مفهوم وتطبيقات علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم علم النفس المعرفي:

علم النفس المعرفي: هو الدراسة العلمية للعمليات الذهنية مثل الاهتمام، واستعمال اللغة، والتخزين، والإدراك، وحل ومواجهة الصعوبات والعقبات التي تؤدي إلى العديد من الأزمات، والإبداع، والتفكير، بحيث يتحدث علم النفس المعرفي عن طرق تعلم الإنسان للبيانات الهامة حول البيئة المحيطة بطريقة أساسية، وكيفية تحويل هذه البيانات التي لديه إلى علم ووعي يمكن استثمارها والاستفادة منها في تغيير حياته، وتعديل سلوكه.

يشتمل علم النفس المعرفي على المهام والأنشطة النفسية المتنوعة، كالعلم القلقي، الانتباه، الاستدعاء، المشاعر، الإدراك، الذكاء، العاطفة، التفكير، التنبؤ الذهني وغيرها من المهام التي ترتبط بالعقل البشري، ونوع تفكيرهم، وبالتالي تطورهم الفكري.

عبر نيسر عن علم النفس المعرفي على أنّه: جميع الأساليب والأنشطة التي يؤديها وينجزها الشخص لنقل المعلومات والمدخلات الأساسية، ومن ثم تعديلها وتقويمها عن طريق التفسير والتحليل والاختصار، وآخرها الحفظ؛ وذلك من أجل أن يتم استرجاعها فيما بعد واستخدامها عند الحاجة إليها، وهذا المفهوم يوضح طريقة أداء علم النفس المعرفي، الذي يقوم بكل وظائف الشخص التفكيرية، التي يقوم بها عند تحديد الشخص للمعلومات، وتعديلها وتقويمها، وحفظها، وطريقة استردادها، واستخدامها في عملية تعزيز النشاط الشخصي.

يشير ريد في علم النفس المعرفي: على المفهوم الذي يهتم بعلم تدبير البيانات المختلفة، وقد نقلت الكثير من الاستدلالات والبحوث التي قامت في العلم المعرفي تغييرات ونمو هائل، وواسع، ومن أحدث هذه البحوث وأكثرها فائدة بحوث علم النفس المعرفي، التي انتشرت استعمالاتها، وظهرت فوائدها في مجالات متفاوتة، بحيث بدأت الظهور في العلوم التربوية، والنفسية بطريقة محددة، وما تشتمل عليه هذه العلوم من طرق ووسائل التدريس، صعوبات التعلم، الصحة النفسية، الذهنية، الفروق الفردية وغيرها.

تطبيقات علم النفس المعرفي:

تتنوع التطبيقات والمهام والأنشطة النفسية منها والطبيعة التي يتم تنفيذ وتطبيق علم النفس المعرفي بها، بحيث تتمثل تطبيقات علم النفس المعرفي من خلال ما يلي:

1- علم النفس غير الطبيعي: بعد الثورة المعرفية، ونتيجة للعديد من الاكتشافات الرئيسية التي خرجت من مجال علم النفس المعرفي، تطور نظام العلاج السلوكي المعرفي، حيث يُنظر إلى آرون تي بيك عمومًا على أنه أب العلاج المعرفي، وهو نوع معين من العلاج المعرفي السلوكي، حيث اكتسب عمله في مجالات التعرف على الاكتئاب وعلاجه اعترافًا عالميًا.

2- علم النفس الاجتماعي: العديد من جوانب علم النفس الاجتماعي الحديث لها جذور في الأبحاث التي أجريت في مجال علم النفس المعرفي، بحيث يعتبر الإدراك الاجتماعي مجموعة فرعية محددة من علم النفس الاجتماعي الذي يركز على العمليات التي كانت ذات تركيز خاص في علم النفس المعرفي، المطبق بشكل خاص على التفاعلات البشرية، ويعرف غوردون الإدراك الاجتماعي بأنه دراسة العمليات الذهنية التي تنطوي على الإدراك، الاهتمام، التذكر، التفكير وإدراك الناس في عالمنا الاجتماعي.

3- علم النفس التنموي: يعتمد العديد من الأسماء البارزة في مجال علم النفس التنموي في فهمهم للتطور على النماذج المعرفية، واحدة من النماذج الرئيسية لعلم النفس التنموي هي نظرية العقل، التي تتعامل بشكل خاص مع قدرة الفرد على الفهم الفعال للإدراك وإسناده لمن حوله، فعادة ما يصبح هذا المفهوم واضحًا تمامًا في الأطفال، بشكل أساسي قبل أن يطور الطفل نظرية العقل، لا يستطيعون فهم أن من حولهم يمكن أن يكون لديهم أفكار أو مشاعر مختلفة عنهم، وتطوير نظرية العقل هو مسألة ما وراء المعرفة، أو التفكير في أفكار المرء.

ركز جان بياجيه، أحد أبرز العقول فيما يتعلق بعلم النفس التنموي، وكان الكثير من اهتمامه على التطور المعرفي منذ الولادة وحتى سن الرشد، وعلى الرغم من وجود تحديات كبيرة لأجزاء من مراحل تطوره المعرفي، إلا أنها تظل عنصرًا أساسيًا في مجال التعليم، سبقت مفاهيم وأفكار بياجيه الثورة المعرفية ولكنها ألهمت ثروة من الأبحاث في مجال علم النفس المعرفي وتم مزج العديد من مبادئه مع النظرية الحديثة لتجميع وجهات النظر السائدة اليوم.

4- علم النفس التربوي: طبقت نظريات التعليم الحديثة العديد من المفاهيم التي تعتبر نقاط محورية في علم النفس المعرفي، ومن أبرز المفاهيم ما يلي:

  • ما وراء المعرفة: هو مفهوم واسع يشمل جميع سلوكيات أفكار الفرد ومعرفته حول تفكيره، ويرتبط أحد المجالات الرئيسية للتركيز التعليمي في هذا المجال بالمراقبة الذاتية، والتي ترتبط بصورة كبيرة بمدى قدرة الطلاب على تقييم معرفتهم الشخصية وتطبيق الاستراتيجيات لتحسين المعرفة في المجالات التي يفتقرون إليها.
  • المعرفة التقريرية: هي الموسوعية قاعدة المعرفة للأشخاص، في حين أن المعرفة الإجرائية هي معرفة محددة تتعلق أداء مهام معينة.
  • تنظيم المعرفة: كانت تطبيقات فهم علم النفس المعرفي لكيفية تنظيم المعرفة في الدماغ محورًا رئيسيًا في مجال التعليم في السنوات الأخيرة، والطريقة الهرمية لتنظيم المعلومات وكيفية رسم خرائط لذاكرة الدماغ هي مفاهيم أثبتت أنها مفيدة للغاية في الفصول الدراسية.

شارك المقالة: