً لظهور الآثار الجانبيّة لعمليّة البلوغ والنمو الجسمي المُتسارع، تظهر الكثير من السلوكيات التي قد تكون إيجابيّة أو سلبية، بحسب الأطوار والجوانب النّمائية التي يمرُّ بها:

  • العداوة والانفعال: يكون المُراهق بشكل عام أكثر عداوة وانفعال وعُنف، إضافةً إلى اندفاعه الدائم والمتأهِّب.
  • التذبذب الانفعالي: حيث إنّ المراهق لا يثبت على استجابة محدّدة لنفس المثير، قد تختلف استجابته لنفس الموقف في أوقات وفترات مُختلفة.
  • الحب: يحبُّ المراهق نفسه، يميل إلى الاعتداد بها، أيضاً يحب التمركُز حول ذاته، ينشغل لفترات بمظهره الخارجي، يقف أمام المرآة لمُدَّة طويلة.
  • الخوف: يخاف المراهقون ويبتعدون عن المواقف الاجتماعية، التي لا يملكون بها الخبرة الكافِية التي تُمكِّنهم من التفاعل مع هذه المواقف بشكل جيد، قد يخجل المراهقون من مظهرهم الخارجي، نتيجةً لتقلبات النمو الجسمي وتسارعها، أيضاً ظهور حبِّ الشباب، حيث يشعر بأنّ مظهره غير لائِق أو أنّه قد يتعرّض للسُّخرية من الآخرين.
  • الصراعات: يُعاني المُراهق من الصِّراعات الداخلية أو الخارجية، التي تظهر على هيئة تمرُّد وعصيان، قد تنتج الصراعات عن سعيه لتهذيب ذاته وضبطه، حاجته للاستقلال والتمرُّد، إثبات الذات، الصراع الذي يتعرّض له نتيجةً لاختلاف المبادئ والقِيم التي أُنشئ عليها في مرحلة الطفولة، أفعال من حوله من البالغين التي تُخالف هذه المبادئ.
  • عدم التوافق النفسي: يعاني المراهقون في هذه المرحلة من مشكلة عدم التوافق النفسي التي تنعكس على تصرفاتهم وسلوكياتهم، يكون المراهق ميّالاً للانطوائية واليأس والقلق والحزن والخجل والدخول في نوبات من الاكتئاب والبكاء، إضافةً إلى الضجر والملل والكسل الدائم والرَّغبة المستمرّة في النوم.
  • الغضب: يُظهِر المراهقين الغضب وردات الفعل العنيفة، التي قد تكون في غير موضِعها.
  • العِناد: يميل المراهقون إلى العناد ومخالفة الأعراف والقوانين والاحتجاج الدائم على السُّلطة.
  • المعاناة من مخاوف متعددة: مثل خوفه من والديه، خوفه من المجتمع، خوفه من الفشل، إضافةً إلى المخاوف المتعلّقة بالتأخر الدراسي والمستوى الأكاديمي، يشعر المراهق بشكل دائم بتأنيب الضّمير تجاه أيّ ذنب أو أي إساءة لنفسه أو لمن حوله، تنعكس جميع هذه المخاوف على جميع استجابات المُراهق وتصرُّفاته.
  • الميل إلى الاستقلالية: يسعى المُراهق بشكل مُستمر إلى حُصوله على استقلاليّته الشخصيّة، أيضاً يعمل على تفرُّده الذاتي في بناء شخصيّته المُستقلة.

سلوكيات طبيعية عند المراهقين

  • الإكثار من الجدال.
  • السعي والبحث عن الاستقلال.
  • السهر لساعاتٍ طويلة.

سلوكيات غير طبيعية عند المراهقين

  • إلقاء اللوم على الآخرين باستمرار.
  • تناول الكحول والمخدرات.
  • عدم القدرة على النوم.
  • القيام بسلوكيات مُسيئة.
  • الشعور بالإحباط بشكلٍ مستمر.

اعتبارات تربوية في التعامل مع المراهق

مرحلة المراهقة هي فترة حرجة في حياة الفرد تتسم بتغيرات جسدية، نفسية، واجتماعية كبيرة. للتعامل التربوي الفعال مع المراهقين، من الضروري مراعاة عدة اعتبارات تربوية لضمان تطورهم السليم ونموهم المتوازن. فيما يلي بعض الاعتبارات التربوية الأساسية في التعامل مع المراهقين:

1. تفهم التغيرات النفسية والجسدية

المراهقون يمرون بتغيرات جسدية ونفسية هائلة قد تؤثر على سلوكهم ومزاجهم. يجب على الآباء والمربين فهم هذه التغيرات والتعامل معها بصبر ومرونة. يمكن للمراهقين أن يشعروا بالارتباك والتوتر بسبب هذه التغيرات، لذا من المهم تقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم.

2. تطوير مهارات التواصل

التواصل الفعّال هو أساس التعامل الناجح مع المراهقين. ينبغي تشجيع الحوار المفتوح والصريح، والاستماع الفعّال دون إصدار أحكام مسبقة. من المهم أن يشعر المراهقون بأن آرائهم ومشاعرهم مسموعة ومحترمة.

3. وضع قواعد واضحة ومتسقة

يجب أن تكون هناك قواعد وحدود واضحة للسلوك، ويتم تطبيقها بشكل متسق. هذا يساعد المراهقين على فهم ما هو متوقع منهم وما هو غير مقبول. من الضروري أن تكون هذه القواعد منطقية ومناسبة لمرحلة النمو التي يمر بها المراهقون.

4. تشجيع الاستقلالية وتحمل المسؤولية

المراهقون بحاجة إلى الشعور بالاستقلالية وتحمل المسؤولية. يمكن تحقيق ذلك من خلال السماح لهم باتخاذ بعض القرارات بأنفسهم وتحمل نتائج تلك القرارات. هذا يساعدهم على بناء ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم في حل المشكلات.

5. دعم الهوايات والأنشطة الإيجابية

تشجيع المراهقين على الانخراط في الأنشطة والهوايات التي يستمتعون بها يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نموهم الشخصي والاجتماعي. يمكن أن تساعد الأنشطة مثل الرياضة، والفنون، والعمل التطوعي في تعزيز مهاراتهم الاجتماعية وبناء صداقات جديدة.

6. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية

يجب الانتباه إلى الصحة النفسية والجسدية للمراهقين. ينبغي تشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي يشمل تناول غذاء متوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على قدر كافٍ من النوم. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك اهتمام بالصحة النفسية وتقديم الدعم اللازم في حالة مواجهة أي مشاكل نفسية.

7. التعليم والتوجيه القيمي

من المهم تعليم المراهقين القيم الأخلاقية والمبادئ الأساسية التي ستساعدهم في اتخاذ قرارات سليمة في حياتهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال النقاشات العائلية، والقدوة الحسنة، وتعزيز قيم مثل الصدق، والاحترام، والمسؤولية.

8. تفهم تأثير الأقران

الأقران يلعبون دورًا كبيرًا في حياة المراهقين. يجب على الآباء والمربين تفهم هذا التأثير ومراقبة علاقات المراهقين بأقرانهم. من الضروري تشجيع العلاقات الإيجابية ومساعدتهم في التعامل مع الضغوط الاجتماعية التي قد يواجهونها.

9. تشجيع التفكير النقدي

تطوير مهارات التفكير النقدي يساعد المراهقين على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحليل المواقف بشكل منطقي، يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيعهم على طرح الأسئلة والتفكير في العواقب المحتملة لقراراتهم.

10. تقديم الدعم والتوجيه المناسبين

يجب أن يكون الآباء والمربون دائمًا متاحين لتقديم الدعم والتوجيه للمراهقين. هذا يشمل تقديم النصائح عندما يحتاجون إليها، ومساعدتهم في التعامل مع المشكلات والتحديات التي يواجهونها.

التعامل مع المراهقين يتطلب مزيجًا من الفهم، والصبر، والمرونة، والدعم، من خلال مراعاة الاعتبارات التربوية المذكورة أعلاه، يمكن للآباء والمربين مساعدة المراهقين في تجاوز هذه المرحلة الحرجة بنجاح وبناء أسس قوية لمستقبلهم.


شارك المقالة: